حملت دمشق المسؤولين الاسرائيليين مسؤولية "عدم اغتنام فرصة السلام" التي ظهرت بين الجانبين بعد تعهد رئيس الوزراء الاسرائىلي الاسبق اسحق رابين الانسحاب من الجولان الى ما وراء خط 4 حزيران يونيو 1967. وتساءلت عن كيفية تحقيق اتفاق السلام قبل استكمال عناصره الاخرى المتعلقة ب"ترتيبات الامن" و"علاقات السلم العادية". وفند امس "مصدر مسؤول في الخارجية السورية" تحميل مسؤولين اسرائىليين بينهم رئيس الوزراء السابق شمعون بيريز سورية مسؤولية "اضاعة فرصة تحقيق السلام" بعد حصولها على "وديعة رابين"، مع انه بيريز اعترف بها وصادق عليها وقبلها بعد اغتيال اسحق رابين، وتابع المفاوضات السورية - الاسرائىلية على اساسها حتى شباط فبراير 1996. واوضح المصدر في بيان وزعته "الوكالة السورية للأنباء" سانا الآتي: "1- لم يكن مفهوم رابين للانسحاب الكامل من الجولان واضحاً حتى اكد من دون اي غموض في تموز يوليو 1994 ان المقصود به هو الانسحاب الى خط الرابع من حزيران 1967. ان وقائع هذه المجريات مدونة ومعروفة لدى الاطراف الاميركية والسورية والاسرائيلية. 2- من المعروف جداً، خصوصاً بالنسبة الى الاطراف المعنية ان الترتيبات الامنية التي كان رابين يوليها اهمية بالغة لم يكن بالامكان مناقشتها والخوض في تفاصيلها الاّ بعد الاتفاق على خط الانسحاب الذي لا بد من معرفته مسبقاً كي تتمكن هذه الاطراف من وضع الترتيبات الامنية على جانبي هذا الخط. وهذا ما حصل في الواقع. 3- تبين اثناء المناقشات المتعلقة بالترتيبات الامنية ضرورة الاتفاق على مبادئ هذه الترتيبات واهدافها حتى لايجنح اي طرف بمطالبه الامنية متجاهلاً امن الطرف الآخر. واستغرقت المناقشات بين الاطراف الثلاثة السورية والاسرائيلية والاميركية فترة طويلة حتى تم التوصل في ايار مايو 1995 الى تحديد هذه المبادئ والاهداف. 4- من المؤسف ان تحدث بعد هذا التاريخ سلسلة من الافعال والاجراءات الاسرائىلية المتهورة من ابرزها اغتيال رابين في 4 تشرين الثاني نوفمبر 1995 وايقاف المفاوضات في 3 آذار مارس 1996 والهجوم على لبنان وارتكاب مجزرة قانا في نيسان ابريل 1996". وقال المسؤول: "والسؤال الآن امام بيريز واي مسؤول اسرائيلي آخر هو كيف يمكن وضع اللوم على سورية لعدم اغتنام فرصة توقيع اتفاق سلام مع اسرائىل في مثل تلك الظروف؟ وكيف يمكن لعاقل ان يحمل سورية مسؤولية التأخير في التوصل الى اتفاق سلام قبل استكمال عناصره الاخرى مثل الترتيبات الامنية وعلاقات السلم العادية، في الوقت الذي اوقفت فيه اسرائىل محادثات السلام مع سورية منذ مطلع آذار 1996".