لا خلاف في اوساط كرة القدم المصرية على ان الزمالك هو الفريق الاحسن في مسابقة الدوري حالياً رغم أنه يتأخر عن الاهلي بعدد غير قليل من النقاط. والزمالك قدم في مبارياته الثلاث الاخيرة في الدوري عروضاً جيدة، وفاز على القناة 4-1 والاهلي 2-1 ومزارع دينا 3-1 على التوالي، وهو صاحب احسن النتائج بين كل فرق المسابقة في تلك المراحل الثلاث. ووسط الافراح العارمة لانصار الزمالك بتحسن المستوى والنتائج والفوز على الاهلي انشغل الجميع بسؤال حائر: من هو صاحب الفضل الاكبر في تحسن النتائج؟ هل هو الالماني اوتو بفيستر المدير الفني الجديد؟ وهو الذي تسلم عمله قبل ثلاثة ايام فقط من مباراة الاهلي، ولم يكن موجوداً في مباراة القناة؟ او انه حلمي طولان الذي تسلم المسؤولية قبل يومين من مباراة القناة؟ أو انه محمود ابو رجيلة المدير الفني السابق الذي قام بتجهيز الفريق للموسم وقاده في 14 مباراة متصلة قبل إقالته؟ الكثيرون من انصار الزمالك يحاولون اعطاء الفضل للالماني بدعوى أن وجوده قلب الموازين في الفريق والدوري، وقاده الى الفوز على الاهلي للمرة الاولى في ست سنوات، واعاد اشراك المالي المحترف اسماعيل كوليبالي بعد غياب طويل، والمهم انه اعطى للفريق طابعاً هجومياً حافلاً بالمغامرة. وهم يحاولون بالدرجة الاولى رفع شأن اوتو بفيستر للتأكيد على تفوقه على مواطنه راينر تسوبيل مدرب الاهلي من باب المقارنات التقليدية والبيزنطية بين ناديي القمة في كل شيء، واثبات أن مدرب الزمالك احسن من مدرب الاهلي. لكن جميع خبراء الكرة في العالم يعرفون أن ثلاثة أيام فقط لا تكفي لأي مدرب مهما وصل علمه وخبرته لوضع بصمته او اسلوبه على فريق، وهو ما يشير الى عدم احقية اوتو بفيستر في التحسن الملموس للزمالك... وحلمي طولان من جانبه له بعض الفضل، وقد قبل المهمة في توقيت صعب مغامراً على اسمه وسمعته، وهو من ابناء الزمالك، لاعباً ومدرباً، ويعرف الكثير عن اللاعبين واسلوبهم وسبق له تدريب اغلبهم في المنتخب المصري الاولمبي، وعمل مع الزمالك في المباريات الثلاث ومنح اللاعبين شحنة هائلة من الثقة والروح العالية والايجابية. ويبقى محمود ابو رجيلة صاحب الفضل الاول بلا جدال. وهو اعد الفريق بدنياً وفنياً وخططياً لمدة اربعة شهور، وجعله الافضل من كل الزوايا الثلاث على كل منافسيه وبينهم الاهلي. والحقيقة الوحيدة المؤكدة وراء تحسن نتائج الزمالك هي تخلي سوء الحظ عنه... وكان الحظ معانداً للفريق بشكل صارخ في مبارياته الاولى في الدوري، وخسر امام الشرقية في الزقازيق وتعادل خمس مرات مع المقاولين العرب والمعادن والسويس والالومنيوم والاتحاد السكندري. والعجيب أن الزمالك كان الطرف الافضل جداً في المباريات الست، واهدر لاعبوه عشرات الفرص السهلة المحققة، ووقفت قوائم وعوارض المرمى كثيراً ضد اهدافه، وعلى الجانب الآخر اسفرت الفرص القليلة أو النادرة لمنافسيه عن اهداف، ومن المذهل مثلاً أن تدخل مرمى الزمالك تسديدة واحده للمعادن في 90 دقيقة او للالومنيوم في 90 دقيقة، وتسفر 19 تسديدة للزمالك امام المعادن عن هدف واحد، وان يهدر الزمالك ركلة جزاء امام الالومنيوم ويتعادل ويهدر ركلة اخرى امام السويس ويتعادل. الحظ الذي عاند الزمالك طويلاً وعبس في وجه ابو رجيله صفّ مع الزمالك اخيراً وابتسم لطولان وبفيستر. ... وهذه هي كرة القدم.