بيروت، غزة - "الحياة"، أ.ف.ب - سلّمت الأجهزة الأمنية اللبنانية امس الموقوفين الفلسطينيين المسؤولين في حركة "فتح" خالد عارف وخالد الشايب الى المحاكم المختصة. واعتبر الأمين العام لمجلس الوزراء في السلطة الفلسطينية أحمد عبدالرحمن امس ان اعتقالهما يشكل "تصعيداً خطيراً"، فيما أكد معظم مسؤولي المخيمات في لبنان وجوب التهدئة. وقال مصدر أمني لبناني ل"الحياة" ان "عارف اسمه الحقيقي طه محمد عبدالقادر هو الآن في عهدة القضاء العسكري، بينما سُلّم رفيقه الشايب الى محكمة الجنايات في الجنوب"، مشيراً الى أنهما محكومان غياباً في جرائم تفجير وقتل، وموضحاً ان النيابات العامة هي التي تحدّد مكان توقيفهما واحضارهما الى المحكمة أثناء انعقاد الجلسات، حيث ستعاد محاكمتهما استناداً الى قانون أصول المحاكمات الجزائية الذي ينصّ على إعادة محاكمة المحكومين غياباً، وجاهاً، فور توقيفهم. وترددت صباح امس انباء عن استعداد حركة "فتح" الموالية للرئيس ياسر عرفات في مخيمي عين الحلوة والرشيدية للقيام بتحرّك احتجاجاً على توقيفهما، ولكن تبيّن بحسب تأكيد مصدر فلسطيني ان لا صحة لذلك، "وان الاتجاه هو التهدئة وليس هناك من يرغب في التصعيد على أمل ان تأخذ الامور مجراها لمعالجة هادئة تحفظ الاستقرار الامني". وحذر عبدالرحمن في تصريح الى وكالة "فرانس برس" من "انفجار الموقف لا محالة" في حال استمرار هذه الخطوات. لكن مصدراً فلسطينياً قيادياً قال ل"الحياة" في بيروت، تعليقاً على تصريح عبدالرحمن ان "لدى السلطة الوطنية الفلسطينية في الداخل أجهزة عدة لا تأتمر بقرار واحد، بل ان كل طرف فلسطيني فيها يعبّر عن مواقف تخدم اتجاهات معينة على عكس التصريحات الصادرة في لبنان التي تميل في غالبيتها الى التهدئة لوجود مصلحة مباشرة في ذلك". واضاف "لم نسمع بأي موقف جديد يتعارض مع الموقف الذي ضمنه عرفات في برقية التهنئة التي بعث بها الى رئيس الجمهورية اميل لحود لمناسبة ذكرى الاستقلال"، مشدداً على ان "لا أحد في المخيمات يريد التصعيد وان الفلسطيني في لبنان هو المتضرر الاول والاخير منه". واعتبر مسؤول حركة "فتح" في لبنان سلطان ابو العينين ان اعتقال عارف والشايب "دليل واضح الى ان القضاء في لبنان ينتقي سياسياً، وبدفع من جهة محددة، لاستهداف قيادة منظمة التحرير في لبنان". وقال المشرف العام لقوات "الميليشيا" في حركة "فتح" العقيد منير المقدح ان "القياديين الفلسطينيين عملوا على تهدئة الوضع داخل مخيمات الجنوب لتجنّب أي مشكلة مع الجوار". وأبلغت مصادر فلسطينية "الحياة" ان قيادة "فتح" في عين الحلوة عقدت اجتماعاً حضره فتحي ابو العردات معاون خالد عارف، انتهى الى اصدار تعميم يدعو جميع عناصر الحركة خارج المخيم الى التواجد فيه وعدم مغادرته الا للضرورة. واعتبرت ان التدبير المتخذ يعتبر بمثابة خطوة وقائية لتفادي أي احتكاك في انتظار بدء الاتصالات. وكشفت المصادر ان ابو العينين أجرى اول من امس اتصالاً بعرفات، أبلغه فيه توقيف الشايب وعارف، مبدياً تخوّفه من حصول مضاعفات من جراء إمكان فرض تدابير مشددة حول مخيم الرشيدية بهدف الضغط من اجل تسليمه.