تضاربت ردود فعل السياسيين الروس حيال التأجيل المفاجئ للتوقيع على معاهدة الاتحاد بين روسيا وبيلاروس، وحيال ملابسات إصابة الرئيس بوريس يلتسن بمرض مجدداً. ونفى السكرتير الصحافي ليلتسن دميتري باكونسكين روايات نشرتها وسائل الاعلام الروسية والاجنبية، عن "الطابع السياسي" لمرض يلتسن، ونقل عنه ان المعاهدة مع بيلاروس "ستوقع حتماً خلال شهر كانون الأول ديسمبر المقبل". ولم يستبعد عقد جلسة طارئة لمجلس الدوما النواب للتصديق عليها قبل الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في 19 الشهر المقبل. كما نفى تكهنات حول رغبة الرئيس الروسي في "الانزواء" لإفساح المجال لرئيس الحكومة فلاديمير بوتين والجيش لمتابعة حرب الشيشان. الا ان عدداً من النواب شككوا في التفسير الرسمي لمرض يلتسن وأسباب تأجيل توقيع المعاهدة الاتحادية. وصرح رئيس لجنة شؤون الدول المستقلة غيورغي تيخونوف ان "الرئيس قد يضيع آخر فرصة متاحة له ليبرئ نفسه ولو جزئياً من جريمة تفكيك الدولة العظمى الاتحاد السوفياتي، بإبرام الوحدة مع بيلاروس. وكان السياسيون اليمينيون المعروفون نجحوا في إقناع الرئيس بأن نص المعاهدة يتضمن بنوداً ليست في مصلحة الكرملين وفي حاجة الى التعديل. وذكرت صحيفة "سيفودينا" الواسعة الاطلاع ان القادة العسكريين والأمنيين تفاهموا مع أفراد عائلة يلتسن ومسؤولي الديوان الرئاسي وبموافقة صامتة من فلاديمير بوتين على ضرورة اعتكاف يلتسن الى حين من الوقت لكي تتنامى قوة بوتين. ولمحت الصحيفة الى احتمال استقالة يلتسن قريباً وتكليف بوتين، بأعمال الرئاسة. وفي مينسك قال فياتشيسلاف سيفتسيك أية لن يضع توقيعه على المعاهدة المصيرية ولو من على فراش الموت. وعزا أسباب احباط التوقيع الى موقف مسؤولين في الديوان الرئاسي يرفضون المعاهدة أو يعترضون على بعض بنودها. وعزا النائب نيكولاس غونشار عدم ابرام المعاهدة الى "ضغوطات خفية ولكنها قوية" من قوى خارجية. وقال نائب يساري في الدوما ل"الحياة" ان وضع يلتسن الصحي ليس خطيراً وكان من الممكن تأجيل مراسم التوقيع ثلاثة أو أربعة أيام، ولكن المعارضين للوحدة الروسية - البيلاروسية خصوصاً مدير الديوان الرئاسي الكسندر فولوبنين اليهودي البليونير المقرب من عائلة الرئيس. وعزا أحد زعماء "الجبهة الشعبية البيلاروسية" المناوئة للرئيس لوكاسيتكف ان "قوى مؤثرة في روسيا تريد تأجيل توقيع معاهدة الوحدة الى ما بعد الانتخابات البرلمانية على أمل ان تتغير موازين القوى في البرلمان لمصلحة اليمين وتفقد القوى اليسارية سيطرتها أو تطرأ مستجدات درامية أخرى في موسكو مما يؤمن صرف النظر عن موضوع الوحدة مع نظام الكسندر لوكاشنيكو".