قال رئيس الوزراء السوداني السابق، زعيم حزب الامة المعارض السيد الصادق المهدي أن قناة الحوار بين المعارضة والحكومة منذ فترة منيت بانتكاسة، معرباً عن امله في ان "يتم احتواء هذا الموقف". وقال المهدي بعد لقاء وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى معه امس ان الجانبين اتفقا على ضرورة تنسيق المواقف لتفعيل كل الجهود الموجودة لتحقيق السلام والاستقرار والديموقراطية في السودان. واعتبر المهدي انه "توجد حالياً نكسة بالنسبة الى تواصل الحوار بين النظام في السودان والمعارضة"، وطالب المبادرة المصرية - الليبية "بالتحري عن اسباب الخلافات التي نشبت والانتكاسة". وكان اعلان المعارضة السودانية تفجير خط انابيب للنفط اخيراً وما سبقه من هجوم عسكري حكومي على قوات المعارضة ألقى بظلال قاتمة على جهود المصالحة، فيما عاد التلاسن الاعلامي بين الجانبين، حيث تبادلا توجيه الاتهامات والانتقادات القاسية. غير ان المهدي أبقى الأمل في تجاوز المشكلة الراهنة التي سماها "انتكاسة"، إذ قال: "إذا حدث تدخل في المبادرة المصرية - الليبية وإلزام الأطراف المختلفة بسلوك حسن تمكن معالجة هذه النكسة". واعتبر ان المبادرة المشتركة "مبادرة حل شامل، اما مبادرة "ايغاد" فمحصورة في اطار ثنائي". وأبلغ المهدي الوزير المصري ان هيئة قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض قررت عقد اجتماعها في القاهرة كما اعلن سابقاً، وأن هذا لا يتعارض مع استعدادها للاجتماع في كمبالا إذا وصلت دعوة من الحكومة الاوغندية. وكانت مصر وليبيا عبرتا عن انزعاجهما لنقل اجتماع قيادة "التجمع" من القاهرة الى كمبالا. وسلّم المهدي موسى "خطاباً" موجهاً الى مصر وليبيا اللتين ترعيا مبادرة مشتركة لحل سلمي في السودان تعبر عن تقدير ما تقوم به الدولتان لمساعدة الشعب السوداني وتحمّل النظام السوداني "مسؤولية الاستفزازات التي ادت الى تقويض الحل السياسي"، وفق ما افاد بيان وزعه حزب "الامة" امس. ودافع المهدي في البيان عن قيام قوات المعارضة بمهاجمة منشآت النفط في السودان معتبراً انه "من مصلحة الشعب السوداني ان يبقى النفط في بطن الارض حتى تتصرف فيه حكومة سودانية منتخبة انتخاباً حراً ولا يقع في يد تبدده في سياساتها المعزولة الحمقاء". كما دافع عن الناطق باسم قوات "التجمع" الفريق عبدالرحمن سعيد الذي طالبت الحكومة السودانية مصر باسترداده. معتبراً انه "ليس فرداً يتصرف بطريقة شخصية، انه يمثل مؤسسة تدير الحرب الاهلية باسم المقاومة السودانية، وبيانه الأخير البيان الذي تبنى فيه عملية ضرب خط النفط هو الرقم 80، وقد أصدر بيانات سابقة عن اسرى وقتلى ولا معنى لاستهدافه في شخصه، فإن كانت هناك قضية فإنها ضد المؤسسة المعنية لا شخص الفريق". في غضون ذلك قال وزير الخارجية المصرية إن المبادرة المصرية - الليبية قائمة، لكنه تجنب الخوض في تفاصيل تفعيلها.