كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن الألفية الثالثة وما تحمله في طياتها - وهو غيب - من أمور ومفاجآت، أفاض الناس في الحديث حولها، وإذا كانت الدول التي أدخلت الكومبيوتر الى صميم/ وجزئيات حياتها قد غرقت في خضم مشاكل صفر العام 2000، وهي لا تعرف كيف ستخرج من مأزق هذا الصفر الذي بات يهدد معظم نواحي حياة الدول والمطارات والبنوك والمصانع والشركات، التي ترتبط بشكل أو بآخر ببرامج الكومبيوتر، هذا على المستوى العالمي، أما على مستوى شركات السياحة والأفراد، فقد تفنن كل على طريقته بالأسلوب الذي سيتبعه في التغطية لهذا الحدث، وما هي الطريقة الطريفة التي يمكن ان يحتفل فيها في اليوم الأول من هذه الألفية الثالثة؟ ولكن قبل البحث في الطريقة التي يمكن ان نتبعها للاحتفال ببداية هذه الألفية الثالثة، لا بد من البحث عن اليوم الذي ستبدأ به هذه الألفية. فقد وجدت ان معظم المعلقين وكتاب الأعمدة يعتقدون ان يوم الأول من كانون الثاني يناير القادم، هو أول يوم في الألفية الثالثة، والصحيح ان هذا اليوم هو أول يوم من العام 2000 ميلادي، وهذا العام هو آخر عام من القرن العشرين، أي آخر عام من الألفية الثانية، لماذا؟ لأننا لو أخذنا يوم 31 كانون الأول ديسمبر من هذا العام لوجدنا انه بنهاية هذا اليوم يكون قد مر 1999 عاماً على ولادة السيد المسيح، ولا بد من مرور عام كامل بعد 31 كانون الثاني حتى تكتمل هذه الألفية الثانية، أي ان العام 2000 ميلادي الذي يبتدئ في يوم السبت 1 كانون الثاني يناير المقبل هو العام الذي سيكمل القرن العشرين وبالتالي الألفية الثانية. وعليه فلا يزال أمامنا ثلاثة عشر شهراً، تقريباً، من عمر القرن العشرين وبالتالي من الألفية الثانية، ثم وبعدها يبدأ القرن الواحد والعشرون، وتبدأ الألفية الثالثة، وكل ألفية وأنتم بخير. مكةالمكرمة - المهندس الطاهر ابراهيم