تبنى مجلس الأمن امس الثلثاء بالإجماع قراراً يدعو الدول الأعضاء الى العمل من أجل "وقف الارهاب الدولي" اسهاماً في صون السلم والأمن واكد على "دور الأممالمتحدة الحيوي في تعزيز التعاون في مكافحة الارهاب" مشدداً على "أهمية زيادة التنسيق بين الدول والمنظمات العالمية والاقليمية". وجاءت مبادرة انعقاد المجلس في جلسة علنية لمناقشة موضوع "الارهاب الدولي" من روسيا التي يترأس سفيرها سيرغي سافروف، مجلس الأمن للشهر الجاري، في اول قرار شامل ضد الارهاب. ودان المجلس جميع أعمال الارهاب "بغض النظر عن دوافعها واينما وقعت وأياً كان مرتكبها". وشدد في فقراته التمهيدية على "ضرورة تكثيف مكافحة الارهاب على الصعيد الوطني وفقا لميثاق الاممالمتحدة". ونص القرار على ان مجلس الأمن "يدين ادانة قاطعة جميع أعمال الارهاب وأساليبه وممارساته بوصفها أعمالاً اجرامية لا يمكن تبريرها، بغض النظر عن دوافعها، في أشكالها ومظاهرها، وأينما وقعت وأياً كان مرتكبها، لا سيما الأعمال التي يمكن ان تهدد السلم والأمن الدوليين". وأهاب القرار بجميع الدول "ان تنفذ الاتفاقيات الدولية المناهضة للإرهاب"، وشجع الدول التي ليست أطرافاً فيها على الانضمام اليها. وطلب مجلس الأمن من الأمين العام ان يولي في تقاريره المقدمة الى الجمعية العمومية "اهتماماً خاصاً لمكافحة الخطر الذي يهدد السلم والأمن الدوليين نتيجة للأنشطة الارهابية". وأعرب المجلس عن "استعداده لإتخاذ الخطوات اللازمة، وفقاً لمسؤولياته بموجب ميثاق الأممالمتحدة، للتصدي للأعمال الارهابية التي تهدد السلم والأمن الدوليين". وقرر ان "يبقي المسألة قيد نظره". وسبق لمجلس الأمن ان تبنى قرارات في شأن الارهاب الا انها كانت خاصة بتهم محددة مثل قراراته ضد ليبيا المتعلقة بتهمة تورط مواطنين ليبيين بتفجير طائرة "بان اميركان" فوق لوكربي، وقراره الأخير ضد "طالبان" في افغانستان الذي انذر بتطبيق عقوبات مالية وجوية اذا لم تسلم طالبان اسامة بن لادن الى العدالة بتهمة تورطه في تفجير السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا صيف 1998. كما سبق ودان المجلس احتجاز الرهائن وخطف الطائرات. وتحدث في الجلسة جميع اعضاء مجلس الأمن. وقال المندوب الاميركي السفير ريتشارد هولبروك ان الولاياتالمتحدة "مصممة" على القبض على الارهابيين ومحاكمتهم، ودعا الى دعم مبادرة فرنسية في الجمعية العامة هدفها اتخاذ التدابير لمنع التحويل الذي من شأنه ان يغذي الارهاب. وفيما دعم أعضاء المجلس من الدول الاسلامية القرار ضد الارهاب الدولي، تعمد سفراء البحرينوماليزيا التمييز بين الارهاب والكفاح من أجل تحقيق المصير، كما سجلوا الاحتجاج على الصاق تهمة الارهاب بمجموعات معينة، اشارة الى الصاقها بالمجموعات الاسلامية بصورة تلقائية. وتحدث سفير البحرين، العضو العربي الوحيد في المجلس السفير جاسم بوعلاي عن "ارهاب الدولة" الذي "لا يقل خطورة" عن "الارهاب الدولي" ودانه بشدة وأشار بالذات الى اسرائيل وما تقوم به من اجراءات ارهابية ضد القابعين تحت الاحتلال في الأراضي العربية. وأشار بوعلاي الى ضرورة "تعريف" ما يعني الارهاب، وشدد على حق الكفاح "من أجل تقرير المصير والوقوف في وجه الاحتلال". وأشار مندوب ماليزيا السفير حاسمي اغام الى عدم توفر الاجماع على التعريف والتصنيف القائم للارهاب وقال "من المؤسف ان الارهاب ألصق بمجموعات معينة من الناس. وشدد بدوره على ادانة الارهاب بجميع اشكاله، لكنه ميَّز بين الارهاب والنضال ضد الاحتلال.