"نور الشريف سيخرج فيلماً سينمائياً" عنوان خبر نشرته صحف عدة في الفترة الأخيرة، وهذا جعل كثيرين يطرحون سؤالاً واحداً وهو: كيف سيخرج نور الشريف؟ وهل هو مؤهل للإخراج؟ خصوصاً أنه خريج المعهد العالي للفنون المسرحية؟ أم أنه شعر أن رصيده السينمائي أصبح كافياً، ويجب إكمال المشوار في الإخراج، وخصوصاً بعد أن شعر أنه لم يعد له مكان في سينما اليوم، أمام المضحكين الجدد، فقرر الاتجاه الى الاخراج. الفيلم الذي سيخرجه عنوانه "العاشقان". "الحياة" التقته وسألته عن اسباب اتجاهه الى الإخراج فقال: "مشروع الإخراج مؤجل عندي منذ خمسة عشر عاماًَ، وذلك منذ أردت إخراج قصة "الحرب" للروائي يوسف القعيد، ولكن الرقابة رفضت القصة، فتأجلت الفكرة، وأنا أريد أن أخرج اشياء متميزة. أريد أن أحكي واقول شيئاً بطريقتي الخاصة". هل هذا معناه إنك ستبتعد عن التمثيل؟ - لا، لن أترك التمثيل، لقد خطر على بالي كل ما سيقال بما في ذلك ان كثيرين سيقولون إن اسهمي انخفضت كممثل ولهذا اتجه للإخراج. لكن من يعرفني عن قرب يعرف أن مشروع الإخراج مشروع مؤجل عندي منذ فترة طويلة، ثم إن التمثيل "دلع" أما الإخراج فمسؤولية مضاعفة، وكان المفروض أن أدخل هذه التجربة منذ سنة ونصف السنة على الأقل. هل هذه التجربة ستكون التجربة الأولى والأخيرة؟ - لا، سأكررها إن شاء الله. ولماذا اخترت البداية مع فيلم "العاشقان"؟ - أريد أن أوصل رسالة من خلال هذا الفيلم، أريد أن أقول إن الانسان يمكن أن يجد الحب في حياته أكثر من مرة، أريد أن أخرج من هذا الجو التقليدي للفيلم الرومانسي عن الشاب الذي يحب فتاة، ولكن حبهما يفشل نتيجة مرض أو صراع مع العائلات. لقد كان شاغلي أن اقيم قصة حب بين اثنين لهما تجربة سابقة، وهي منطقة جديدة وقصة لم يقربها أحد من قبل، انهم يتصرفون كأن الحياة حب واحد، وهذا ليس صحيحاً، فممكن الإنسان يحب في حياته أكثر من مرة، مع احترامي لإحسان عبدالقدوس، فالواقع اليوم يقول عكس ما يقول به إحسان. و"العاشقان" قصة كوثر هيكل، وتتحدث عن أن البطل والبطلة، كل منهما له تجربة سابقة في الزواج، والاثنان يمران بحالة فراغ، وتقابلا، ماذا يحدث بينهما؟ وعندما ينشأ الحب ما هي العقبات التي تقابلهما، وهل يتخلص كل منهما من أنانيته وحبه لنفسه؟ هذه الأنانية هي المسيطرة على عالمنا، فالأنانية حب النفس، أما الحب فهو حب الغير، ولكن هذه قصة أخرى. أنت خريج المعهد العالي للفنون المسرحية فكيف تخرج فيلماً سينمائياً؟ - تعلمت الإخراج من الممارسة، تعلمت تقريباً كل فروع العمل السينمائي، وقد طلب مني منذ سنوات عدة إلقاء محاضرة عن فن المونتاج وعلاقته بالممثل، ولا يوجد مرجع واحد في العالم كله عن علاقة الممثل بفن المونتاج، وقد طلب مني المونتير عادل منير أن أقدم حصراً بتجربتي السينمائية من خلال عملي الفني كله، وهذا ما حدث، وألقيت المحاضرة. المهم ما أريد أن أقوله هو إن الدراسة دون ممارسة ليست ذات جدوى، بل المهم الممارسة ثم ان أكبر المخرجين لم يدرسوا الإخراج، مثلاً يوسف شاهين خريج مسرح، لا سينما وشادي عبدالسلام، دارس ديكور، وسعيد مرزوق وكمال الشيخ وصلاح أبو سيف، هؤلاء لم يدرسوا الإخراج السينمائي، وليس معنى ذلك أنني أقلل من قيمة المعهد، بل إن المعهد أساسي، ولكن الممارسة مهمة أيضاً. من الذين علموك ممارسة الإخراج؟ - تعلمت قيادة الممثل من حسين كمال، كما تعلمت منه حسن استماع الموسيقى بكثرة، وتعلمت من سعيد مرزوق تكوين الكادر، ومن كمال الشيخ البساطة، وتعلمت من يوسف شاهين وعاطف الطيب الربط بين حركة الكاميرا وحركة الممثل وهي علاقة مركبة لا يفهمها إلا المتخصصون. ومن اخترت لبطولة الفيلم؟ - بوسي. وهل تستطيع بوسي أن تتحمل بطولة فيلم بمفردها؟ - طبعاً. هل لأنها زوجتك؟ - لأنها الأصلح لتمثيل الدور، إن اول انتاج كان لي هو فيلم "دائرة الانتقام" لعبت بطولته ميرفت امين وليست بوسي، وفيلم "ضربة شمس" لعبت بطولته نورا، والمعنى ان الدور هو الذي يختار الشخصية، لا أنا. وهل الاخراج السينمائي موهبة أم خبرة أم دراسة؟ - الاخراج هو أخطر شيء في الوجود، هناك جزء في الاخراج دراسة، والباقي وهو الاهم معرفة، يجب أن يفهم المخرج في كل شيء، من الموسيقى الى التصوير الى المونتاج الى الديكور الى الازياء، وحتى في السياسة وعلم النفس والعادات والتقاليد. ويضاف الى كل ذلك أن تكون لدى المخرج وجهة نظر عامة في الحياة فشمولية المعرفة والخبرة في الحياة، توازي قدر اهمية الموهبة، والموهبة بالطبع مطلوبة ومطلوبة جداً. هل تؤمن بسينما النجم، اما انك ترى أن العمل يجب أن يكون هو النجم؟ - لا. النجم هو العمل، ولكن "حكاية" ان النجم هو البطل حصلت لعدد محدود من النجوم، الذين تحولوا الى رموز، فيمكن أن ينجحوا هم، فينجح الفيلم معهم، مثل مارلين مونرو التي كان جسدها يشبه زجاجة الكوكاكولا، فكانت مارلين مونرو رمزاً للمرأة الاميركية المتميزة، ولكن هذا التقليد يظل مرتبطاً بزمن معين، حين يظل البطل محافظاً على مواصفاته. وهل ستضيف شيئاً الى عالم الاخراج، بعد أن اضفت الى عالم التمثيل؟ - لا ادري الجمهور هو الذي سيحكم، ولكن اضعف الايمان أن يكون في فيلمي عنصر واحد على الاقل متميز، ولكن الشيء الذي سيكون واضحاً في عملي هو اهتمامي بالممثل وتكوين الكادر، وذلك لأنني ممثل، واشعر بما يحس به كل ممثل، وشغلي الشاغل سيكون ان اقدم الممثل باحلى صورة،. وأجمل اداء. وماذا عن فيلم "العاشقان"؟ - كما قلت، القصة من تأليف كوثر هيكل، ومدير التصوير هو ماهر راضي، والديكور لصلاح مرعي ومساعدة المخرج سارة نور الشريف، والتمثيل سيكون لبوسي وعزت ابو عوف وعبدالمنعم مدبولي ورجاء الجداوي وشويكار ووجهين جديدين لم يحددا بعد، وستكون اماكن التصوير كلها في القاهرة، وكثير من المشاهد سيصور على النيل، لأنني اعشق منظر النيل، ويحكي الفيلم عن قصة حب بين زوجين سابقين هما "صلاح" و"سعاد" وهو قصة رومانسية جميلة. وسوف يستمر التصوير خمسة اسابيع، ويتكلف الفيلم 2 مليون جنيه، واتمنى أن يلاقي اعجاب الجماهير وإقبالها.