تناولت المحاضرة الأدبية التي ألقتها الكاتبة الأميركية مريم كوك بدعوة من السفارة الاميركية في الرياض موضوع: "أدب الأديبات العربيات في القرن العشرين". وانتقدت كوك انحياز المترجمين العرب الى الأدباء العرب وترجمة أعمالهم وتهميش أعمال الأديبات العربيات مستشهدة بما ورد في كتاب سلوى بكر "أفكار حول كتابة المرأة في العالم العربي". وذكرت كوك وجهة نظرها حول تهميش انتاج الأديبات العربيات وتقييم أعمالهن بعيداً عن المعايير الأدبية المتفق عليها: "الاجابة عن هذا السؤال شغلت بالي منذ أكثر من عشر سنوات واكتشفت أن النقاد وحتى الناقدات لم ينتبهوا الى ما كتبته النساء مع أنهم تصادقوا معهن واعتبروهن من المثقفات، أما في الخارج فالمهتمون بهذا الأدب الجديد رحبوا بالكتاب وتجاهلوا الكاتبات. قائلين أن ليس هناك امرأة عربية تكتب ما يستحق القراءة والمترجمون قلدوا النقاد". واستعرضت كوك مجموعة من الأعمال الأدبية النسائية التي نشرت أواخر الخمسينات لكاتبات مثل كوليت خوري، ليلى بعلبكي وألفت الأدلبي وأعمال نقدية وروائية أخرى لأديبات عربيات مثل روز غريب، وعائشة التيمورية وغيرها. وتطرقت كوك الى كتب أخرى عرفت بأدب المرأة العربية الحديث. ثم سردت قصتها مع أدب النساء في العالم العربي الحديث التي بدأتها بمحاولة نقد موقف يحيى حقي المتناقض من المرأة مما دعاها الى الانحياز الى "النسائية". وحددت مريم كوك قصدها من هذا المصطلح: "قد تشير النسائية الى مرحلة وعي تعني ادراكاً مبهماً بالأذى الذي لا يسببه شيء سوى كوني امرأة، وقد تتجاوز النسائية مرحلة الوعي هذه للتعبير عن رفض ما يسبب هذا الأذى من تصرفات وأحياناً تقوم المرأة بنشاط هدفه الغاء أسباب الأذى. وهذا ما قصدته في مجموعة "فتح البوابات"". ومجموعة "فتح البوابات" ترجمة لكتابات نساء عشن الحرب الأهلية في لبنان وكتبن عنها، وتقول كوك عن "فتح البوابات": "كأن الحرب مهدت للكتابة طريقاً كان مغلقاً. أثناء اقامتي في بيروت تعرفت على أكثر من 40 كاتبة وتعلمت الكثير منهن. علمت أن النساء اختبرن الحرب خبرة تختلف عن خبرة الرجال. وهذا الاختلاف مسجل في ما يكتبنه. وهذا الفرق يتيح منظوراً غير متوقع عن ماهية الحرب. فحربهن لم تواجه الجبهة مع الدار والمقاتل مع المواطن بل الحرب فوضى وعنف لا نهائي ورفض الترتيب والتنظيم للحوادث التي نجدها في قصة الحرب التقليدية". وعن كتابها "أصوات أخرى للحرب 1988" قالت كوك: "نشرت كتابي عن كتابات النساء حول الحرب الأهلية تحت عنوان "أصوات أخرى للحرب 1988" عند اكمالي هذا البحث عرفت أني لم أكمله فعلي متابعة ما بدأته. استأنفت بحوثي بقراءة ما كتبته الجزائريات والعراقيات والفلسطينيات عن الحروب التي عشنها بين 1954 و 1988. فوجدت الظاهرة نفسها: تصر المرأة على أهمية البقاء حيث الحاجة اليها، ومحاولة وجود حس غير عنيف. حل معقول للمشاكل السياسية". محاضرة كوك تناولت أيضاً كاتبين ترجما أعمال بعض الأديبات الخليجيات وقالت: "لا تزال الكاتبات المحليات في الظلال وراء الكواليس ولم يظهرن بعد عالمياً لعدم جهود الترجمة باستثناء المجموعات القيمة لقصص اثنتي عشرة سعودية ترجمها أبو بكر باقادر ومجموعة قصص بقلم كتاب من كل أنحاء الجزيرة والخليج أعدتها الناقدة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي. وكلتا المجموعتين لم تصدرا الا في التسعينات". بعد المحاضرة تبادلت الأديبات والمثقفات الحاضرات الحوار مع مريم كوك حول الأدب العربي الحديث والمشاكل التي تواجه توزيع الكتاب العربي ونشره وتحدثن عن المشاكل الراهنة التي تشغل الأديبات الخليجيات فكرياً وابداعياً.