قال فضيلة الشيخ يوسف الأحمد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في تعليقه حول فتوى اباحة الغناء والتي أفتى بها الشيخ عادل الكلباني. أن الحديث عن سماع الأغاني بالمعازف والموسيقى على أنه جائز إلا أن هناك أقوال من أهل العلم تحرمه ,هذا قول غير صحيح ,واطلعت على ماذكر من هذا ممن كتبه (ويقصد بكلامه الشيخ عادل الكلباني) لم يناقش هذا الكلام ولم يدخل في التفاصيل . الحقيقة أن سماع المعازف والموسيقى متفق على تحريمها وقد حكا الإتفاق شيخ الإسلام بن تيمية والأئمة الأربعة اتفقوا على تحريم سماع المعازف وبن رجب رحمه الله ذكر بتحريم آلات الطرب والمعازف وأن كل من نقل بجوازه من امام معتد به فقد كذب عليه وافترى ,وهذا هو المعهود عن السلف ولم ينقل عنهم خلاف. وقضية الأدلة متنوعة ومتعددة ومن ذلك حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)وهذا الحديث صحيح عند البخاري ورأى بعض المحدثين أنه معلقا والأقرب أنه موصول لأن البخاري عندما ذكر قال (وقال هشام بن عمار ثم ساق الحديث بسنده) وهشام بن عمار من شيوخ البخاري واذا قال المحدث قال فلان أو عن فلان ولم بعرف عنه التدليس فلا يشترط عندئذ التصريح بالسماع ,وجزم البخاري والإمام أحمد بصحته وكفانى بهاذين الإمامين بالحكم على الأحاديث وصحح جمع كثير من العلماء , كالإمام بن تيمية وابن القيم وابن حجر ولم يعترض إلا ابن حزم ,وجاء ابن حزم بعد الأئمة المتقديمن وقال لو صح لأخذنا به ,والإشكال عنده أنه لم يثبت ولكنه في الصحيح أنه ثابت بإسناد صحيح إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وثبت هناك أحاديث أخرى كما في حديث ابن عباس في عند الإمام أحمد بإسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة ) والكوبة هي الطبل وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمران وأبي سعيد وغيرهم وله عدة شواهد (أنه سيكون في آخر الزمان خسف و قذف و مسخ إذا ظهرت المعازف و القينات و استحلت الخمر) وذلك إذا ظهرت القينات واستحلت المعازف والخمر القنات معناها المغنيات والمعازف لفظه صريح والحديث صحيح . لكن من الذي فرح بمثل هذه الفتوى مثل هذا الكلام الذي يستحل به ماحرم الله جل وعلى إلا المنافقين ,ولذلك تطايروا وتناقلوه عبر قنواتهم وصحفهم ,وينزل على أي واقع امرأة عارية تغني أو رجل فاسق فاجر يغني وبينه النساء والراقصات والفاجرات ,وهذا لاقول عاقل بجوازه فضلا عن مسلم حتى ننزله ثم تقول أنني لا أقصد هذا ,وماالذي سيفهمه الناس إلا هذا ويفهمو منه الأغاني والموسبقى الموجودة في الإذاعة أو التلفاز,وهذا هو الواقع الذي سينزلون عليه الفتوى ,ومع ذلك يقول أنا لا أقصد هذا ,كيف لا تقصده وهذا فهم الناس؟ ولذلك كان البيان حين إذ واجبا والله سبحانه وتعالى قد يبتلي عباده بمثل هذا , فبعض الناس فد يقع أحيانا تشتبه عليه الأمور أو يجد هوى في نفسه إلى الميل إلى بعض الفتاوى كما قال الله تعالى(و اخر متشابهات فاما الدين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه) والذي في قليه هوى سيتبع ذلك .