يعرض الآن في صالات السينما في العالم فيلم "المحارب الثالث عشر" للمخرج جون ماكتيرنن 1999م. الذي يحكي قصة الرحالة والأديب العربي المسلم ابن فضلان. وان كانت هوليوود في هذا الفيلم عادت الى منازلة العرب وتمجيد حضاراتهم كما يذكر ذلك الاستاذ الناقد محمد رضا. فماذا عن غير ذلك من الأفلام التي تتطرق الى العرب. الكثير من القراء يعلم ما فعلت ديزني في مشوارها الفني عبر السنين من حروب شرسة ضد العرب ابتداء بفيلم "علاء الدين" ومروراً بفيلم "أمير مصر" الذي انتجته احدى الشركات التي خرجت من عباءة ديزني، وأخيراً معرضها التربوي ان صح التعبير والذي تظهر اسرائيل في قسم منه القدس عاصمة لها في تحدٍ صريح لملايين العرب والمسلمين، وفي ملاحظة دقيقة فإن أفلام ديزني موجهة الى شريحة يسهل اختراق عقولها. كثيراً ما صور العربي في أفلام هوليوود المتعددة بمظهر ذلك الارهابي المجرم الذي يهدد العالم حتى يأتي ذلك الغربي الأشقر ذو العيون الزرقاء في بطولة منقطعة النظير فيبيد العربي من الوجود وبتشف واضح، لعلنا شاهدنا ذلك في "أكاذيب حقيقية" بطولة: "آرنولد شوارنزنيغير" و"الحصار" بطولة: "بروس ويليس" وغير ذلك من الأفلام، وتكمن المشكلة أنها في أفلام نجوم كبار وتعرض على شريحة كبيرة من الناس حتى الصورة المشرقة التي ارتأتها هوليوود للعرب والمسلمين لم تخل من التشويش، ففي فيلم "روبن هود" للمخرج "كيفن ريغولدز" 1991 كان الممثل الكبير "مورغان فريمان يقدم شخصية المسلم العربي "عظيم" القادم من بلاد المغرب والذي سجن في أحد سجون اسطنبول لعلنا نتغاضى قليلاً عما فعله الأتراك المسلمون مع الانكليز الضعفاء ثم استطاع الهرب مع أحد النبلاء الانكليز يمثل الدور كيفن كوستنر الى انكلترا. في الفيلم مشاهد جيدة مثل امتناع "عظيم" عن شرب الخمر ومن ثم مساعدته للمرأة حين ولادتها حيث كانت أوروبا لا تفقه شيئاً في الطب. ولكن ماذا عن الجانب العقيدي لدى "عظيم"، فعندما قام عظيم بالصلاة كان يمثل 2.5 مليار نسمة في العالم ولكنه فشل بشكل لا يقبل الاعتذار في أداء الصلاة أعظم ركن في الاسلام كما نعرفها نحن المسلمين. لعل هوليوود إذا أرادت في المستقبل تقديم العرب أو المسلمين أو أي شعب من شعوب الأرض أن تراعي الدقة الدينية والتاريخية والتي لا تألو جهداً اذا كان ذلك يتعلق باليهود. طارق صالح الشري