اطلع المغرب مسؤولين في حلف الاطلسي على موقفه "الثابت" ازاء اعتباره ان مدينتي سبتة ومليلة اللتين تحتلهما اسبانيا شمال البلاد، مغربيتان. وكشف السيد عبدالسلام زنيند، الوزير المكلف الشؤون المغاربية والعالم العربي والاسلامي، امام مجلس المستشارين ان الرباط اجرت اتصالات في هذا النطاق مع "الناتو" رداً على تصريحات اسبانية تفيد ان المدينتين تندرجان في "الخطة الدفاعية" للحلف الاطلسي. وقال المسؤول ان الحلف يدرك جيداً ان "مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة تهم كل بلدان منطقة البحر المتوسط وضمنها المغرب" الذي يطل على منطقة حساسة هي مضيق جبل طارق. وأوضح زنيند ان المسؤولين في الحلف لم يطلعوا المغرب على كيفية وضع المدينتين تحت غطاء حماية قوات الاطلسي، في اشارة الى اعلان اسبانيا ان المدينتين تتبعان المناطق الاوروبية المُدرجة تحت حماية "الناتو". وزاد: "لا يمكن لقوات الحلف ان تقوم بهذا العمل وحدها". لكن الاوساط الديبلوماسية في الرباط قللت من اهمية الجدل المغربي - الاسباني حول هذه القضية، واعتبرته يدخل في اطار ردود فعل ازاء الصعوبات التي تعترض تجديد اتفاق الصيد الساحلي بين المغرب وبلدان الاتحاد الارووبي. في غضون ذلك، اعلن مزارعون اسبان خطة جديدة للتضييق على عبور المنتجات الزراعية المغربية نحو اوروبا مروراً بالأراضي الاسبانية . وقال المزارعون ان منطقة الاندلس ستتحول الى "خطوط امامية" لمنع السلطات الاسبانية من تقديم تنازلات الى المغرب في قطاع الزراعة. وكانت مدريد دعت شركاءها في الاتحاد الاوروبي الى فرض رقابة جمركية شديدة على الصادرات المغربية من المنتجات الزراعية. وقال وزير الصيد البحري والزراعة الاسباني خيسوس بوسادا انه طلب الى المفوض الاوروبي فرانز فيشلر اخضاع الصادرات المغربية من الفواكه والخضار الى رقابة متشددة. وكانت السلطات الاسبانية رفضت منح المغرب اي تنازلات في قطاع الزراعة، رداً على رفض الرباط تجديد اتفاق الصيد. يذكر ان البواخر الاسبانية تمثل 85 في المئة من اسطول الصيد الاوروبي في المياه المغربية. اذ ان حوالي 400 باخرة اسبانية من بين 477 تصطاد في السواحل المغربية. وأفاد تقرير صادر عن المجلس الاجتماعي والاقتصادي الاسباني ان نحو 8000 بحار اوروبي سيفقدون عملهم في حال عدم تجديد الاتفاق الذي ينتهي مفعوله اواخر الشهر الجاري. على صعيد آخر، زادت ظاهرة الهجرة غير المشروعة نحو اسبانيا على رغم الجهود المبذولة للتخفيف منها. وأعلن الحرس المدني الاسباني اعتقال 56 مهاجراً في الايام الاخيرة من بينهم 39 مغربياً، اضافة الى رعايا جزائريين وأفارقة. وجاء في تقرير رسمي اسباني ما يزيد على 5670 مهاجراً متحدرين من البلدان الواقعة جنوب الصحراء غادروا مدينة سبتة المغربية المحتلة في اتجاه اسبانيا في اطار خطة الحكومة الاسبانية لتقليص عدد المهاجرين المقيمين في المخيمات العشوائية في كالامو كارو التي تؤوي حالياً 2129 مهاجراً ضمنهم 1996 مهاجراً يتحدرون من جنوب الصحراء و133 مهاجراً جزائرياً ينتظرون الحصول على وثائق لعبور مضيق جبل طارق. وفي هذا الاطار، قام متطوعون في الجمعية الاسبانية لمناهضة العنصرية بنصب جدار من الورق المقوّى وسط برشلونة احياء لسقوط جدار برلين احتجاجاً على بناء حواجز على الحدود مع مدينتي سبتة ومليلة لمنع تسرب المهاجرين. وبحسب الجمعية الانسانية، فان بناء هذه الحواجز يتطلب استثماراً يقدر بملايين عدة في منطقة "يموت فيها الكثير من المهاجرين خلال محاولات عبورهم الى أوروبا على متن قوارب صغيرة".