ظل حلم الفن والسينما يطارده منذ سنوات عمره الأولى حتى قدم بمشاركة مجموعة من أصدقائه أول فيلم أكشن سعودي حصد من خلاله جوائز كبرى في المهرجانات.. إنه الفنان السعودي مشاري هلال، صاحب البصمة الأولى على شريط سينمائي يحمل الكثير من الأهداف والرسائل التي تجعله واحداً من أبرز أبناء المملكة الموهوبين. حول بداية علاقته بالفن وفيلمه «مهمة في وسط المدينة» وأبرز المعوقات التي واجهته، كان ل «الأربعاء» هذا الحوار معه. * لماذا اخترت أن تكون البداية بفيلم صعب من نوعية «الأكشن»؟ - اخترنا أفلام الأكشن تحديداً في السعودية، لأن هذا مطلب شبابي لدينا، وبالنسبة لي أحب أن تكون لي بصمة مختلفة وأن أحدث نقلة نوعية للسعودية في هذه الصناعة، وأما بخصوص مصر فهذه أحد أهم خطواتي، ولكنني مرتبط الآن بظروف العمل والدراسة وعموماً أفتخر أن أكون أحد طلاب معهد السينما في مصر. * نعلم أنه لا تتوافر دور عرض سينمائي في المملكة، كيف تم ترويج الفيلم داخل السعودية؟ - الفيلم هو أحد تجاربنا الميدانية وبخاصة أننا شاركنا به في عدة مهرجانات أولها «مهرجان جدة السينمائي الثالث» وحصلنا فيه على جائزة أفضل تصوير، و»مهرجان أبوظبي السينمائي» وحصلنا فيه على جائزة أفضل مونتاج، ونحن نستهدف حالياً المهرجانات لكي نعرض أعمالنا من خلالها لعدم توافر دور عرض سينمائية إلى جانب أن الآلاف شاهدوا الفيلم على شبكة الإنترنت. * كيف كان رد فعل الجمهور السعودي الذي شاهد الفيلم على الإنترنت؟ - «مهمة في وسط المدينة» لاقى إعجاباً وتشجيعاً جماهيرياً كبيراً، ومازال جمهورنا يرفع راية «نحن نريد أفلامكم»، حيث جاءتني آلاف الرسائل عدة على بريدي الإلكتروني وعلى صفحتي على ال «فيس بوك» تطالبنا بتوسيع نشاطاتنا وتقديم مزيد من الأفلام، ونحن نعد الجمهور السعودي بأفلام أخرى وأقوى إذا توافر لنا الدعم المناسب، وعموماً فإن الجمهور العربي استقبل الفيلم بشكل جيد كأول تجربة صُورت بكاميرا «هاند كام» وكانت التجربة الأولى بواسطة شباب لم يدرسوا الإخراج ولا التمثيل. * حالة التفاهم على الشاشة بين أبطال الفيلم الستة.. هل مرجحاً أنهم أصدقاء؟ - نعم فهم أصدقاء دراسة وهم من بدأ معنا في نشأة مجموعة «المليونير» التي تولت تقديم الفيلم وخروجه إلى النور. * رسالة الفيلم واضحة وهي محاربة الأفكار الغربية التي تستهدف شبابنا العربي، فهل ثمة أهداف أخرى أو رسالة أراد الفيلم توصيلها للمشاهد؟ - أردنا في هذا الفيلم أن نطرح عدة قضايا، لكن نظراً لاجتهاداتنا الشخصية في كتابة السيناريو، فضّلنا أن نركز رسالة الفيلم في محاربة الأفكار الغربية لكي لا نتشعب في أمور أكثر فيتوه المشاهد. * الفيلم من نوعية «أفلام الأكشن».. هل صادفتك صعوبات أثناء تصويره؟ - تعرضت لإصابات كثيرة لأننى صورت كثيراً من المشاهد الخطيرة بنفسي، لأنني أتفاعل معها وأعيش إحساسها، لذا لم أستعن بأي دوبلير، لكن الحمدالله صبرت ومعي كل فريق العمل لإنجاز المهمة. * أين تم تصوير «مهمة في وسط المدينة»، وعلى أي أساس تم اختيار مواقع التصوير، وهل وجدتم مشكلة في التصاريح الخاصة بالتصوير؟ - فضّلنا أن يكون التصوير في أماكن تبرز مدينتي جدة القديمة المعروفة بالبلد ولم يكن لدينا تصاريح للتصوير لعدم وجود شركة إنتاج معنا. * كيف بدأت علاقتك بالفن والسينما؟ - السنوات الأولى كانت في مسرح المدرسة، وكان عمري وقتذاك 14 عاماً، لم أكن أعلم ما هو التمثيل، كانت المسألة بالنسبة لي مجرد إحساس أُظهره للجمهور فقط، وتطور الأمر إلى أن أصبح عمري 18 عاماً، وكان أخي محمد هلال يحب التصوير والمونتاج، وبدأنا معاً رحلة التصوير، كنا نصور في البيت بحيث نجعل الكاميرا ثابتة ونؤلف مشاهد كوميدية لكي نعرضها على الأهل، وتطور الموضوع شيئاً فشئياً وبدأنا نُوسِّع أعمالنا وقمنا بتشكيل فريق عمل لصناعة الأفلام وبخاصة الأكشن، وأصبح محمد هلال الآن مخرجاً ومصوراً ومونتيراً للأعمال وأنا بطل للأفلام وأفتخر بأنني أول شاب سعودي يؤدي أدوار الأكشن في السعودية. * كيف تصف علاقتك بالكاميرا؟ - الكاميرا صديقتي.. تربطني بها محبة شديدة.. أشعر بالشوق إليها في حالة عدم رؤيتها. * هل درست السينما أم اكتفيت بالموهبة؟ - للأسف لم أدرس السينما لكن أتمنى أن أتعلّم فن السينما في أقرب وقت ممكن لكي أقدم أفضل ما عندي. * أنت ممثل ومطرب في نفس الوقت.. هل أنت مع فكرة الفنان الشامل؟ - نعم.. لأن الفنان الشامل يملك في داخله أحاسيس عدة قد تكون مصدر قوة له. * هل شاركت في أعمال مسرحية من قبل، خاصةً أن المسرح التجريبي يشهد انتعاشة في المملكة خلال العشر سنوات الأخيرة؟ - لم أشارك في أعمال مسرحية، ربما السبب هو تركيزي بشكل أكبر في التجربة السينمائية وصناعة الأفلام وهو ما جعلني لا أهتم بالمسرح، مع العلم بأن المسرح له قوته وأتمنى أن أقدم عملاً مسرحياً لأنه سوف يزيد رصيدى وقوة أدائي. * ألا تزال هناك مشكلة في «البطلة النسائية» السعودية؟ - مع مرور الأيام سوف تشاهدونها. * كيف يمكن بناء سينما سعودية ناجحة؟ - إذا وجدت دور عرض ستزول أي عقبات أخرى في هذا السياق.