نقل وزير الخارجية الاردني عبدالإله الخطيب، امس، رسالة من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى الرئيس العراقي صدام حسين، في اول زيارة يقوم بها مسؤول اردني على هذا المستوى منذ إعتلاء الملك عبدالله عرش المملكة في شباط فبراير الماضي. وفيما تكتمت المصادر الرسمية على مضمون رسالة الملك الى الرئيس العراقي، علم إن الخطيب سيبحث مع كبار المسؤولين العراقيين في "العلاقات الثنائية وتزويد العراقالأردن احتياجاته النفطية". وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" إن الزيارة تستهدف إقناع العراق بالرجوع عن موقفه الرافض قرار مجلس الامن الاخير الخاص بعودة المفتشين الدوليين الى بغداد، او تعديله، كشرط لإعادة النظر في العقوبات الدولية المفروضة عليها. واوضحت ان الخطوة الاردنية، التي تمت بالتشاور مع واشنطن، تأتي في سياق محاولات الاردن مساعدة بغداد على الخروج من مأزقها الحالي فيما تتجه عملية السلام الى إحراز تقدم في المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية. وكان مساعد وزيرة الخارجية الاميركي مارتن انديك حذر العراق في مناسبات عدة من أن التقدم في عملية السلام، سيفسح في المجال لواشنطن كي تصعّد خطواتها الهادفة الى إطاحة النظام العراقي في إطار تضاؤل المعارضة الإقليمية للسياسة الاميركي في المنطقة مع تحقيق انفراجات ملموسة في التسوية السلمية. ووصفت المصادر رسالة الملك عبدالله الى الرئيس العراقي في إطار زيارة الخطيب الى بغداد بأنها "حاسمة" على صعيد ايجاد مخرج للأزمة التي قد تتفجر من جراء رفض العراق قرار مجلس الامن الذي اصبح نافذاً وملزماً لبغداد. ولم تستبعد المصادر لجوء واشنطن الى الخيار العسكري كواحد من الخيارات المحتملة في حال اصرار العراق على موقفه الحالي. ولم يعرف بعد إذا كان العراق سيحصل، في مقابل تعديل موقفه من قرار مجلس الامن الاخير، على ضمانات اميركية برفع العقوبات الدولية عنه وفق برنامج زمني محدد، وهو ما تصر عليه بغداد. إلى ذلك، توقعت المصادر المطلعة ان يوافق العراق على تجديد الاتفاق لتزويد الاردن حاجته من النفط في العام المقبل. وكان وزير النفط العراقي عامر رشيد ا ف ب اجرى مطلع كانون الاول ديسمبر محادثات في عمان ولكن لم يتوصل الطرفان الى اتفاق حول تجديد الاتفاق الذي يزود العراق بموجبه النفط للاردن. واعلن وزير الطاقة الاردني سليمان ابو عليم في حينه ان البلدين اتفقا بعد يومين من المحادثات على تحديد "كمية النفط" العراقي الخام التي سيزود العراق بها الاردن ولكن من دون تحديد السعر. ويستورد الاردن النفط من العراق بموجب استثناء للحظر الدولي المفروض على العراق منذ اجتياحه الكويت في آب اغسطس 1990. وستكون زيارة الخطيب الى العراق الاولى لمسؤول اردني على هذا المستوى منذ 1995.