أول مزاد في التاريخ لبيع بيوض النساء الحسناوات افتتح أمس على موقع في شبكة الانترنت. البيوض المعروضة تحت شعار "عزز مستقبلك الجيني" تحقق ، كما ادعى منظمو المزاد الأكثر غرابة، رغبة الآباء في الحصول على جينات جميلة لتحسين نسلهم الى الأبد. أقام الموقع الأميركي رون هاريس، المصور الفوتوغرافي المشهور بصور العاريات في مجلة الإثارة "بلاي بوي". والمزاد على البويضات المعروضة يبدأ من 150 ألف دولار. وهو مبلغ زهيد لضمان المستقبل "الجميل" لذرية الشخص عبر القرون. فالجمال، كما يقول هاريس، أثمن من العقل في هذا العالم المفتون بالنجوم. و"هل هناك من يتردد أمام إنجاب أطفال جميلين حائزين امتياز الجمال منذ ولادتهم"؟ ويضيف أن مشروعه التجاري يقدم أفضل مثال للانتقاء الطبيعي كما حدده عالم التطور داروين. "فالقادر على رفع المزاد الى أعلى سعر ينال الشباب والجمال". لكن المسعى "العلمي النبيل" للفنان الفوتوغرافي واجه حملة احتجاج قوية قادها أطباء الاخصاب والمتخصصون في زرع الأجنة. وأعتبرت "الجميعة الأميركية للانجاب" مزاد البيوض "انتهاكاً أخلاقياً صارخاً"، وحذرت جماعات الدفاع عن أخلاقيات الطب من أنه يحول البيوض البشرية الى سلعة، وطالبت بوضع ضوابط لهذه التجارة الناشئة. ورد صاحب الموقع بأن الحملة عليه غير صحيحة، وأن هدفه من المزاد مجرد تحقيق الرغبة الطبيعية لكل شخص في اختيار قرين يتصف بميزات الجمال والقوة. وقال: "إن المجتمع الحالي هو أول مجتمع يولي هذه الأهمية للجمال. يكفي أن تفتح التلفزيون لترى أننا نرغب في رؤية الناس الجميلين فقط". ولم يكشف أسماء العارضات الحسناوات، لكنه ذكر أنهن ثمان. وأن أسباب لجوئهن الى بيع ما يفترض أن يكون أعز ما يملكن تراوح بين ما يوفره لهن المال من استقلال عن الرجال والانفاق على أطفالهن. ولا يتضمن المبلغ النفقات الطبية لزرع البويضات، ولا يقدم ضمانات في حال الفشل في انجاب أطفال في جمال الامهات الحسناوات. وقد تعود الضجة التي أثارها مزاد البيوض الى الشكل وليس المحتوى. فاقتناء بيوض النساء وحيامن الرجال يتم من دون اثارة ضجة في عيادات الاخصاب في بلدان غربية عدة. وقد اعلنت السلطات البريطانية المعنية هذا الشهر طلب حيامن من الدانمرك لسد النقص في بنوك الحيامن نتيجة تردد الذكور البريطانيين في التبرع. وتعرض العيادات الأميركية مبالغ في مقابل البيوض تراوح ما بين 2500 و 5 آلاف دولار. ويعارض هاريس ذلك ويعتبره خطأً، "لأن النساء لسن متساويات في الجمال وينبغي أن تدفع لهن مبالغ تناسب قيمتهن الجمالية". والدخول الى مزاد بيوض عارضات الأزياء ليس كالخروج منه. فموقع هاريس في الانترنت يشبه قصص ألف ليلة وليلة التي لا تنتهي قصة منها حتى تبدأ اخرى أشد إثارة. ويؤدي الموقع الى عشرات المواقع المشحونة بصور فوتوغرافية عارية لأجمل حسان "بلاي بوي" مصنفة حسب الجنسيات. ويصبّ مزاد البيوض الزيت على بيوت المزاد في الانترنت، حيث يعرض كل شيء للبيع. عدد المعروضات في موقع واحد يبلغ ربع مليون يومياً، وفيه كل ما يخطر على البال، من الكتب القديمة والملابس المستعملة، الى الطيور والسلاحف، وحتى الأطفال والأعضاء البشرية، مروراً بالمنازل والطائرات والدبابات والمدافع. وقد عرض أخيراً شخص أميركي من ولاية فلوريدا كليته للبيع ب 25 ألف دولار. وأوضح البائع الذي استخدم اسماً مستعاراً أن المعروض "كلية واحدة طبعاً، فأنا أحتاج إلى الكلية الاخرى للعيش". لكن بيت المزاد اضطر الى سحب الاعلان سريعاً عندما تنبه الى مخالفته القانون الأميركي الذي يعاقب بالسجن أو الغرامة كل من يتاجر بالأعضاء البشرية. خلال ذلك كان سعر الكلية قفز الى 3 ملايين و700 ألف دولار. واعتذر بيت المزاد عن الخطأ غير المقصود، ووعد بألا يفعل ذلك مستقبلاً. لكن الاعتذار والوعد لم يوقفا عروض بيع مماثلة، حيث عُرضت خلال أيام كلية للبيع بمبلغ أولي مقداره 4 ملايين دولار، وتلا ذلك عرض لبيع كبد بشري، قال عنه البائع "إنه كبد طازج أزيل من شاب عمره 25 سنة فقط ومحفوظ في براد الجامعة... لقطة ثمينة لكثير من المواطنين الذي يعانون من تلف الكبد بسبب الادمان على الكحول". واقيمت 3 مزادات لبيع أطفال كان أحدها لطفل قبل الولادة. لكن الإقبال على بشر كاملين كان أقل مما على "قطع الغيار" البشرية، فسعر الطفل لم يرتفع عادة عن 100 ألف دولار!