كانت الدوحة أمس محور اجتماعات خليجية استعداداً للقمة التي ستعقد في الرياض أواخر الشهر، وتعلق عليها دول مجلس التعاون أهمية كبيرة، خصوصاً لجهة الاتفاق على تعرفة جمركية خليجية موحدة تمكّن دول المجلس من التعامل بها مع التكتلات الاقتصادية الكبرى، كالاتحاد الأوروبي الذي يشترط توحيد تلك التعرفة. ووصل إلى الدوحة أمس وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الشيخ حمدان بن زايد وعقد اجتماعاً مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وكان الأمير ووزير الخارجية استقبلا الأمين العام لمجلس التعاون السيد جميل الحجيلان، وتناولت الاجتماعات جدول أعمال القمة التي تبدأ أعمالها في 27 تشرين الثاني نوفمبر الجاري. وقال مصدر خليجي ل"الحياة" أن محادثات الشيخ حمدان ركزت على موضوع التعرفة الجمركية، موضحاً أن قطر تبذل جهوداً مكثفة تأمل بأن تثمر اتفاقاً على تعرفة موحدة طال انتظارها. يذكر أن دول مجلس التعاون، باستثناء الإمارات، اتفقت بعد 17 سنة من المداولات على تصنيف السلع 3 فئات، الأولى المواد الغذائية الضرورية معفاة من الضرائب، الثانية مواد أساسية لاقتصادات دول المجلس، ومصانعها وزراعاتها، وهذه تخضع لضريبة 6 في المئة، والثالثة مواد كمالية كالسيارات وغيرها، وتخضع لضريبة 8 في المئة. وأعربت مصادر عن أملها بأن يتوصل اجتماع وزراء المال الخليجيين الذي أرجئ انعقاده إلى السبت، إلى الاتفاق مع دولة الإمارات على التزام اتفاق الدول الخمس على التعرفة الموحدة 6 8 في المئة. وقال المصدر الديبلوماسي الخليجي ل"الحياة" أن دبي تخشى رفع نسبة التعرفة عن سقف 4 في المئة لأنها تحرص على أن تبقى عاصمة تجارية لكل منطقة الخليج، في سبيل تأمين مصادر للدخل خصوصاً أنها لم تعد إمارة نفطية كبيرة. ورأى أن دبي نجحت في استقطاب حركة تجارية نشطة مع دول جنوب شرقي آسيا، وفي إعادة تصدير السلع إلى جمهوريات آسيا الوسطى ودول في الشرق الأوسط. ولم تستبعد مصادر ديبلوماسية خليجية أن تتحرك قطر على مستوى عال لتسوية موضوع التعرفة وتوقعت أن يزور مسؤول قطري رفيع المستوى الإمارات إذا لم يتوصل وزراء المال الى اتفاق. وعلم أن ليست هناك علاقة لزيارة الحجيلان الدوحة بزيارة الشيخ حمدان، وسيتوجه الأمين العام لمجلس التعاون إلى الكويت غداً بعد ما كان التقى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد وأمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، وذلك في إطار جولته لإطلاع قادة دول المجلس على ما تحقق في الأشهر الأخيرة من أعماله ومعرفة آرائهم في جدول أعمال القمة. وقال الحجيلان ل"الحياة" أنه عرض على أمير قطر جدول أعمال قمة الرياض، وما تحقق في مسيرة المجلس منذ قمة أبو ظبي العام الماضي. وشدد على أن مسيرة المجلس "حققت نتائج طيبة" مؤكداً أن "مشروع الاتحاد الجمركي" سيبحث في قمة الرياض، كما ستدرس قضايا أخرى اقتصادية مثل تشجيع الاستثمار الأجنبي في دول المنطقة. وتابع أن القمة ستتناول ملف الأزمة العراقية والعلاقات مع إيران ومسيرة السلام في الشرق الأوسط.