بدأت ملامح الخريطة الانتخابية تتبلور تمهيداً للانتخابات الاشتراعية في 24 من الشهر الجاري بعدما حصلت غالبية لوائح المرشحين التي قدمتها الأحزاب على موافقة السلطات، لتنطلق الحملة الانتخابية الثلثاء المقبل. وتتنافس على مئة واثنين وثمانين مقعداً في مجلس النواب المقبل سبعة احزاب هي التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم والاتحاد الديموقراطي الوحدوي والتجمع الاشتراكي وحزب الوحدة الشعبية والحزب الاجتماعي التحرري وحركة الديموقراطيين الاشتراكيين وحركة التجديد الحزب الشيوعي سابقاً. ورأس اعضاء في الحكومة عدداً كبيراً من لوائح "الدستوري" الا ان وزراء السيادة لم يُرشحوا باستثناء وزير العدل عبدالله القلال، من انهم اعضاء في المكتب السياسي للحزب، مما أفسح في المجال امام وجوه جديدة لتولي المركز الأول في لوائح المرشحين بينها السفير السابق لدى السعودية عمر البجاوي ووزير الدولة للتعاون الدولي السابق عيسى الحيدوسي وعبداللطيف المكي محافظ سابق ومحمد رشيد عبدالنبي. ولوحظ ان رئيس مجلس النواب الحالي فؤاد المبزع ترأس لائحة مرشحي "الدستوري" في دائرة تونس العاصمة مما يدل على انه قد يحظى بالتجديد له في المنصب نفسه بعد الانتخابات. وحصلت حركة الديموقراطيين الاشتراكيين بزعامة النائب اسماعيل بولحية على اجازة كل لوائحها في الدوائر الخمس والعشرين، كذلك اجيزت عشرون لائحة من لوائح الاتحاد الديموقراطي الوحدوي بزعامة عبدالرحمن التليلي، وتوقع مسؤولون في الحزب ان تجاز اللوائح الخمس الباقية "قريباً". وفي مقر الحزب الاجتماعي التحرري بزعامة منير الباجي أفيد ان 14 لائحة اجيزت "مما يفتح الطريق امامنا للدخول الى مجلس النواب للمرة الاولى" علماً ان الحزب لم يفز بأي مقعد في الانتخابات الاخيرة في 1994 والتي دخل في اعقابها 19 مرشحاً من المعارضة الى البرلمان. وبدا تفاؤل مشابه على وجوه قياديي التجمع الاشتراكي بزعامة احمد نجيب الشابي الذي قدم مرشحين في عشر دوائر وهو غير ممثل في المجلس الحالي. اما حركة التجديد بزعامة محمد حرمل فعانت من الصراع الداخلي الذي اندلع الشهر الماضي بين الأمين العام وعدد من الكوادر يقودهم النائبان فتحي قديش محافظة نابل ومحمد الخلايفي محافظة قفصة. واستطاع معارضو حرمل تقديم لوائح مرشحين في محافظة قفصة وتوزر وسيدي بوزيد وقبلي تحت يافطة "الديموقراطيين الوطنيين". واستطاع حرمل تقديم لوائح في 18 دائرة، فيما ارتفع عدد لوائح مرشحي حزب الوحدة الشعبية بزعامة محمد بلحاج عمر الى 25 لائحة. واستناداً الى ذلك، يمكن القول ان ثلاثة احزاب ستنافس مرشحي "الدستوري" في كل الدوائر ان لم تُرفض بعض لوائحها بسبب عدم قيد مرشحين في لوائح الاقتراع وهي "الوحدوي" و"الديموقراطي" و"الشعبية". واللافت ان مرشحي احزاب المعارضة الستة والحزب الحاكم سيتنافسون في بعض الدوائر الساخنة، خصوصاً العاصمة تونس وصفاقس المدينة الثانية الا ان عدد الاحزاب المشاركة سيكون أقل في دوائر اخرى ويراوح بين اربع الى خمس لوائح متنافسة. وسترتدي "المعركة" الانتخابية سخونة اكبر في دائرة تونس الثانية كون اربعة من زعماء الأحزاب سيقودون لوائح احزابهم فيها وهم احد نجيب الشابي ومحمد حرمل ومنير الباجي واسماعيل بولحية، اضافة الى رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة النائبة السابقة سميرة خياش التي تقود لائحة مرشحي "الدستوري".