بترا - رويترز، أ ب - رغم محاولات السيدة الاميركية الاولى هيلاري كلينتون تجنب الخوض في القضايا الحساسة بين الفلسطينيين واسرائيل، الا انها وجدت نفسها وسط "حقل الغام سياسي" بعد اتهامات وجهتها السيدة سهى عرفات، زوجة الرئيس ياسر عرفات، الى اسرائيل اسفرت عن اثارة جدل في الدولة العبرية. وكانت سهى القت، أول من أمس، كلمة خلال تدشين مركز صحي تموله الولاياتالمتحدة، اتهمت فيها اسرائيل بتلويث 80 في المئة من مصادر المياه الفلسطينية بمواد كيماوية وتعريض الشعب الفلسطيني يومياً للاستخدام المكثف للغاز السام بشكل ادى الى زيادة عدد حالات الاصابة بالسرطان بين النساء والاطفال. وجاء رد هيلاري متأخرا ومن الاردن حيث وصلت اول من امس في زيارة تستغرق ثلاثة أيام وتلتقي خلالها العاهل الاردني الملك عبدالله. ووصفت هيلاري تصريحات سهى بأنها "لا اساس لها من الصحة" و"قد تدمر عملية السلام"، كما انتقدت المسؤولين الفلسطينيين بسبب اثارتهم مسألة الدولة الفلسطينية وتذكيرها بتصريحاتها، معتبرة ان هذا التصرف خلال الزيارة "غير لائق". وكان المسؤولون الفلسطينيون ذكّروا هيلاري بتصريحاتها العام الماضي التي قالت فيها انه يجب ان تكون للفلسطينيين "دولة حديثة ذات كيان فاعل"، وهي تصريحات كانت اثارت دهشة الطائفة اليهودية في الولاياتالمتحدة. لكن هيلاري سارت بعد ذلك على نهج السياسة الاميركية في ان مسألة الدولة الفلسطينية يجب ان تحل في اطار مفاوضات الوضع النهائي بين اسرائيل والفلسطينيين. يذكر ان هيلاري لم تعلق اول من امس في ختام الكلمة التي القتها سهى، بل جلست وقد خلا وجهها من اي تعبير وهي تستمع الى الترجمة، كما لم تعلق عليها خلال كلمة القتها لاحقاً في تل ابيب، بل انطلقت مبتعدة قبل ان يوجه اليها الصحافيون اي اسئلة. لكنها بعد ذلك بساعات اصدرت بياناً مقتضباً تفادى ذكر زوجة الرئيس الفلسطيني، لكنه أوضح استياءها من أن تجد نفسها وسط "حقل الغام سياسي". وقالت هيلاري في البيان: "ما قيل في رام الله مثال للسبب الذي حضّ من اجله الرئيس بيل كلينتون في اوسلو الاطراف على الامتناع عن الادلاء بتصريحات ملتهبة او الدخول في مشادات كلامية مفرطة ومعالجة أي قضايا على مائدة التفاوض". وقالت الناطقة مارشا بيري التي ترافق السيدة الاميركية الاولى ان هيلاري وسهى عرفات لم تتحادثا منذ تلك الواقعة.