لم تمر خسارة المنتخب السعودي لكرة القدم للكأس الأفرو-آسيوية أمام جنوب أفريقيا مرور الكرام، وألقت بظلالها على الشارع الكروي بل وفتحت الباب على مصراعيه امام الجميع للتنظير والانتقاد من دون حدود. "الحياة" تساءلت عن أسباب هذه الخسارة، والخبراء والنقاد اجابوا: كنت مشغولاً قال أمين عام اتحاد الكرة عبدالرحمن الدهام: "كنت مشغولاً أثناء المباراة ولم أتابع تفاصيلها بدقة، لكن الذي أعلمه أن الجميع ظهروا بصورة جيدة من دون استثناء وعلينا أن نشدد على ذلك". وأضاف: "يجب على رجال الإعلام التروي في ما يقولون وعدم الاستعجال في الحكم على المدرب واللاعبين حتى تتحقق الأهداف المنشودة من النقد البناء الذي يقوم على أسس سليمة بعيداً عن العاطفة والميول، عموماً الحظ حرمنا من الكأس المهمة لأننا فعلنا كل شيء الا التهديف!". التيماوي الأسوأ وأكد المهاجم الدولي السابق ماجد عبدالله في معرض تحليله لاحدى القنوات الفضائية أن مهاجم الهلال سامي الجابر لم يكن مؤهلاً لخوض المباراة لابتعاده عن أجواء المباريات الدولية منذ فترة طويلة، وكان عليه أن يترك الفرصة لغيره لتسديد ركلة الجزاء التي اضاعها: "ركلة الجزاء بحاجة الى لاعب مؤهل نفسياً وفنياً وليس متوتراً، الجابر تسبب في المخالفة وهذا لا يعني أن يتصدى لها... والتيماوي كان أسوأ لاعب في المباراة". واثارت تصريحات ماجد جدلاً واسعاً حول اشتراك الجابر وعما اذا كان استحق نيل هذه الفرصة. ضغط نفسي وأكد مدير تحرير جريدة الجزيرة محمد العبدي: "خسارة الأخضر تعود لسبب واحد هو الضغط النفسي الكبير الذي عانى منه اللاعبون جراء خسارتهم في لقاء الذهاب في كيب تاون، أعتقد ان اللاعبين بأسرهم قدموا شوطاً أول مثيراً لم يقدموه منذ نهائيات كأس العالم عام 1994، على رغم أنهم حصلوا بعد ذلك على كؤوس الخليج وآسيا والعرب". وأضاف: "ماجد عبدالله أراد أن يعيد اسمه لذاكرة الجماهير من جديد من خلال انتقاده للجابر من دون وجه حق، ناقض نفسه كثيراً في تحليله "الفضائي" عندما طالب بابعاد اللاعبين الكبار واتاحة الفرصة للشباب على رغم أن الجميع كانوا يطالبون بماجد في وقت كان لا يستطيع فيه ان يكمل شوطاً واحداً، اللاعب عليه أن يتخلص عن ميوله وعاطفته وأن يكون دقيقاً قبل أن يثير الغير بآرائه". سوء الطالع وأوضح مساعد مدرب اتحاد جدة عبدالله غراب أن المنتخب قدم مباراة جيدة، وان الجابر أكد جدارته بارتداء شعار الأخضر لكن سوء الطالع حاصره: "لم أكن أتوقع أن تفلت الكأس من أيدينا. قدمنا كل فنون الكرة في المباراتين، لكن الحظ حرمنا من تحقيق الحلم الوردي!". لائحة غير مناسبة أما مدير تحرير جريدة "البلاد" عبدالله الشيخي، فأصر على ان: "لائحة ماتشالا في مباراة الاياب كانت غير مناسبة، فمن غير المعقول أن نلعب مباراتين متتاليتين بلائحتين مختلفتين، تغييراته كانت خاطئة وكان من الأحرى أن يكون شجاعاً ويضحي بمدافع من أجل تدعيم الهجوم، لا أدري لماذا زج بالسبيعي صاحب النزعة الدفاعية في وقت كنا فيه أحوج الى نصف مهاجم". وتابع: "لا بد أن نستفيد من الأخطاء حتى نعيد سيناريو الانتصارات السعودية التي لا تنسى ولنبدأ العلاج من الآن". أين المدرب الشجاع؟ وكان للمعلق ورئيس القسم الرياضي بجريدة "اليوم" محمد البكر رأيه: "المهم هنا أن نناقش كيف ضاعت هذه البطولة من دون توزيع الاتهامات هنا وهناك، وأظن ان الكثيرين باتوا مقتنعين أننا وحتى الآن لم نوفق في التعاقد مع مدرب شجاع يستفيد من النزعة الهجومية التي يتميز بها اللاعبون".