تزايدت المعارضة الاوروبية للحسم العسكري والعنف الروسي في الشيشان، فيما استقبلت موسكو باستغراب، اعلان الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن عزمه على ارسال بعثة الى الجمهورية القوقازية. وأعلنت الخارجية الروسية امس انها لم تتلق "تبليغاً رسمياً" في شأن نية الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ارسال بعثة لتقصي الحقائق في الشيشان. وكان انان ذكر في حديث الى صحيفة "واشنطن بوست" ان البعثة يجب أن تكون "آذاناً وعيوناً" للأسرة الدولية لمعرفة الحقيقة ميدانياً في الشيشان. وأجرى وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين محادثات في باريس امس، مع نظيره الروسي ايغور ايفانوف، اكد خلالها موقف الاتحاد الاوروبي المعارض للافراط في استخدام القوة في الشيشان وحضه موسكو على السعي إلى حوار سياسي لحل النزاع. وكان فيدرين قال في مقابلة اجرتها صحيفة "لوموند" معه ومع نظيره الالماني يوشكا فيشر ان مكافحة الارهاب "لا تبرر التصعيد" العسكري الروسي في الشيشان. وقال: "إننا نعترف بالطبع بوحدة الأراضي الروسية وضرورة مكافحة الارهاب. لكن ذلك لا يبرر هذا التصعيد"، فيما قال الوزير الالماني: "انا اعتبر ان روسيا ترتكب خطأ اذا كانت تسعى لحل عسكري. فذلك يقوي الاسلاميين ويسبب كارثة انسانية". واعتبر فيشر ان احتمالات تحرك الاوروبيين "من الخارج محدودة"، مشيراً إلى أن المعارك تدور في "ارض روسية وداخل حدود معترف بها" دولياً. وكان وزير التجارة الخارجية الفنلندي كيمو ساسي الذي يرأس مجلس الاتحاد الاوروبي بالنيابة قال أمام برلمان الاتحاد الاوروبي في ستراسبورغ أول من أمس: "لا يبدو أن الحكومة الروسية تملك خطة واضحة للتسوية السياسية للنزاع". وشدد على وجوب العثور على حل سياسي، محذراً من أن الموقف الانساني في الاقليم يتحول إلى الأسوأ.