بقيت قضية الدعوى القضائية على الفنان اللبناني مارسيل خليفة، في شأن تضمن أغنيته "أنا يوسف يا أبي" آية قرآنية ملحنة ومغناة، في واجهة الأحداث. وإذ اعتبر خليفة ان "لا موضوع لها وزائفة"، مطالباً "بإقفالها اليوم قبل غد"، أوضحت دار الفتوى في بيان أمس "ان ادخال آية من القرآن الكريم في الغناء المعروف والشائع، بصرف النظر عن النيات والمقاصد، أمر محرّم وغير جائز مطلقاً". وكان خليفة حل ضيفاً على اذاعة "صوت الشعب" التي خصصت ساعات من بثها امس للتضامن معه، وقال "ان التهمة التي وجهت إليّ مخيفة جداً ونافرة وخطيرة ستتبعها ملاحقة وتحقيق جنائي". وأضاف "انا لحّنت قصيدة محمود درويش هذه قبل نحو خمس سنوات، وغنيتها في حفلة في الأونيسكو في باريس، تضامناً مع قضية الشعب الفلسطيني. انها تستعيد قصة يوسف الصديق، كمجاز للإنسان العربي المعاصر، وعرض الشاعر اجواء السورة القرآنية في ختامها. وحين لحنتها لم يكن في استطاعتي إلغاء هذا المقطع، لأن جمالها يكمن فيه بالذات". وأشار الى "ان ترصيع القصيدة بآية قرآنية لا يجعل منها نصاً قرآنياً". وسأل "من طلب من القاضي المعيّن حديثاً السيد عبدالرحمن شهاب إعادة فتح الملف؟ لا اعرف". واعتبر "ان التهمة مغرضة، وما حصل خطأ كبير ليس في حقي، إنما في حق الإبداع والثقافة والحرية، والمبادرة السلبية هذه ليست عفوية ولا عابرة، كأن الملف وضع مباشرة امام القاضي". وأكد "انني بريء، ولم أسئ الى المشاعر الدينية والوجدان الديني، ويؤلمني أن أكافأ بهذه الطريقة بعد سنوات طويلة من التزام قضايا الناس". ودعا الى اقفال الملف "اليوم لا غداً". وفي المقابل، اوضح بيان لدار الفتوى امس "ان اقتباس آية او آيات من القرآن الكريم وإدخالها في المواعظ والخطب والأعمال الأدبية التوجيهية والبحث العلمي امر جائز شرعاً، لكن ادخالها في الغناء المعروف والشائع، بصرف النظر عن النيات والمقاصد، امر محرّم وغير جائز مطلقاً، لأن القرآن الكريم هو للتلاوة والتعبّد والتفكر والتشريع لحياة الناس وتزكية نفوسهم، وأن المراجع الفقهية الشرعية حافلة بتحريم قراءته بالمعازف وعلى غير الوجه المعهود في التلاوة، وفقاً لقواعد علم التجويد في الشريعة". وأضاف البيان "ان المغني خليفة الذي ادخل آيات من القرآن الكريم في أغنية ليس قارئاً بحسب قواعد التجويد، بل مغنٍ أدخلها في أغنية غناها بالمعازف كسائر الأغاني الشائعة على وجه يعتبره فقهاء الإسلام والشريعة استخفافاً وتحقيراً وتهاوناً غير لائق بكلام الله تعالى، وهو ليس من الاقتباس الجائز". ونفى ان يكون لهذا التحريم "علاقة بمصادرة الحريات والتعبير والمساس بها"، مشيراً الى فتوى الأزهر الشريف بتحريم هذا الأمر "لأن القرآن الكريم يجب ان يكون خارج دائرة الغناء الشائع أياً تكن طبيعته وموضوعه". وأعلن البيان "ان الامر متروك للقضاء ليقول كلمته فيه". وتزامن ذلك مع تنادي مثقفين ومفكرين وصحافيين الى لقاء يعقد غداً الثلثاء في نقابة الصحافة، لتبني شريط "ركوة عرب" المتضمن اغنية "انا يوسف يا أبي"، في حين تضامن مع خليفة عدد من الاحزاب والهيئات الثقافية والشخصيات.