قبل يوم واحد من تنفيذ الكنائس المسيحية في الأراضي المقدسة قرارها اغلاق أماكن العبادة المسيحية احتجاجاً على قرار الحكومة الاسرائيلية السماح ببناء مسجد على أراضي وقف "شهاب الدين" في مدينة الناصرة، دعت الهيئة الاسلامية العليا في القدس الى تأجيل وضع "حجر الاساس" لهذا المسجد. وتمنت الهيئة "على اخواننا في الناصرة تأجيل وضع حجر الأساس للمسجد وندعو الله أن يجنب شعبنا الفلسطيني الفتنة التي يحاول فيها البعض أن يصطاد في المياه العكرة وإثارة الطائفية واستغلالها." وكانت لجنة وزارية اسرائيلية خاصة أقرت الشهر الماضي اقامة مسجد على 700 متر من أراضي "وقف شهاب الدين" الواقعة بمحاذاة كنيسة البشارة في الناصرة شرط "استئجارها" من الدولة العبرية والشروع باقامة ساحة عامة في المساحة المتبقية كانت بلدية الناصرة تنوي تشييدها تمهيدا لاحتفالات انتهاء الالفية الثانية لميلاد السيد المسيح. وجاء القرار الوزاري بعد مماطلة استمرت عامين كاملين تأججت خلالها بذور فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين لم تشهد المدينة لها مثيلاً. وقال رئيس الهيئة الاسلامية ومفتي القدس الشيخ عكرمة صبري ل"الحياة" إن الهيئة "تستهجن وترفض أن يتم وضع حجر الاساس لبيت من بيوت الله بعد قرار الحكومة الاسرائيلية"، وذكر بما ورد في النداء من قوله تعالى "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر"، في اشارة واضحة لرفض الهيئة الاسلامية بناء مسجد بناء على قرار الحكومة الاسرائيلية. وأكد الشيخ صبري أن دعوة الهيئة الاسلامية لا تعني نفيا للفتوى التي أصدرها في شأن وقفية الارض. وأضاف ان أراضي الوقف ليست فقط لبناء مسجد وانما يمكن بناء مسجد فيها أو مدرسة أو مستشفى، ولكن "منفعة" وضع حجر الاساس لمسجد ليست أولى من "درء مفسدة" وهي السماح لإسرائيل بأن تحدث شرخاً بين أفراد الشعب الواحد. وأعرب مفتي القدس عن أمله أن يجد نداء الهيئة الاسلامية آذانا صاغية لدى ممثلي الكنائس المسيحية في البلاد وأن يعدلوا عن قرار اغلاق أماكن العبادة اليوم وغداً. وفي هذه الاثناء، قالت مصادر قريبة من "لجنة شهاب الدين" أنه سيتم وضع "حجر الاساس" للمسجد في موعده المقرر. ورفض سلمان أبو أحمد رويترز، أ ف ب، وهو زعيم للحركة الإسلامية في الناصرة، الاقتراح للتأجيل، وقال إن كل الأطراف متفقة بشأن المسجد وانه لا يرى ما يدعو لأي تأجيل. وأضاف ان مسلمي الناصرة غير مختلفين مع أي طرف، بل يوجد اتفاق، وان هذا سيساعد على تهدئة المسألة. ورحب رائد عوض، أمين الابرشية اللاتينية، وهي الكنيسة الكاثوليكية في القدس، بنداء صبري. وقال إن هذا أول بيان إسلامي معقول، وانه لا يعرف سبب تأخره إلى هذا الحد. وأضاف انه يدعو اشقاءه في الناصرة إلى إلتزام هذا البيان، وفتح المجال أمام الحوار الذي يجعل جميع الأطراف راضية. وأكدت مصادر في مجلس الكنائس المسيحية في القدس ل"الحياة" أن بطاركة الطوائف المختلفة يجرون مشاورات في ما بينهم "ويتدارسون امكانية إلغاء قرار الاغلاق" في ضوء بيان الهيئة الاسلامية العليا. ورجحت المصادر ذاتها أن يصدر بيان مشترك عن رؤساء الطوائف المسيحية في غضون الأربع والعشرين ساعة المقبلة. علما ان بطريرك اللاتين وبطريرك الارثوذكس وكذلك بطريرك الأرمن أكدوا سابقاً قرار اغلاق الأماكن المقدسة.