الجزائر -أ ف ب - اعلن التلفزيون الجزائري في حصيلة بثها صباح امس الخميس ان الهزة الارضية التي ضربت الاربعاء شمال غربي الجزائر، وبالتحديد منطقة عين تموشنت وبلغت قوتها 8،5 درجات على مقياس ريختر، اسفرت عن سقوط 28 قتيلاً واكثر من 175 جريحاً. وافادت الاذاعة ان رجال الانقاذ كانوا لا يزالون يحاولون حتى ظهر امس اخراج اربعة اشخاص من تحت الانقاض في مزرعة تقع في مدخل عين تموشنت 450 كلم غرب العاصمة. وتضررت، في هذه الولاية المعروفة باراضيها الزراعية وكرومها، الفا بناية خصوصاً الاحياء الشعبية في عين تموشنت مثل فوبور وسيدي سعيد وغرابة حيث يوجد العديد من المباني القديمة وكذلك في القرى الريفية القريبة من سيدي بن عدة وعين الاكحل. وشعر سكان ولايات الشمال الغربي الجزائري وشمال شرقي المغرب، في مدينة وجدة، الحدودية، بالزلزال الذي تلته هزتان ارتداديتان. ووقعت الهزة التي حدد مركزها في جبال تسالة بين ولايتي عين تموشانت وسيدي بلعباس في الساعة 37،18 عندما كان الناس يتناولون فطور رمضان وزرعت بينهم الهلع. وترك الناس موائد الافطار وهرعوا الى الشوارع في العديد من مناطق الغرب الجزائري، وقضى العديد منهم ليلته في الحدائق العمومية او في المدارس التي أمرت السلطات بفتحها لهذا الغرض تحسباً لوقوع هزة اخرى. واعلن وزير الداخلية السيد عبدالمالك سلال حال الطوارئ لتعبئة كل الامكانات المتاحة في مجالات الاغاثة خصوصاً في عين تموشنت الاكثر تضرراً من الهزة. واعطى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة تعليمات لتعبئة كل الوسائل الضرورية لمساعدة المنكوبين. وانتقل سلال الى مكان الهزة برفقة وزير الصحة السيد يحيى قيدوم وقائد المنطقة العسكرية الثانية العميد كمال عبدالرحمن. وزار المسؤولون الثلاثة الجرحى في المستشفى وقد غادره اربعون منهم لم يصابوا سوى بجروح طفيفة. واعلن وزير الداخلية امام حشد غاضب من السكان انه سيتم فوراً مصادرة 84 مسكناً جديدا لايواء العائلات التي دمرت مساكنها. وأصابت الهزة سجن عين تموشنت بأضرار فاغتنم بعض السجناء الفوضى وفروا بينما وضع الباقون تحت حراسة قوات الامن في الشوارع، وفق ما افادت صحيفة "الوطن" في عددها الصادر امس. والمعروف ان الجزائر تتعرض بانتظام لهزات خفيفة تتراوح قوتها بين ثلاث او اربع درجات على مقياس ريختر. وتقع الجزائر مثل بقية مناطق المغرب العربي في منطقة جيولوجية غير مستقرة تلتقي فيها الصفيحتان الافريقية والاوروبية. وتعرض شمال غربي البلاد لعدة زلازل كبيرة في الثامن عشر من آب اغسطس 1994 حيث لقي 172 شخصاً مصرعهم في ولاية معسكر 350 كلم غربي العاصمة بعد هزة بلغت قوتها 6،5 درجات على مقياس ريختر. كما ضربت هزة عنيفة، بلغت قوتها 5،7 درجات، مدينة الاصنام التي تدعى حالياً الشلف 200 كلم غربي العاصمة في العاشر من تشرين الاول اكتوبر 1980 فدُمرت تدميراً يكاد يكون كاملاً ووقع ثلاثة آلاف قتيل وثمانية الاف جريح وتشرد نحو 400 الف شخص. وكانت المدينة نفسها تعرضت عام 1954 ابان الاستعمار الفرنسي ايضاً الى زلزال عنيف اسفر عن مقتل 1400 شخص وجرح 14 الفاً وتشريد 300 الف شخص وتدمير المدينة عن بكرة أبيها. وفي الرباط "الحياة"، اعلن المغرب وضع امكاناته رهن الحكومة والشعب الجزائري للمساعدة في التغلّب على آثار الزلزال. وقال العاهل المغربي الملك محمد السادس في برقية تعزية ومساواة الى الرئيس بوتفليقة ان بلاده "تضع كل ما تستطيعه من امكانات رهن اشارة الحكومة والشعب الجزائري الشقيق للتخفيف من آثار هذا المصاب". وعبّر عن الامل في ان "تستعيد المنطقة المتضررة عمرانها واستقرارها في اقرب وقت". الى ذلك اعلن في المغرب ان هزّة ارضية ضربت فجر الاربعاء مدينة وجدة على الحدود المشتركة مع الجزائر. وقالت مصادر علمية ان الهزّة التي بلغت قوتها 5.2 درجة على مقياس ريختر تُعتبر امتداداً للهزّة التي ضربت غرب الجزائر في الوقت نفسه. وحددت مصادر مغربية مراكز الهزة في مناطق وجدة وبركان والناضور ومليلية المحتلة شمال البلاد. وقالت انها لم تسفر عن اي ضحايا او خسائر.