أعلن وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين في عمان أمس ان الأردن طلب من الولاياتالمتحدة تزويده مقاتلات من نوع "أ - 10" التي توصف بأنها "صائدة الدبابات" لتعزيز سلاحه الجوي. وأوضح إثر لقائه رئيس الوزراء الدكتور عبدالسلام المجالي ان الاردن، الذي كان تسلم هذه السنة طائرات أميركية من طراز "إف - 16"، يسعى الى الحصول على مزيد من الدعم العسكري، موضحاً أن هناك مؤشرات الى انه "قد يحتاج الطائرات الجديد لمواجهة الدروع، وأن واشنطن "تستجيب المتطلبات الأمنية للأردن". وأكد كوهين الذي استقبله الملك حسين مساء أمس ان بلاده "تبقي قوات في منطقة الخليج لحماية حلفائها وضمان عدم اقدام العراق على تهديدها"، مضيفاً ان واشنطن ستواصل دعم اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المكلفة ازالة أسلحة الدمار الشامل أونسكوم "للتأكد من عدم استخدام بغداد مثل هذه الأسلحة في المستقبل". وكان الوزير الأميركي أكد قبيل مغادرته تركيا إلى عمّان أمس أن العقوبات المفروضة على العراق لن ُتخفف، وقال انه لا يكفي أن يفتح الرئيس صدام حسين قصوره والمواقع الأخرى أمام مفتشي "أونسكوم"، بل عليه ان يقدم أدلة دامغة على أنه دمر كل الاسلحة الكيماوية والبيولوجية. وأضاف: "عليه التزام أن يقدم ادلة على مكان وزمان وكيفية تدمير هذه المواد وظروفه". وزاد: "وإلى ان يفعل ذلك يجب الا ترفع العقوبات". وبينما شهدت بغداد أمس عرضاً ضخماً لمتطوعين مسلحين حضره الرئيس العراقي راجع ص 5، حمل العراق بعنف على "أونسكوم" ووصف وزير الخارجية السيد محمد سعيد الصحاف التقرير الذي قدمه رئيس اللجنة ريتشارد بتلر الى مجلس الأمن بأنه "لا يتضمن أي جديد وتكرار ممل للماضي يتضمن استنتاجات غير قائمة على أي أساس وتفسيرات مبتورة في شأن الملفين الكيماوي والبيولوجي مستقاة من المناقشات التي جرت في اجتماعات التقويم الفني في بغداد وفيينا". واستقبل الرئيس حسني مبارك الوزير العراقي الذي نقل إليه رسالة شفوية من صدام. وحضر اللقاء وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى ومندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية السيد نبيل نجم. وقال الصحاف بعد اللقاء ان مبارك حمله "رسالة جوابية تضمنت شرحاً وافياً للمواضيع التي طرحت". وكرر الوزير العراقي ان بلاده نفذت كل ما هو مطلوب منها في شأن الاسلحة، مؤكداً ان "الفريق الدولي دخل كل المواقع الرئاسية واكتشف ان كل ما وجه الى العراق من اتهامات في شأن اخفاء اسلحة كيماوية وجرثومية كلام كاذب بعدما زاروا أفراد المجموعة الخاصة كل المواقع وأخذوا عينات من التربة والحشائش". وطالب باستعجال "رفع الحصار". عمّان إلى ذلك، لم يوضح كوهين هل وافقت واشنطن على طلب الأردن تزويده طائرات من نوع "أ - 10"، لكنه قال: "أظهرنا رغبتنا في التعاون في أي شكل ممكن آخذين في الاعتبار حاجات الأردن وتقويمنا لما هو مطلوب، والطريق الأكثر فاعلية لتلبية هذه المتطلبات". وشدد على ان الولاياتالمتحدة "تستجيب المتطلبات الأمنية للأردن". وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع المجالي، ان الأردنوالولاياتالمتحدة "شركاء في صنع السلام" في المنطقة، وان واشنطن "لن تتردد في استجابة ما يمكن ان يساعد الأردن على مواصلة دوره في دعم عملية السلام". ووصف التعاون الأردني - الأميركي بأنه "قوي ومثمر"، مشيراً إلى أن واشنطن مستعدة للمضي قدماً في تقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية للمملكة في اطار دعمها الجهود الأردنية على الصعيد الاقليمي. وأشار كوهين الى انه سيلتقي نظيره الاسرائيلي اسحق موردخاي في اسرائيل اليوم للبحث في جهود تحريك عملية السلام، ومواصلة التعاون العسكري بين الجانبين بخاصة ما يتعلق ببرنامج تطوير صواريخ بعيدة المدى من نوع آرو". وعلى صعيد الموقف من العراق، قال كوهين ان بلاده "ترحب بالتعامل مع نظام آخر غير النظام الحالي الحاكم في العراق" لكنها ملتزمة رفع الحظر عن العراق "في حال نفذ التزامه تطبيق كل قرارات مجلس الأمن التي تبعت غزو الكويت". ونفى الوزير الاميركي ان يكون زوال النظام الحالي في بغداد شرطاً اميركياً لرفع الحظر الدولي على رغم تصريحات في هذا السياق ادلت بها وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت العام الماضي. وقال المجالي ان الولاياتالمتحدة قدمت مساعدات اقتصادية وعسكرية للأردن قيمتها 225 مليون دولار العام الماضي، وستقدم مبلغاً مماثلاً هذه السنة. وتبلغ المساعدات العسكرية من هذا المبلغ 75 مليون دولار سنوياً. وأكد المجالي ان السلام في الشرق لأوسط "لا يزال على قيد الحياة" على رغم وجود عوائق على المسار الفلسطيني بسبب عدم التزام الحكومة الاسرائيلية الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين. وذكر ان الجهود تركز الآن على ازالة العوائق في وجه السلام، مشيراً الى ان الملك حسين اجتمع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في ايلات لدفع عملية السلام وشرح اخطار تعطيلها. وزاد ان دنيس روس، المنسق الاميركي للعملية سيقوم بجولة في المنطقة نهاية الاسبوع المقبل لبحث مبادرة اميركية جديدة من اجل تحريك عملية السلام.