أعرب وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين عقب لقاء العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني امس عن امله في بروز قيادة جديدة من داخل العراق لتولي مقاليد الحكم في بغداد بعد إطاحة النظام الحالي. وقال في تصريحات صحافية قبيل مغادرته عمان إن الولاياتالمتحدة "تأمل ان تتمكن قيادة جديدة من الداخل" من تولي مقاليد الحكم في العراق، غير انه شدد على ان الادارة الاميركية "مصممة على الحفاظ على وحدة الاراضي العراقية". وأكد وزير الدفاع الاميركي ان الملك عبدالله "يدعم جهود الولاياتالمتحدة التي تهدف الى استئناف نظام التفتيش الدولي على اسلحة الدمار الشامل العراقية وزيادة المساعدة الانسانية للعراق". واضاف كوهين: "لقد اطلعت الملك عبدالله على دعمنا قرار مجلس الامن الدولي الذي يناقش حالياً في نيويورك وسيسمح هذا القرار بإستئناف نظام تفتيش الاممالمتحدة على أسلحة الدمار الشامل العراقية وكذلك بزيادة حجم المساعدات الانسانية التي يحصل عليها العراق في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء". وتجري منذ اشهر عدة مناقشات داخل مقر مجلس الامن في نيويورك حول كيفية مواصلة عملية ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية وإمكان تعليق العقوبات المفروضة على بغداد منذ غزوه الكويت. ولا تزال الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن منقسمة حول الاجراءات الكفيلة برفع العقوبات. وجرى خلال لقاء الملك عبدالله مع كوهين بحث العلاقات الثنائية خاصة في المجالات الدفاعية والتدريبات المشتركة بين القوات المسلحة في البلدين واحتياجات القوات المسلحة الاردنية من المعدات والاسلحة الدفاعية الاميركية. وجدد الوزير الاميركي التزام بلاده بتقديم مساعدات عسكرية اضافية للأردن بقيمة 75 مليون دولار في العام المقبل، إضافة الى مساعدات اخرى بقيمة 50 مليون دولار في إطار برنامج لدعم اتفاقات السلام الاسرائيلية - الفلسطينية. واعتبر ان بلاده تدعم جهود الاردن لتحديث قواته المسلحة وتحويلها الى قوة تدخل سريع، مشيراً إلى أن واشنطن "ترغب في التعاون مع الاردن في هذا الاتجاه". وقال الوزير الاميركي ان بلاده تعتبر الاردن "احد اهم اصدقائنا... ويلعب دوراً مهماً في الالتزام بتنفيذ العقوبات ضد صدام حسين". واعتبر ان الملك عبدالله يمكنه ان يلعب دوراً مهماً في دفع عملية السلام في كل مساراتها. من جهة أخرى، استمع مجلس الوزراء الكويتي أمس إلى شرح من وزير الدفاع الشيخ سالم الصباح لتفاصيل المحادثات التي أجراها وزير الدفاع الأميركي. وجاء في بيان للمجلس ان هذه المحادثات "تركزت على العلاقات الثنائية وسبل دعم التعاون في المجال الدفاعي"، وان كوهين "شدد على موقف الولاياتالمتحدة ازاء أمن دولة الكويت وسيادتها، وعلى ضرورة تنفيذ العراق القرارات الدولية ذات الصلة بعدوانه على الكويت تحقيقاً للسلام والاستقرار في المنطقة". ولم يتطرق البيان إلى ما أشار إليه كوهين من عزم الولاياتالمتحدة تطوير ثلاث قواعد جوية وثكنة للجيش في الكويت لتتسع لأعداد اضافية من الطائرات والجنود، أو تلميحه إلى أن الكويت ستتحمل قسماً من تكاليف تطوير هذه القواعد.