لندن - "الحياة" - خرج سائق فريق مارلبورو السعودي عبدالله باخشب من رالي بريطانيا الدولي، المرحلة الرابعة عشرة الأخيرة من بطولة العالم للراليات للعام 1999، بعدما عانده الحظ مرة جديدة، في حين تابع البريطاني ريتشارد بيرنز سيطرته على صدارة السباق ويبدو في طريقه إلى الاحتفاظ باللقب. باخشب شارك في مسابقة كأس الاتحاد الدولي للفرق وكان يأمل بإنهاء موسمه بنتيجة طيبة، لكن ذلك لم يحصل. وعلى رغم خروجه لم يكن النجم السعودي محبطاً واستخلص العبر من موسمه الطويل، وقال: "الحقيقة تعلمت كثيراً خلال هذا الموسم الذي اعتبره سيئاً للغاية بسبب الحظ الذي عاندني منذ مشاركتي الأولى في البرتغال. لن ادخل في التفاصيل لكن في السابق كنت اعتبر الخروج من الرالي نهاية العالم، لكنني تعلمت هذا الموسم الصبر والتفكير بالرالي المقبل في محاولة للتعويض". وكان السائق السعودي، على متن تويوتا كورولا، في المركز الثاني لكأس الاتحاد الدولي للفرق خلف المتصدر الاسباني لويس كليمنت الساعي إلى تحقيق الفوز لحسم الصراع على لقب البطولة في مصلحته. ويذكر ان التركي ايزيك يتصدر الترتيب العام للبطولة، لكنه لا يشارك في بريطانيا وينتظر نتيجة الرالي بفارغ الصبر. وكان التركي يأمل بفوز باخشب في بريطانيا ليتمكن هو من الفوز بلقب البطولة. وكان باخشب في وضع جيد قبل خروجه في المرحلة ال14، وكان الفارق بينه وبين كليمنت أقل من دقيقة، علماً ان باخشب كان يتعود على اسلوب قيادة جديد لاعتماده ابتداء من الموسم المقبل، لذلك تفاوتت أوقاته في مراحل اليوم الثاني فقضم 17 ثانية من الفارق بينه وبين كليمنت قبل أن يخسر 14 ثانية لمصلحة الاسباني. وقال باخشب: "نصحني المقربون تبديل اسلوب قيادتي وهذا ما كنت اطبقه في رالي بريطانيا، على أمل اعتماده في بداية الموسم المقبل. الخروج فاجأني لكنني سعيد بالأمور التي تعلمتها". في المرحلة الرابعة عشرة خرجت سيارة باخشب عن المسار، وعندما حاول السائق السعودي اعادتها إلى المسار فوجيء بحفرة عميقة وسط مرج من العشب فسقطت فيها السيارة، وعلى رغم بلوغه مركز الصيانة، إلا أن الوقت داهمه فخرج من الرالي. ويتطلع بطل الشرق الأوسط 1995 إلى برنامجه الموسم المقبل في مسابقة كأس الفرق، ويقول: "اعتقد بأنني خدمت وقتي مع سوء الحظ، وأتمنى ان يكون الوضع مختلفاً الموسم المقبل. اريد ان أعوض ما فاتني هذا الموسم، واتطلع بفارق الشوق لانطلاق الموسم المقبل". من جهة ثانية، احتفل فريق تويوتا بلقب بطولة الصانعين بعدما تمكنت كورولا من تحقيق لقب بطولة الصانعين التي حسمتها في رالي استراليا المرحلة قبل الأخيرة من البطولة. وأجل الفريق احتفالاته حتى المرحلة الأخيرة لتكون حفلة مزدوجة: حفلة وداع واحتفال باللقب. وأثبتت كورولا في وقت قصير أنها ناجحة، لأنها تخوض موسمها الثاني فقط في البطولة بعدما خلفت سيليكا التي أصابت نجاحاً كبيراً منذ نهاية الثمانينات. ولقب الصانعين هذا الموسم هو خير تعويض للخيبة التي لحقت بالفريق في نهاية الموسم الماضي، عندما خسرت لقبي السائقين والصانعين في الأمتار الأخيرة من البطولة عندما توقفت سيارة الاسباني كارلوس ساينز على مرأى من خط النهاية لرالي بريطانيا. لكن هذه الأمور باتت من الماضي، لأن كورولا أثبتت قدرتها على الصمود طويلاً وحصد كل من ساينز وأوريول نقاطاً في كافة الراليات، وتوجت بطلة على رغم أنها لم تحقق الفوز إلا بسباق واحد في الصين. وقررت تويوتا وضع حد لبرنامجها في بطولة العالم للراليات، كي تركز على بناء فريق كامل ضمن بطولة العالم للفورمولا واحد وسيكون من الجنون المراهنة على عدم نجاحها. في هذه الأثناء، تابع ريتشارد بيرنز سائق فريق سوبارو سيطرته على صدارة الرالي، وباتت تفصله عن صاحب المركز الثاني زميله في سوبار والفنلندي يوها كانكونن حوالى دقيقة. وكاد بيرنز يخرج من السباق عندما اشتعلت النيران في محرك سيارته، لكنه بلغ مركز الصيانة وتم اصلاح العطل. ولا يزال التنافس قوياً على المركز الثاني، لأن الفنلندي ماركوس غرونهولم على متن بيجو 206 يتخلف عن كانكونن بفارق حوالى 5 ثوانٍ فقط. ويحتل المركز الرابع الفنلندي هاري روفنبيرا سائق سيات. كما تقدم الفرنسي ديدييه اوريول سائق تويوتا إلى المركز الخامس أمام بطل العالم الفنلندي تومي ماكينن سائق فريق مارلبورو ميتسوبيشي الذي توج بطلاً للعالم هذا الموسم للمرة الرابعة على التوالي، وهو رقم قياسي.