الى السيد رئيس تحرير جريدة "الحياة" الموقر، اسمحوا لي بأن أقدم شكري وتقديري للقائمين على جريدتنا المفضلة الحياة التي تطرح مواضيع ثقافية شيّقة بجانب المشروعات والأخبار اليومية. لقد اطّلعت على مقال الباحث العربي السيد وحيد عبدالمجيد المنشور يوم الثلثاء 28 أيلول سبتمبر 1999م في العدد رقم 13352 في صفحة الرأي تحت عنوان نُذُر خطر جديدة تكشفها الدورة 112 للجامعة العربية. يخرج المقال عن نطاق النقد الموضوعي البنّاء، فيه كثير من التحامل على الجامعة العربية وسوء الفهم لدورها وميثاقها الذي تحكمه اطر قانونية ومبادئ متّفق عليها من جميع الأعضاء. كما ان الكاتب تجاهل بإصرار ملحوظ العناصر الايجابية لبرامج الجامعة العربية بحكم مسبق لم يقدم له مبرراً منطقياً، كما ان المقال بكامله يخلو تماماً من اي اقتراح جديد. اسمحوا لي أن أتناول بعض النقاط الخاصة في ذلك المقال، فعلى سبيل المثال يعترض الكاتب على عقد دورتي الجامعة العربية رقم 111 و112 برئاسة دولة غير موجودة على أرض الواقع كما يدّعي او دولة تعاني من مشاكل داخلية او خارجية، وهذا اعتراض مردود من الناحيتين القانونية والأخلاقية. بل ان من المواقف المتميزة والمشكورة لجامعة الدول العربية والدوّل الرئيسية فيها هي وقفتها بحزم وصبر بجانب الدول والشعوب العربية التي تعاني من ازمات عنيفة مثل الصومال والعراق كما وقفت في السابق مع الكويت ومع لبنان. ولا ادري كيف ينكر الكاتب وقوف الجامعة العربية الثابت بجانب شعب فلسطين وهو بكامله واقع تحت الاحتلال لأكثر من اربعين عاماً، ليس من العدل تحميل الجامعة العربية اخطاء او تجاوزات لم تكن من صنعها. هذا لا يعني بطبيعة الحال عدم مراجعة برامج الجامعة وتطويرها من آن لآخر، فهناك من الناس من يرى ان توجه الجامعة مؤسساتها لتشمل المواطن الفرد وكذلك الأسرة العربية والأمومة والطفل او فئة او شريحة من السكان مثل الطلبة او العمال او رجال المال والأعمال او المدرسين او الباحثين ونحو ذلك، بدلاً من اقتصارها على القضايا السياسية. هذا وتقبّلوا فائق التحية والتقدير. د. عبدالله بن حمد الحربي - المدينة المنورة