اللقاءات التي يعقدها العقيد الركن الدكتور بشار الأسد وقائد جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان مع عدد من القيادات السياسية اللبنانية، أطلقت جولة مشاورات جديدة تقوم بها القيادة السورية في الاوضاع في لبنان. واذ شهدت هذه الجولة من المشاورات لقاءين والنائب تمام سلام ثم مع رئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني، فهي كانت بدأت بلقاء بشار الأسد ورئيس الحكومة الدكتور سليم الحص، خلال زيارته دمشق قبل اسبوعين، ومن ثم اجتماع الرئيس حافظ الأسد مع الحص، على هامش ترؤسه الوفد اللبناني الى هيئة التنسيق والمتابعة التي تنص معاهدة التعاون والأخوة بين البلدين على اجتماعات دورية لها. وذكرت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان القيادة السورية ترغب في هذه المرحلة في استمزاج رأي الافرقاء اللبنانيين في شأن عدد من الامور ابرزها قانون الانتخاب، وهو موضوع معقد وهناك آراء عدة متباعدة حياله بين حلفاء سورية انفسهم. وفي معلومات المصادر نفسها ان الجانب السوري ما زال على نصيحته للافرقاء اللبنانيين بعدم استعجال بت مشروع القانون وأخذ الوقت الكافي لمزيد من المشاورات حتى لا يتسبب هذا الاستعجال بمزيد من الخلافات، إضافة الى حرصه على ان يتوافقوا على قانون لا يؤدي الى تكريس دوائر انتخابية طائفية. وقالت اوساط سياسية مقربة من دمشق، ل"الحياة" ان الجانب السوري يؤكد في اللقاءات التي تجري مع الافرقاء اللبنانيين الذين يحرص بشار الأسد على خوض نقاش مفتوح معهم، على جملة مواقف منها: - اعتماد التهدئة في الصراع السياسي اللبناني الداخلي، لأن تأجيجه لا يخدم جهود معالجة الاوضاع المعقدة في لبنان. - دعم العهد والحكومة واعتبار نجاح الرئيس إميل لحود في قيادة لبنان في هذه المرحلة، من الثوابت التي تحرص عليها سورية. وتنصح القيادة السورية في هذا المجال بتجنب الخلافات مع لحود، كونه كرئيس للبلاد، يجسد الوحدة الوطنية. ويكرر المسؤولون السوريون تقديرهم للرئيس الحص ودوره في معالجة المشكلات الاقتصادية، معتبرين ان من المفترض اعطاء الوقت الكافي للحكومة لمتابعة السياسة الاصلاحية التي بدأتها. والانطباع الذي يخرج به الافرقاء اللبنانيون ان دمشق تساند الحص ولا تدعم بعض الافكار عن تغيير حكومي او محاولات اضعاف الحكومة. - الارتياح السوري الى التنسيق في ما يتعلق بالموقف من الوضع الاقليمي، والاتصالات الجارية في اطار مفاوضات السلام، والى الموقف اللبناني منه. وفي هذا السياق تشير مصادر سياسية لبنانية الى ان انطباعها ان الجانب السوري ما زال على موقفه بجدية التوجه نحو استئناف مفاوضات السلام، لكن من دون التفريط بوجوب التسليم بالانسحاب الاسرائيلي من الجولان حتى حدود 4 حزيران يونيو العام 67. لكن الجانب السوري يبدي قلقه من سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك "الذي تتناقض مواقفه حيال استئناف السلام مستفيداً من زخم الدعم الخارجي الذي لقيه منذ انتخابه". وتقول المصادر نفسها ان الجانب السوري "ينتظر جهوداً اميركية لتليين الموقف الاسرائيلي وتعديله، على رغم الصعوبات التي تواجهها واشنطن في هذا الصدد، وان دمشق على صلة مستمرة وجيدة مع واشنطن لاستكمال هذه الجهود.