سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحريري يحث البيروتيين على الإقتراع بكثافة ... وصفير يكرر المطالبة بالدائرة الصغرى . لبنان : لحود يتوقع "الكثير من الأخذ والرد" في المفاوضات ويؤكد حياد الدولة في الإنتخابات وعدم السماح بأي تجاوز
} برز امس في لبنان ترابط في المواقف بين تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط وقانون الانتخابات النيابية الذي يفترض ان يصل مشروعه الى المجلس النيابي اليوم ليحال على اللجان المختصة قبل مناقشته وإقراره. أكد رئيس الجمهورية اللبنانية أميل لحود أمام نواب زاروه امس، ان ما يحدث على صعيد عملية السلام من تطورات ليس أمراً سهلاً، بل هو بالغ الدقة وسيشهد الكثير من الأخذ والرد ولكن رغم ذلك فان الامل بانجاز التسوية العادلة والشاملة في سرعة وفق الثوابت المعروفة للبنان وسورية، لان مردود اعادة الحقوق الى اصحابها سيكون خيراً على كل المنطقة". وعلى صعيد قانون الانتخابات، دعا لحود "جميع المرشحين الى الترفّع عن الحساسيات الشخصية، والتنافس وفق الأصول الديموقراطية والتزام العمل السياسي الراقي الذي يليق بالوطن". واضاف "ان لا سياسة بلا موالاة ومعارضة، لكن الدولة على مسافة واحدة من جميع المرشحين، موالين ومعارضين، ولن يتم السماح بارتكاب أي تجاوز في الانتخابات بل سيتم ضمان حصولها في نزاهة كاملة". وفي المواقف، قال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري "ان رفضنا تقسيم بيروت ثلاث دوائر لا نعبّر عنه باللجوء الى السلبية والدعوة الى التظاهر أو النزول الى الشارع، إنما من خلال الإقبال في كثافة على صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلنا لما للمجلس النيابي المقبل من دور اساسي في تحديد سياسة المستقبل وفي رسم التوجهات الرئيسية للبنان". كلام الحريري جاء في مأدبة افطار أقامها وعقيلته السيدك نازك الحريري غروب أول من امس في دارته في قريطم، على شرف الهيئات والجمعيات الاهلية، حضرها ما يناهز 1200 مدعو، تقدمتهم الاميرة خولة ارسلان ممثلة عقيلة رئيس الجمهورية السيدة أندريه لحود، وعدد من النواب وممثلي الجمعيات والسفير الفرنسي دانيال جوانو. ورأى "ان لا مبرر لتقسيم بيروت، وفي مقدورنا الرد عليه بالاقبال على صناديق الاقتراع وحثّ الناس على ممارسة واجبهم الديموقراطي"، مشيراً الى انه "سيخوض الانتخابات عبر دعمه لوائح مكتملة في كل الدوائر". واعتبر "ان مشاركة الناخبين طبيعية، ولا عذر لمن يتخلف عن ممارسة واجبه بإرادته. واذا كان من عذر فللذين يقيمون في الخارج". وشجع المرأة على الوصول الى البرلمان الى جانب عنصر الشباب والعاملين في الشأن الاجتماعي. وقال "ان اشراك الجميع في الحياة السياسية أمر طبيعي". وتطرق الى استئناف محادثات السلام، آملاً "بأن تكون اسرائيل تخلت عن الشروط التي فرضتها لمعاودتها واقتنعت بأن اعادة الاراضي اللبنانية والسورية المحتلة أساس لتحقيق السلام العادل والشامل". وأكد "ان تخلي اسرائيل عن شروطها يمكن ان يسهم في دفع المفاوضات التي ستستأنف قريباً بين سورية واسرائيل الى الأمام وصولاً الى اقامة السلام العادل الذي نتطلع اليه". ورأى "ان لبنان سيكون المستفيد الاول من تحقيق السلام العادل، وان كان سيفرض علينا تحديات جديدة لا بد من الاستعداد لمواجهتها، ولنا ثقة بأن اللبنانيين قادرون على خوض كل اشكال التحدي المترتبة عليها، اذا أحسن المسؤولون تنظيم الأولويات وادارة الاقتصاد بدينامية تقوم على تطوير الاسس الاقتصادية وتفعيلها". وختم "نحن في المعارضة نؤيد ما تقدمت به الحكومة بالنسبة الى عملية السلام، على رغم اننا لا نؤيدها في كثير من الامور الداخلية، ولنا مواقف معروفة في شأنها، ولا يجوز ان نتوهم بأن السلام سيأتي علينا بالرخاء ما لم نحسن التعاطي مع التطورات الجديدة". وقال البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، في عظة الاحد امس في بكركي "من المسلّم به ان لا كمال على الارض، ولم ينتظر أي لبناني ان يكون قانون الانتخابات الذي وعدونا بصدوره منذ أكثر من سنة، كاملاً، انما أقل تمييزاً بين المناطق والناخبين جغرافياً، وأكثر مساواة بينهم، فلا ينتخب قسم منهم لائحة من أكثر من 20 نائباً، وغيرهم لائحة من أقل من 10 نواب". واضاف "لذلك قلنا، منذ زمن بعيد، في غياب الاحزاب والاحزاب الكبيرة، بالدائرة الصغرى، إن لم تكن الفردية، كما هي الحال في أكثر البلدان عراقة في الديموقراطية، ليعرف الناخبون المرشح، والمرشح الناخبين". وتناول ما نقله سياسيون عن لسانه في شأن القانون، فقال "ان غير ما سبق، وما أريد ان يقولونا اياه، اجتهاد تبرع به المجتهدون. ولا يخفى ان الانتخابات المقبلة تتخذ أهمية متعاظمة في ضوء استئناف محادثات السلام التي يجب ان تولى كل اهتمام، والتي نأمل ان يقوم بها لبنان بدوره، ليستعيد كل مقوماته، وبخاصة لأنه الأكثر حاجة الى هذا السلام، لاطفاء النار المشتعلة على جبهته الجنوبية، وما تجره عليه من ضحايا وتهجير وخراب". وأمل "بأن يكون هذا السلام عادلاً وشاملاً وطويل الأمد". وشكر جميع الذين اتصلوا به أو عادوه مطمئنين الى سلامته بعد الجراحة التي أجراها في عينه اليسرى لإزالة الماء الأزرق منها. وبعد القداس، التقى صفير النائبين بيار دكاش ونهاد سعيد ووفداً من "التيار الوطني الحر" التيار العوني سلّمه مذكرة عن رؤيته الى عملية السلام. ويعقد الرئيس كامل الأسعد اليوم مؤتمراً صحافياً، يتناول فيه مشروع قانون الانتخاب وتطورات العملية السلمية. وقال النائب نجاح واكيم، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" امس، ان مشروع الانتخابات الجديد "يلغي المواطن والشعب لمصلحة عصبيات طائفية قد تجيّر لاحقاً الى أشخاص". وجدّد اقتراحه "جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة والقضاء على الصيغة الطائفية من خلال إنشاء كتل أو أحزاب قائمة على أساس وطني". وعن موقفه من الترشح في ظل القانون الجديد، قال انه "لا يستطيع اتخاذ قرار المشاركة أو العزوف عنها، وحدها، لانه يشكل جزءاً من حركة الشعب التي أطلقت أخيراً". وانتقد "الإذلال الذي يتعرّض له المواطن من بعض الفاعليات السياسية، تحت شعار المساعدات الاجتماعية". ورأى "ان لبنان سيكون خاسراً في عملية السلام، وان مساره انتهى قبل ان تبدأ المفاوضات، فالتسوية حصلت، وعلينا ان نعرف كيف نتعاطى معها كمحطة في صراع لا كحصيلة نهائية لميزان قوى مختل". واعلنت الجمعية العمومية للرابطة المارونية التي انعقدت امس، ان موقفها من قانون الانتخاب هو نفسه موقف صفير.