لندن - "الحياة" - سبايك لي، المخرج الاميركي الأسود الذي اعتاد مع كل فيلم يحققه ان يقيم الدنيا ولا يقعدها، غاضب هذه الأيام. ولغضبه أسباب واضحة. اذ في الوقت الذي يبدأ فيه عرض فيلمه الأخير "صيف سام" في لندن، بعد أسابيع من عروضه التجارية، وفي هذه الأيام في مهرجان لندن، ها هو يتعرض في الولاياتالمتحدة الى حملات تطاول جوانب عديدة من الفيلم. غير ان الحملة التي أغضبت سبايك لي اكثر من غيرها كانت تلك التي أخذت عليه انه في "صيف سام" حقق "فيلماً أبيض"، أي ان شخصياته كلها بيضاء، هو الذي كان يجدر به ان يكتفي بتحقيق أفلام عن اخوانه السود. حول هذا الموضوع تحدث سبايك لي الى الصحف البريطانية ليقول: "انني أحاول فقط ان أروي حكاية، وفي العادة تسير الأمور على ما يرام. لكن المشكلة هي ان ثمة حِملاً يلقى على كاهل كل مخرج اميركي أسود، لا نجد مثيلاً لها ملقى على كاهل الفنانين البيض، فهؤلاء ليسوا مجبرين على ان يمثلوا العرق الأبيض. أما نحن السود فإن علينا ان نمثل العرق الأسود، وبصورة مستمرة، فإذا استنكفنا عن فعل ذلك مرة، اعتبرنا خونة... انه عبء لا يمكننا أبداً التخلي عنه". وفي هذا السياق قال سبايك لي ايضاً انه حين حقق فيلمه عن "مالكولم إكس" قبل سنوات، لم تكن الفكرة فكرته، بل كان المشروع في الأصل لنورمان جويسون، ولكن المنتجين قالوا له انه لا يصح ان يقوم مخرج ليبرالي يهودي بتحقيق فيلم عن زعيم أسود، بل يجب ان يكون المخرج أسود "ومنذ ذلك الحين وأنا أفكر في هذا الأمر وأشعر بالغضب" قال سبايك لي.