قرأت في "الحياة" في زاوية أفكار، العدد 13331، مقالاً بعنوان هل بقيت للأكراد قضية؟. قبل كل شيء، الذي جلب نظري ثم ادهشني حقاً، مصطلح جديد نشاز هو "الأكرادية، الأكرادستانية". منذ خمسين سنة اقرأ الصحف والكتب والمجلات وانا قارئ نهم، لم تقع عيناي على هذا المصطلح الغريب الذي لا ينسجم نحوياً ولا جمالياً ولا موسيقياً ولا حقيقياً، لا ادري هل يريد الكاتب ان يساهم في نهضة الشعب الكردي الثقافي ام ماذا؟ ثم يقول ليكشف لنا سراً "لم تعد هناك قضية قومية مشتركة تربط الأكراد معاً" كأن القضية قضية تجارية او مالية اذا حدث مكروه فتموت القضية!، اقول وأظن معي ملايين من البشر من الكرد وغير الكرد، ان للكرد قضية وقضية عادلة وقبل كل شيء كوردستان قضيتهم المشتركة ارض الآباء والاجداد وقد ضحى هذا الشعب كثيراً وعانى كثيراً من الجور والظلم واستشهد كثيرون لأجل هذه القضية. للمثال ولا للحصر هل ننسى ذلك الشيخ الورع الذي تجاوز الثمانين الشيخ سعيد استشهد في سبيل الكرد وكردستان، كيف ننسى الشهيد قاضي محمد الذي علق جثمانه الطاهر في ساحة جوارجرا في مدينة مهاباد الايرانية الآن، عندما استشهد هذا البطل كان معه الكرد في جميع اجزاء كوردستان كان معه الجنرال ملا مصطفى بارزاني مع مئات من انصاره ولم يستسلموا بل ساروا على درب النضال ولم يقبلوا ان تسقط الراية، حافظوا عليها بكل شجاعة وشرف، واستشهد قائد كردي آخر هو الشهيد عبدالرحمن قاسملو، على رغم ان قاتليه ينكرون الأمر ويدّعون انه قتل على يد مجهولين من النمسا، بينما الكل يعرفهم. ثم يقول الكاتب "وغابت عن الفضاء السياسي "الاكرادي شعارات الاستقلال والحرية والكيان السياسي" هل يتصور الكاتب نحن نعيش في المريخ ولا نسمع ما يجري على الارض، كما يقال العالم اصبح قرية صغيرة وكيف تغيب شعارات الاستقلال والحرية والكيان السياسي، هل لم يسمع كاتب المقال بالبرلمان الكوردستاني هل لم يسمع بالفيديرالية في كوردستان العراق، هل لم يسمع بالحكومة الكردية في اربيل والسليمانية. وعلى رغم ان وجود حكومتين كرديتين ظاهرة غير صحية، لكن بالتأكيد هي ظاهرة وقتية، كل المخلصين يتمنون ان تنتهي هذه الحالة غير المرغوب فيها. هل يقرأ السيد الكاتب فقط زاوية "افكار" في "الحياة" ولا يقرأ العشرات بل المئات من الصحف والمجلات والكتب التي تصدر في السليمانية واربيل؟! وهل لا يرى الفضائية الكردية التي تبث من دهوك وهل لا يسمع عشرات الاذاعات الموجودة في الكيان السياسي الفيديرالي الكردي باللغات الكردية والعربية وغيرهما، لماذا هذا الانكار، هذا التحامل هل لا تعتبر كل هذه المجالات كياناً سياسياً؟ لكي اصيب كبد الحقيقة اقول ان الكرد تعرضوا الى مآسٍ كثيرة من قتل جماعي وتهجير والانفال السيئة الصيت والغازات السامة، واذا تعرض هذا الشعب لكل تلك المظالم لكن كل ما تقطعه نبت من جديد اكثر اخضراراً واصراراً على البقاء. برلين - معروف كولي