تعقد في موسكو اليوم الخميس قمة رباعية تضم روسيا وكازاخستان وبيلاروس وقرغيزستان لبحث آفاق التكامل بين هذه الدول المنتمية الى "اتحاد جمركي" فيما تزايدت مخاوف روسيا من انفراط اسرة الدول المستقلة بعد اعلان الرئيس بوريس يلتسن ان عدداً من اعضائها يريد "الهرب" منها. وكان الكومنولث قام في اعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي اواخر عام 1991 الا انه لم يصبح اسرة حقيقية ووقع رؤساؤه مئات الوثائق التي ظلت حبراً على ورق. ووصفت صحيفة "نيزانيسيمايا غزيتا" المتنفذة الوضع الراهن بعبارة واحدة "انهيار الكومنولث محتوم وعلى روسيا ان تبذل جهداً كي يتم بأقل قدر من الخسائر". وواجهت موسكو في القمة الاخيرة انتقادات مريرة بسبب اخفاقها في القيام بدور صانع السلام في ابخازيا وطاجيكستان وقره باخ وفشلها في معالجة مشاكل الديون المتبادلة وفرضها شروطاً قاسية في تسويق وقودها الى دول الأسرة. وفي محاولة لوقف التدهور لجأ الكرملين الى اسلوب "الخطوات الصغيرة" بعقده اتحاداً سياسياً مع بيلاروس واتحاداً جمركياً رباعياً يضم الى جانب هاتين الدولتين كلاً من كازاخستان وقرغيزستان. ولكن المراقبين لفتوا الى ان الوثيقتين وقعتا عشية الانتخابات الرئاسية عام 1996 لتعزيز مواقع يلتسن في اوساط الرأي العام الروسي الذي حمله مسؤولية تفكيك الدولة الموحدة. وأكد الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو عند وصوله الى موسكو امس الاربعاء انه سيدعو الى توقيع "معاهدة كبرى" بين الدول الأربع لتشكيل "فضاء اقتصادي موحد" بدلاً من الاتحاد الجمركي ولكنه قال ان روسيا طلبت ادخال تعديلات على مسودة "جاهزة للابرام". وتابع ان لديه معلومات عن وجود قوى متنفذة في روسيا "مستعدة لوضع فكرة التكامل تحت الجنازير" لكنه قال انه ويلتسن "لن يتخليا" عن سياسة التحالف الثنائي والرباعي. ويذكر ان يلتسن كان رفض مقابلة لوكاشنكو اواخر العام الماضي بسبب اعتقال صحافيين بيلاروسيين يعملان للتلفزيون الروسي عبرا الحدود مع ليتوانيا وصورا مشاهد التقطاها هناك.