يقبل متابعو نشاطات الدورة ال11 ل"مهرجان دمشق السينمائي" على عروض الافلام القصيرة التي تكشف عن مدى ابداعية مخرجين جدد يقدمون بصماتهم الاولى في عتمة الصالة حيث يكون الامتحان. واللافت في الايام الثلاثة الاولى على افتتاح عروض افلام المسابقة للمهرجان الذي يستمر الى السادس من الشهر الجاري، النوعية في اقبال الجمهور السوري من مخرجين وممثلين ومثقفين وطلبة "المعهد العالي للمسرح" لحضور سينما مخرجين سوريين جدد، مثل نضال الدّبس والممثل بسام كوسا الذي قام بمحاولة اخراجية مع الممثل فارس الحلو كبطل "مونو فيلم". وغالباً ما يسبق التعاطف المشاهدة، ليس فقط مع المخرجين الشباب وانما مع دعم وجود أكثر ل"سينمانا" في فترة تطرح تساؤلات على الطريق الطويل نفسها التي تنتج كل عامين فيلماً نوعياً يصبح راية للثقافة السورية خارجياً اكثر منه محلياً، مثل افلام "احلام المدينة" لمحمد ملص و"كومبارس" لنبيل مالح و"نجوم النهار" لاسامة محمد و"ليالي ابن آوى" لعبداللطيف عبدالحميد و"اللجاة" لرياض شيا وغيرها. حمل فيلم "يا ليل يا عين" للمخرج نضال الدبس اسلوباً خاصاً للمخرج الشاب، وهو يروي قصة حب صامتة مشغولة بصرياً بأسلوبية شفافة وحارة وذاتية واضاءة و"كادرات" وحركة كاميرا تنم عن عمق عين حساسة بعيدة عن الادّعاء. وفي محاولته الاخراجية الاولى حمل بسام كوسا في فيلمه "سهرة مهذبة"، بصمة الممثل المبدع فارس الحلو. ويروق للجمهور مجرد الجمع بين هذين الممثلين المحبوبين محلياً. يفتح فارس الحلو الباب ويدعو ضيوفه الى الدخول، ويعتذر لأنهم أتوا مبكراً وهو لا يزال غير جاهز لاستقبالهم. يدعوهم بحرارة شديدة ويختفي وراء ستارة مسرح. يعبر وراءها عن اشتياقه لهم. يخرج ويجلس ويشكرهم على قبولهم دعوته للاحتفال بعيد ميلاده. ويتابع مونولوجه عن حبه لهم وعن مغامراته التي تصب جميعها في كشف وحدته وفي كشف ان الحضور الاحباء ليسوا إلا الأماني والذكريات وان الاقداح والكراسي خالية. ان خيار بسام كوسا لموضوعه ولممثله ولأسلوب عمله يصب في سياق ذلك الاستقبال الحار له كلما اعتلا خشبة مسرح.