في قرار مفاجئ، أعلنت أوّل من أمس لجنة تحكيم "غونكور" منح الجائزة الأدبية الفرنسية للعام 1999 الى الكاتب الفرنسي جان ايشنوز عن كتابه "إني راحل" دار مينوي وذلك قبل سبعة أيام من الموعد المحدّد تقليديا لإعطاء هذه الجائزة وهو 8 تشرين الثاني نوفمبر من كل سنة. ولكن اللجنة التي اجتمعت أوّل من أمس في مطعم "دروان" من أجل تحديد ونشر اللائحة النهائية للروايات المشاركة في السباق النهائي قرّرت اختيار كتاب ايشنوز بعد أن حصل على سبعة أصوات مقابل ثلاثة لصالح كريستوف باتاي وروايته "يعيش الجحيم" دار غراسيه. وأعلن ديدييه دوكوان، أمين عام أكاديمية "غونكور"، أن الجائزة منحت إلى ايشنوز على "تميّز الموضوع وسهولة قراءة النصّ وعلى روح الفكاهة والدعابة فيه". ولكن، لماذا هذا القرار بإعلان الجائزة قبل الوقت المعهود؟ يبدو أن اللجنة الحاكمة للجائزة الأدبية قرّرت، بعد النقاش والتصويت، العودة الى الوضع السابق أي عندما كانت "أكاديمية غونكور" أوّل من يمنح جائزته الأدبية بعد "الأكاديمية الفرنسية". والصراع بين الجوائز الأدبية قائم منذ بضع سنوات في فرنسا، ففي هذا الوقت من السنة تُمنح تقليديا الجوائز الكبرى، فبعد "الأكاديمية الفرنسية" التي تفتتح الموسم، كانت دوماً جائزة "غونكور" الثانية في الأهمية والتسلسل، تلحقها الجائزة النسائية "فيمينا" وجائزة "ميديسيس"، في حين كان يعلن عن جائزة "رونودو" في الوقت ذاته مع جائزة "غونكور". ولكن التقليد خُرق منذ خمس أو ست سنوات عندما أعلنت "فيمينا" و"ميديسيس" عن جائزتيهما قبل "غونكور" واستمّرتا في ذلك حتى أوّل من أمس.، وعلّق رئيس لجنة تحكيم "غونكور"، فرانسوا نوريسييه قائلاً: "إنها ضربة ناعمة. منذ بضع سنوات طعنتنا سيّدات "فيمينا" في الظهر عندما قرّرن الإعلان عن جائزتهن قبلنا. يوجد ترتيب تدرّجي في الجوائز الأدبية، ونحن أردنا احترامه". ومن المفترض ان تجتمع سيّدات "فيمينا" للإعلان عن جائزتي "فيمينا" و"ميديسيس" غداً الجمعة. ويقال إن كتاب ايشنوز كان مرّشحا بأن يفوز عندهن أيضاً. وبالتالي، سبقت لجنة تحكيم "غونكور" هذه المرة لجنة "فيمينا" و"ميديسيس" إذ كان كتاب اندريه ماكين حصل سنة 1995 على جائزة "ميديسيس"، أوّلاً وبعد يومين على جائزة "غونكور" ثانيا. وبلبل قرار "غونكور" لجنة تحكيم "رونودو" التي تمنح جائزتها منذ أكثر من سبعين سنة تقريباً في القوت ذاته مع "غونكور"، وأعلن أوّل من أمس أمينها العام، اندريه برانكور، أن اللجنة ستجتمع كما كان مقرّراً يوم الاثنين للإعلان عن الرواية الفائزة، ولكنها ستحافظ، في السنوات المقبلة، على موعدها التقليدي مع "غونكور". وأما جان ايشنوز 52 عاماً، فهو يكتب برصانة وتحفّظ منذ عشرين عاماً وينشر، كل سنتين أو ثلاث، عملاً طريفاً يتميّز بنمطه الخاص - "شيروكي"،"نحن الثلاثة"، "البحيرة"، "الشقراوات الكبيرات"... - فهو يخلق القصص، غالباً البوليسية، التي تقلّ فيها أهمية التساؤلات عن المناخ العام للقصة.