أعلن الأمين العام لحزب "المؤتمر الوطني" الدكتور حسن الترابي أمس ان هيئة قيادة الحزب الحاكم "تداولت مطولاً في قضية التعديلات الدستورية المقترحة ووافقت على التعديل الدستوري" الذي يدعو الى انتخاب مباشر لولاة الاقاليم الذين باتوا يتمتعون بصلاحيات واسعة. وناقشت الهيئة في اجتماعها مساء أول من أمس المستجدات والمشاكل في الساحة السياسية في الخرطوم وأهمها قضية النزاع المسلح في ولاية الوحدة الجنوبية والأزمة الدستورية الحالية ومشاريع التعديلات الدستورية. وقال الترابي ان الهيئة القيادية "وقفت على المآسي الإنسانية في ولاية الوحدة التي عانت من النزاعات المسلحة منذ أكثر من عامين". وأضاف الترابي في تصريحات للصحافيين امس ان التعديلات الدستورية "وجدت تداولاً مطولاً من أعضاء الهيئة توصلوا في نهايته الى الموافقة على تعديل ترشيح الوالي ترشيحاً حراً مباشراً من دون تقييد". ويعطي الدستور رئيس الجمهورية صلاحية ترشيح ثلاثة أشخاص، يختار برلمان الاقليم من بينهم الوالي الجديد، ويتمتع المنصب بصلاحيات واسعة. وزاد من أهمية الموضوع الخلاف بين الترابي والرئيس عمر البشير في شأنه اذ كان الحزب بقيادة الترابي اقترح مشروع التعديل الذي يحد من صلاحيات الرئيس. واعترض البشير على ذلك بحجة ان الانتخاب الحر لولاة الولايات ال26 قد يساعد على تهديد وحدة البلاد بسبب الاستقلال الذاتي الذي تتمتع به الولايات في النظام الفيديرالي المعتمد في السودان. وتمت الموافقة ايضاً على مشروع تعديل يجيز للرئيس عزل الوالي في ظروف استثنائية في حال صدور توصية من ثلثي النواب في ولايته. وأحالت الهيئة القيادية على القطاع الاقتصادي فيها مشروع إلغاء صندوق دعم الولايات. واكد الترابي ان اجتماع الهيئة القيادية استبعد اقتراحاً تقدم به عضوان في البرلمان وحاز على تأييد 136 نائباً ودعا الى تعيين رئيس وزراء. وأوضح ان هذا الاستبعاد يتطلب من مقدمي المشروع داخل البرلمان بعض الاجراءات وبينها سحب المقترح أو تعليقه. وأوضح ان الهيئة القيادية قررت تعديل لائحتها بما يسمح بعقد اجتماعاتها كل 15 يوماً "حتى تتمكن من الوقوف على تقارير القطاعات" الثماني التي تتألف منها. وتقضي اللائحة بعقد اجتماع أعلى هيئات الحزب الحاكم شهرياً. ونفى الترابي في رد على أسئلة الصحافيين وجود صراع على السلطة، وقال: "ليس صراعاً على السلطة وانما رؤى وأفكار لن تتطور الى أهواء وصراع شهوات ومصالح. وهذه الغاشيات التي بيننا خفَّت تماماً". وأوضح الترابي قائلاً: "نحن السودانيون لا يمكننا ان نمارس شورى أصيلة من دون ان تحدث توترات في النفوس".