طهران - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - عشية الذكرى العشرين لاحتلال السفارة الأميركية في طهران، احتدم الجدل بين ايرانوالولاياتالمتحدة، وبين الايرانيين انفسهم في شأن احراق العلم الأميركي، إذ اعتبر ابرز الاتحادات الطالبية ان من شأن ذلك اثارة عنف و"زيادة عدم الثقة بين الشعبين". وكان التلفزيون الإيراني اعلن ليل الاثنين إلغاء تظاهرة مقررة غداً امام المقر السابق للسفارة الأميركية، لمناسبة الذكرى العشرين لاحتجاز ديبلوماسيين اميركيين، وأكد ان تجمعاً سينظم في مسجد جامعة طهران اليوم. ونقل عن وزير التعليم العالي مصطفى معين ان قرار إلغاء التظاهرة اتخذ لأن "السلطات لا ترغب في احراق اعلام اميركية وتريد تفادي اعمال عنف بين الايرانيين". وشدد التلفزيون على جعل 3 تشرين الثاني نوفمبر الجاري "يوم تمرد على الاستبداد"، واصفا احتجاز الرهائن بأنه "ثوري". لكن الإذاعة الايرانية اعلنت امس ان التظاهرة لم تُلغ، ونقلت عن بيان لمجلس تنظيم الدعاية الاسلامية ان تظاهرة 4 تشرين الثاني "يوم الاستيلاء على وكر الجواسيس" السفارة الأميركية ستنظم صباح الخميس امام مقر السفارة. وسينظم أبرز الاتحادات الطالبية المعروف باسم "مكتب تعزيز الوحدة" تجمعاً منفصلاً اليوم في جامعة طهران، ليعلن رفض العنف، ويؤكد حفظ الاستقلال والحرية من دون احراق الاعلام الاميركية لأن إحراقها سيزيد عدم الثقة بين الشعبين الايراني والأميركي، ما يخالف سياسة حوار الحضارات وازالة التوتر، التي يدعو اليها الرئيس محمد خاتمي. وافتتح "مكتب تعزيز الوحدة" مؤتمراً في طهران امس لمناسبة الذكرى العشرين لاحتجاز الديبلوماسيين الأميركيين رهائن. واعرب علي افشاري وهو احد قادة الحركة الطالبية: "نأمل بأن يكون العقد الثالث من الثورة عقد الحوار، وان يتحرك المجتمع الى الحوار بدلا من فرض الآراء كما يحدث الآن". وطغت على المؤتمر دعوات الى المصالحة والتسامح ورفعت لافتة كتب عليها: "يجب ان يناضل طلاب اليوم ليفهموا ويقرروا لأنفسهم، يجب ان يقبلوا اختلافات الرأي والاذواق، ويلتزموا قواعد اللعبة ويرحبوا بتوسيع حوارهم مع الآخرين". وحيا وزير التعليم العالي مصطفى معين الطلاب لأنهم رتبوا ممارستهم علناً نقد الذات لتتوافق مع ذكرى الاستيلاء على السفارة الأميركية، لكن قائد عملية الاستيلاء على السفارة عباس عبدي حذّر من ان الحركة الطالبية لم تقم بما عليها تجاه ايران، معتبراً ان قوة الحركة ونفوذها منعا قيام مؤسسات مدنية مستقلة في المجتمع. وزاد ان "عدم القدرة او الرغبة في تقاسم السلطة ترك ايران مثقلة بدولة قوية تفتقد النضج السياسي والتخطيط". سجال أميركي - إيراني في غضون ذلك، ردت وزارة الخارجية الايرانية على التصريحات التي ادلى بها نائب الرئيس الاميركي آل غور، واعتبر فيها ان النظام الايراني قمعي. وقال الناطق باسم الوزارة حميد رضا آصفي إن هذه التصريحات "تدخل سافر في الشؤون الايرانية، يأتي على عتبة الانتخابات الرئاسية الاميركية وفي مؤسسة صهيونية، ليشكل افضل خدمة للصهيونية". وزاد ان "مثل هذه التصريحات الواهية يكشف الخلافات بين القادة والمسؤولين الأميركيين، ومدى التناقض بين اقوالهم وأفعالهم"، في إشارة الى الدعوات الأميركية الى الحوار مع ايران. الى ذلك، نفى مسؤول ايراني رفيع المستوى ما اعلنه مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ستيوارت ايزنستات عن جهود اوروبية سرية لتسوية قضية المتهمين في ايران بالتجسس لإسرائيل، وبينهم 13 يهودياً إيرانياً. وقال المسؤول لصحيفة "طهران تايمز" ان موقف بلاده واضح إزاء اليهود المتهمين بالتجسس، وان محاكمتهم ستتم بحسب القانون، نافياً وجود اتصالات بهذا الصدد مع باريس ولندن وبون. في الوقت ذاته اتهم وزير التجارة الايراني محمد شريعتمداري الولاياتالمتحدة بأنها تحول دون انضمام بلاده الى منظمة التجارة الدولية، واضاف في تصريح الى "اخبار اقتصاد" ان هذا المنع يوجه "ضربة الى حياد المنظمة وعدم تسييسها، ويخلق ظروفاً صعبة لإيران".