أكرر دائماً "المحظوظ محظوظ ولو كانت رقبته داخل حبل مشنقة والمنحوس منحوس ولو على رأسه فانوس". هذه مقدمة "عاطفية" لنتيجة المباراة السلبية بين السعودية وجنوب افريقيا في الكأس "الافرو - آسيوية"، لكن لا يعترف بها المنطق. ولو كانت الانجازات على قدر العاطفة لربما توجنا بكأس العالم منذ 1930. وانقسم الرأي العام السعودي بكل تأكيد حول ما حدث. هناك من أطرى للعرض وأسف للنتيجة، ومن اعتبر ان الرعونة من الجابر وعبيد والتمياط والتيماوي وتألق الحارس الطويل اريندزيه حرما السعودية الفوز، ومن رأى ان المدرب ماتشالا كان موفقاً في أسلوب اللعب في الشوط الاول باعتبار ان فريقه كان الطرف الافضل والاخطر لكن لم يكن موفقاً في تعديل الاسلوب خلال الشوط الثاني عندما صار لاعبيه أسوداً من دون مخالب أو في التغييرات التي أجراها ليس في هوية اللاعبين وإنما في مراكزهم. ولكن هناك ايضاً وايضاً من لم يعجبه الجابر فشن هجوماً عليه... وهناك من أطربته أقوال من هاجم وصفق بحرارة، وهناك ايضاً من ضايقته الأقوال فشن هجوماً مضاداً وعنيفاً. وهكذا، بكل أسف، تدور الكرة السعودية وتدور ثم تصب في خانة ناديي العاصمة الكبيرين الهلال والنصر. ومثل هذا الواقع لا يجوز. المهم، اشتاق عشاق "الاخضر" الى المباريات الدولية، فغصت بهم مدرجات استاد الملك فهد. سيطر منتخبهم على الشوط الاول، وسنحت له الفرص، وهذا يعني ان خطة 5-3-2 التي اعتمدها ماتشالا كانت جيدة وليس ذنبه أنها لم تثمر هدفاً على الاقل. وقد قال: "مأساة ان لا نستثمر شيئاً من الفرص الاربع التي سنحت مع ركلة الجزاء"... ماذا يستطيع افضل مدرب في العالم ان يفعل في ظرف كهذا؟ هل يسدد ركلة الجزاء بنفسه؟ أو تراه ينفخ على الكرة من الخارج لتتحول الى شباك الخصم بعدما كان مهاجمه منفرداً بالمرمى؟ وجاء الشوط الثاني... وهنا تحديداً يمكن أن نسأل ماتشالا: لما هبط ايقاع فريقك؟ ولماذا لم تجر التعديلات المناسبة في الخطة والخط المناسب؟ وأعني أن خط الوسط تعب من كثرة الجري، وكان يفترض بماتشالا أن يدعم هذا الخط لا أن يجري تعديلاً على هوية مهاجميه الجابر وعبيد. وأعني ايضاً ان وجود خمسة مدافعين عندما كان الوقت يقترب من نهايته لم يكن خياراً موفقاً ولو كنت مكانه لاستغنيت عن مدافعين اثنين وأشركت مكانهما اثنين في خط الوسط قادرين على اللعب كجناحين عند شن الهجمات. متى سنشاهد "الاخضر" وهو يلعب بأكثر من خطة في المباراة الواحدة ونحن الذين حفظنا استراتيجيته "اليتيمة" عن ظهر قلب على مدى سنوات طويلة؟ وأعتقد بأن هذه مهمة ماتشالا بالدرجة الاولى. ومن الآراء التي وصلتنا: فؤاد أنور: "التعادل خسارة وسببه نفسي اكثر منه فني وتغييرات ماتشالا جانبها الصواب وكان يفترض ان يبقي على الجابر وعبيد وأن يشرك الى جانبهما المهلل والاكتفاء بأقل عدد من المدافعين". خالد مسعد: "التسرع سبب مباشر للتعادل ولو وفق الجابر لتغير كل شيء. وأنا اتحفظ عن تغييرات ماتشالا". حمود السلوة: "سبب الثبت الجنوب افريقي في الشوط الثاني هو تعلمه من اخطائه في الشوط الاول". احمد جميل: "الشد كان السبب في انخفا ض المستوى في الشوط الثاني وسامي هو الاكثر تأهيلاً لتسديد ركلة الجزاء بغض النظر عن كونه لم يوفق ولو لم يكن كذلك لما ارتضى تسديدها". أخيراً، الصبر مفتاح الفرج، وليس أمام "الاخضر" استحقاقات في المدى القريب، لكن من واجب بطل آسيا ان يكثف من لقاءاته الودية القوية، وأن يبتكر ماتشالا حتى لا يبقى اداء فريقه عنوانا تسهل قراءته.