عواصم - "الحياة"، أ ف ب - سيكون ملعب "هامبدن بارك" الشهير في غلاسكو، اليوم، الساعة الخامسة عشرة، مسرحاً للجزء الاول من "معركة بريطانيا" لكرة القدم بين منتخبي اسكتلندا وانكلترا في ذهاب الملحق الاوروبي المؤهل لنهائيات كأس الامم الاوروبية المقررة في هولندا وبلجيكا من 10 حزيران يونيو الى 2 تموز يوليو 2000. وتلعب اليوم ايضاً سلوفينيا مع اوكرانيا، وجمهورية ايرلندا مع تركيا، واسرائيل مع الدنمارك. وتقام مباريات الذهاب الاربعاء. وستكون جائزة الفائز بمجموع المباراتين الانتقال الى النهائيات، في حين سيكتفي الخاسر بمتابعتها على الشاشة الصغيرة. المعركة البريطانية اطلقت الصحف البريطانية على لقاءي اسكتلندا وانكلترا القاباً عدة ابرزها "معركة بريطانيا" و"لقاءا الالفية"، و"القلب الجريء ضد قلب الاسد" في اشارة الى ابرز ابطال التحرير الاسكتلنديين في العقود الوسطى وليام والاس الذي لقب ب"القلب الجريء" في مقابل القائد الانكليزي الشهير ريتشارد "قلب الاسد". وهو اللقاء ال109 بين المنتخبين، والاول كان عام 1872 وهو الاقدم في تاريخ كرة القدم، وانتهى بتعادل سلبي. واستمرت لقاءات المنتخبين بمعدل لقاء واحد كل عام تقريباً. لكن عندما كثرت أعمال الشغب بين جماهيرهما قرر المسؤولون انهاء هذه اللقاءات عام 1989. ولم يلتق المنتخبان منذ ذلك الحين الا مرة واحدة ضمن نهائيات كأس امم اوروبا في انكلترا عام 1996 وفاز المضيف 2-صفر. ويقول مدرب اسكتلندا كريغ براون: "الخسارة لأي من المنتخبين ستكون مؤلمة، وسيكون مدى الحسرة في حال الخسارة امام انكلترا مضاعفاً عشرات المرات اكثر من الخسارة امام الدنمارك على سبيل المثال". وفي المقابل قال مدرب انكلترا كيفن كيغان: "هناك احتمال كبير لان اتعرض للنقد اللاذع والسخرية اذا خسرنا". ويغيب عن المنتخب الانكليزي ستيف ماكمانمان المصاب وديفيد باتي الموقوف، ولم يعرف بعد ما اذا كان كيغان سيشرك اندي كول او مايكل اوين الى جانب الن شيرر قي خط الهجوم، وان كانت الافضلية للاول لانه في قمة مستواه حالياً ولمعاناة الثاني بعد اصابته بتقلص عضلي ضمن منافسات الدوري حديثاً. وفي حراسة المرمى ستكون لخبرة ديفيد سيمان افضلية على نايجل مارتن المتألق مع فريقه ليدز . اما اسكتلندا فيغيب عنها لاعب وسط سلتيك بول لامبرت، ويحوم الشك حول مشاركة مدافعها الصلب كولين هندري وان كان الاخير يؤكد انه مستعد لخوض اللقاء. ومنذ الاعلان عن القرعة الشهر الماضي دأبت الصحف الاسكتلندية يومياً على الحديث عن اللقاءين المنتظرين، ومالت عناوينها الى العداء لانكلترا الى درجة كبيرة، وبرز عنوان "اول انكليزي ابن حرام" عن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الاسكتلندي المولد لانه اعلن تشجيعه لانكلترا، علماً ان احد محرري الصحيفة هو انكليزي الجنسية. وأعدت الشرطة الاسكتلندية العدة لمواجهة مصادمات متوقعة بين الجماهير في اكبر عملية ليوم واحد في تاريخها. وتعد بريطانيا الدولة الوحيدة في العالم التي تملك اربعة منتخبات وطنية انكلترا واسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية ويعود ذلك إلى بدايات كرة القدم عام 1870. وبالرغم من مطالبة بعض اعضاء الاتحاد الدولي بضم المنتخبات الاربعة تحت اسم منتخب بريطانيا الا ان الوضع سيبقى على حاله في المستقبل القريب على اقل تقدير. وتعتبر اسكتلندا شرسة في المحافظة على هويتها المستقلة في جميع النواحي. وعلى غرار سياسييهم، فإن كراهية مشجعي كرة القدم الاسكتلندية المشهورين ب"تارتان آرمي" للانكليز باتت متوارثة ومضرب الامثال... ويكتب في كثير من الاحيان على الاعلام الزرقاء الخاصة بالعلم الاسكتلندي العبارة الآتية: "تذكر دائماً بانوكبيرن" وهو المكان التاريخي الذي انتصر فيه الاسكتلنديون على المعتدين الانكليز عام 1314. في المقابل يحمل الانكليز لافتات تقول "تذكر كولودن"، وهو مكان المعركة التي انتصر فيها الانكليز على "جيش الامير تشارلي" الاسكتلندي عام 1746. واللافت، خلافاً للصحف الاسكتلندية، ان الصحف الانكليزية لم تشن حملة كراهية على الاشقاء واكتفت بالتركيز على اعداد منتخبها والتكهن بخيارات مدربها كيغان لحراسة المرمى وعن شريك شيرر في خط الهجوم. وربما يعود السبب الى الثقة الزائدة في نجاح منتخبها، او الى ان اغلب محرريها هم اسكتلنديون. وعلى صعيد التكهن، رشحت مكاتب المراهنات انكلترا للفوز بنسبة كبيرة، لكن مدرب اسكتلندا كريغ براون شدد على ان منتخب بلاده لا يشعر بأي "عقدة نقص" تجاه نظيره الانكليزي. وقال: "على الورق يملك المنتخب الانكليزي عناصر افضل، لكن ذلك لا يشكل عقدة نقص لدينا، بل على العكس يمثل تحدياً كبيراً". أرقام وأحداث وعن المعارك داخل الملعب، فإنها لم تطل برأسها ابداً باعتبار انه لم يُطرد اي لاعب من المنتخبين خلال 108 مباريات، وقد فاز الانكليز في 44 منها مقابل 40 انتصاراً للاسكتلنديين و24 تعادلاً. وسجل الانكليز 190 هدفاً والاسكتلنديون 168. اعلى نتيجة لاسكتلندا كانت 7-2 عام 1878 على ملعب هامبدن بارك. وأعلى نتيجة لانكلترا كانت 9-3 عام 1961 في ويمبلي. والفوز الأكبر للاسكتلنديين على استاد ويمبلي كان 5-1 عام 1928... والاعلى للانكليز في غلاسكو كان الفوز 5-صفر عام 1888. وضمن تصفيات امم اوروبا، سبق ان التقى المنتخبان مرتين عام 1967 وفازت اسكتلندا 3-2 في ويمبلي وتعادلا 1-1 في هامبدن بارك. وكان الفوز تاريخياً للاسكتلنديين لان المنتخب الانكليزي ضم 10 لاعبين من المنتخب الفائز بكأس العالم 1966. بقية اللقاءات في دبلن، تلتقي جمهورية ايرلنداوتركيا. ويؤكد مدرب الاخيرة مصطفى دنزيلي ان فريقه يستحق التأهل ويقول: "بعد فوزنا على المانيا 1- صفر في اسطنبول وتعادلنا معها سلباً في ميونيخ اعتقد بأننا نستحق بلوغ النهائيات، لكننا نكن كل الاحترام لمنتخب جمهورية ايرلندا الذي يضم في صفوفه لاعبين جدد". ويضيف "سنكون سعداء اذا خرجنا بالتعادل في دبلن، وسنكون اكثر سعادة اذا نجحنا في التسجيل". اما جمهورية ايرلندا، فكانت قاب قوسين او ادنى من بلوغ النهائيات مباشرة لو لم يدخل مرماها هدف في الثواني الاخيرة في مباراتها ضد مقدونيا، فاضطرت الى خوض الملحق. ويملك المنتخب الايرلندي عناصر تملك خبرة كبيرة منها نايل كوين وروي كين ودينيس ايروين بالاضافة الى عنصر الشباب المتمثل في مهاجم كوفنتري المتألق روبي كين. وتبدو مهمة اوكرانيا سهلة نسبياً عندما تحل ضيفة على سلوفينيا في ليوبليانا، وسيكون اعتماد الاولى على مهاجم ميلان الايطالي اندريه شفتشتنكو وزميله السابق في صفوف دينامو كييف سيرغي ريبروف. وفي تل ابيب، تستقبل اسرائيل الدنمارك في مباراة من الصعوبة التكهن بهوية الفائز فيها.