ربما كانت قائمة الكتب الاكثر مبيعاً هي اشهر قائمة في العالم اليوم، وربما نافستها قائمة الاسطوانات الأكثر مبيعاً. وكانت القوائم في البداية تقتصر على اول عشرة كتب او عشر اسطوانات، غير ان بعض الجرائد والمجلات زاد القائمة الى 20، كما تفعل "التايمز" اللندنية اليوم. ووصلت القائمة الى 50 في المجلات المتخصصة. وان كان من قائمة نافست ما سبق باستمرار فهي قائمة مكتب التحقيق الفيديرالي الاميركي عن المطلوبين العشرة الأوائل في الولاياتالمتحدة. وكان اول رئيس للمكتب، وهو ج. ادغار هوفر، ابتكر القائمة في الثلاثينات كدعاية لمكتبه، وعمل رجاله في مكافحة الجريمة. واحتل القائمة طويلاً عتاة المجرمين الاميركيين بدءاً بالذين سطوا على البنوك، مثل جون ديلنغر، الذي كان حتى اعتقاله سنة 1934 عدو الشعب رقم واحد، ثم جاء رجال المافيا، وزادت في السنوات الاخيرة اسماء ارهابيين او متهمين بالارهاب. ويتصدر القائمة الآن اسامة بن لادن، ويأتي بعده تجار مخدرات من اميركا اللاتينية. قائمة ال إف. بي. آي بقيت على حالها من دون تغيير، غير ان القوائم الاخرى دخلت عليها تعديلات تجاوزت الارقام الى التخصص او التخصيص. فقائمة الكتب، سواء أكانت عشرة او 20 او اكثر، قسمت بين ما يعرف عموماً ب"روايات خيالية" و"اعمال غير خيالية"، ثم قسم كل من هذه بين كتب بغلاف سميك، وكتب بغلاف ورقي. والاسطوانات قسمت بين اغنية واحدة او ديسك يضم مجموعة اغانٍ، ثم زاد "كومباكت ديسك"، وغير ذلك كثير. وقد اصبحت عندنا قائمة بأكثر 10 فيديو رواجاً، هناك من يقسمها الى قائمتين واحدة للشراء والاخرى للايجار. كلنا يعرف مثل هذه القوائم، وقد وجدت احياناً قوائم مضادة، فجريدة "الديلي تلغراف" تنشر مرة في الاسبوع زاوية مختصرة يتحدث فيها ضيف الزاوية عن كتاب رائج لا يستحق سمعته. ولن تنتهي السنة حتى تكون دمرت سمعة 52 كتاباً، لا عشرة او عشرين، بينها بعض اشهر الاعمال الأدبية هذا القرن. شخصياً تابعت باستمرار عمل ديفيد لترمان، وهو كوميدي تلفزيوني اميركي مشهور، كان بين اول من طلع بفكرة قائمة عشرة هاذرة. وقد الف كتاباً بعنوان العشرة الأوائل، الا ان هذه ليست كتباً، بل مواضيع تتراوح بين البشر والفاكهة والحيوانات الأليفة وما الى ذلك. وقوائم لترمان معكوسة تبدأ بالرقم 10 لتنتهي عند الرقم الاول، وهو مثلاً يعرض عشرة اسباب ليقنع الناس بشراء كتابه، منها: - تستطيع ان تضع عليه صحن طعام او كأس شراب. - اخطاء مطبعية كثيرة ستجعله ذا قيمة كبرى في المستقبل. - فيه كل المعلومات لتقود طائرة جمبو بنفسك. - الكتاب مصنوع من ورق شجر مجرم يستحق القطع. - سرقته من المتجر اسهل من سرقة تلفزيون ملون 30 بوصة. - تستطيع ان تقرأه في "البانيو" من دون ان تصاب بخطر اشعاعات نووية. - احتاج الى الفلوس. الواقع انني تذكرت لترمان والقوائم التي ضمها كتابه بعد ان لاحظت في الاسابيع والاشهر الاخيرة انه لا يكاد يمضي يوم من دون قائمة جديدة، واعتقد ان السبب هو اقتراب نهاية السنة، والعقد، والقرن، والألفية. بعض القوائم التي قرأت في الصحف الانكليزية والاميركية يتراوح بين الفائدة والتسلية، وسأحاول اليوم وغداً ان اسجل للقارئ ما استطيع منها، مع التحذير من ان هذه القوائم تعكس آراء مؤلفيها، ففي قائمة عن اهم 20 لحظة تاريخية هذا القرن وجدت ما هو مهم فعلاً، ثم احداثاً بريطانية خالصة لا يمكن ان تعتبر مهمة خارج الجزر البريطانية. واخترت للقارئ من هذه اللحظات هبوط نيل ارمسترونغ على سطح القمر في 20 تموز يوليو 1969 وجنازة الأميرة ديانا في 6 ايلول سبتمبر 1997، مع وضوح ان هذا الاختيار انكليزي، وانهيار جدار برلين في 13 تشرين الثاني نوفمبر 1989، واغتيال جون كنيدي في 22 تشرين الثاني 1963، وانفجار عربة الفضاء تشالنجر في 28 كانون الثاني يناير 1986. بين القوائم الاخرى التي وجدتها اكثر موضوعية واحدة عن عجائب الدنيا المعاصرة، او ما هو موجود الآن، واخترت من بين المدن المختارة استانبول والقدس وباريس ونيويورك والبندقية. ومن بين الأماكن الطبيعية القطبان المتجمدان الشمالي والجنوبي، والأمازون وجزر غالاباغوس، وبرية استراليا، والصحراء الغربية. ومن بين الآثار الجميلة الاكروبوليس والاهرامات وبتراء وتاج محل والفاتيكان. بل انني وجدت قائمة بأهم عشرة اكتشافات يمكن ان تحدث، وعلى رأسها قبر نفرتيتي، ومعه كنوز قبائل الانكا، والسفينة سانتا ماريا التي ابحر بها كولومبوس، وكنوز مخطوطات البحر الميت، وقبر اول امبراطور صيني. وأكمل غداً.
