رئيس الوزراء الصومالي يصل جدة    عقود استثمارية بأكثر من 600 مليون في الشرقية    أكثر من 2800 فرصة وظيفية بالأحساء    رونالدو يقود النصر لفوز مثير على الوصل بدوري أبطال آسيا للنخبة    العدالة يتغلّب على الصفا بهدف في دوري يلو لأندية الدرجة الأولى    نجوم الكوميديا في مصر يعودون ل«الدراما الرمضانية»    مفوض الإفتاء في جازان: اللحمة الوطنية واجبٌ ديني ومسؤولية مجتمعية    تعويض الزوجة في حالات الطلاق غير الموثق    ترمب: لا ضمانات لصمود وقف إطلاق النار في غزة    ترامب: صندوق الثروة السيادي الأمريكي الجديد قد يشتري "تيك توك"    الأمير سلمان بن سلطان يرعى تدشين قاعة المؤتمرات بغرفة المدينة    عسير: القبض على شخصين لترويجهما 14400 قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    هل بات إنهاء الحرب في أوكرانيا وشيكا ؟    "الأونروا": المشاهد المروعة في الضفة الغربية تقوض وقف إطلاق النار    وزارة الموارد البشرية والتنمية تعلن عن تعديل مدة رفع ملفات حماية الأجور    المملكة تعالج قلوب أطفال جاكرتا بإندونيسيا    السعودية توسّع الشراكات الصناعية واستقطاب الاستثمارات مع الهند    الرئيس السوري: الكفاءة هي المعيار في المناصب.. وأولوياتنا ضبط السلاح    ولي العهد يهنئ بارت دي ويفر بمناسبة أدائه اليمين الدستورية رئيساً للوزراء في بلجيكا    ليوناردو يحقق جائزة شهر يناير    60 فائزا في تحدي الإلقاء للأطفال    مهرجان خادم الحرمين الشريفين للهجن "غداً" تنطلق الأشواط الختامية    السديري يستقبل رئيس واعضاء مجلس إدارة جمعية كافلين للأيتام بتيماء    الرياض.. «سارية» الإعلام العربي تجمع «العمالقة» في «المنتدى السعودي للإعلام»    تنامي ملحوظ في العلاقات الاقتصادية بين السعودية وألمانيا    حصر المباني الآيلة للسقوط في الفيصلية والربوة.. ودعوة ملاكها للمراجعة    الاختبارات المركزية في منطقة مكة مع نهاية الفصل الثاني    مقتل قيادي في «الدعم السريع» والجيش يسيطر على «المحيريبا»    الأردني التعمري يوقع عقدا مع رين الفرنسي حتى 2028    الذكاء الاصطناعي... ثورة تُولد عوائد استثمارية كبيرة    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 56 لمساعدة سكان غزة    المستشار الألماني: الدفاع الأوروبي يحتاج إلى "مزيد من التصميم"    سوق الأسهم السعودية يتراجع لليوم الثاني ويخسر 32 نقطة    اكتمال مغادرة الدفعة الثالثة لضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة إلى بلدانهم    أمير القصيم يكرّم المشاركين في ملتقى اليوم السعودي العالمي للتطوع    عبدالعزيز بن سعد: رالي حائل الدولي ..حقق مكاسب تنموية ورياضية واقتصادية تتماشى مع رؤيه الوطن 2030    نائب أمير الشرقية يستقبل قائد القوة الخاصة للأمن البيئي بالمنطقة    أمانة القصيم تنفذ أكثر من 658 ألف جولة رقابية خلال عام 2024    استئصال ورم سرطاني ضخم يزن 8 كغ من بطن مريضة بالقصيم    7 مليون فحص مخبري في مستشفى الرس خلال 2024    أمير الجوف يستقبل قائديّ حرس الحدود بالمنطقة السابق والمُعيَّن حديثًا    تفعّيل برنامج "جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف والإرهاب"    جولة مدير مستشفى عفيف العام التفقديه    "كشتة البديع" تجتذب المزيد من العائلات والأفراد ب 19 فعالية متنوعة    تقييم صادم للنجم المصري عمر مرموش ومدرب «مان سيتي» يبرر !    5 مخاطر صحية تهدد العاملين بنظام المناوبات    عبدالله آل عصمان مُديراً لتعليم سراة عبيدة    "سلمان للإغاثة" يوزع 500 سلة غذائية في عدة مناطق بجمهورية بنغلاديش    التعاقدات.. تعرف إيه عن المنطق؟    إن اردت السلام فتجنب هؤلاء    من أسرار الجريش    العلاقات بين الذل والكرامة    محافظ جدة يطلع على خطط المرور والدفاع المدني    كلنا نعيش بستر الله    «عاصفة الفئران» تجتاح 11 مدينة حول العالم    على هوامش القول.. ومهرجان الدرعية للرواية    القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة الشيخ دعيج إبراهيم الصباح    القيادة تُعزي رئيس ألمانيا في وفاة الرئيس السابق هورست كولر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد ل"الحياة" دعم سورية في حقها الشرعي ... ودعا الى مقاربة التسلح الايراني "بشكل عادي" . حمد بن جاسم : يعرف الاميركيون ان مناقشة قضية العراق ستؤدي الى "حصار أقل"
نشر في الحياة يوم 02 - 10 - 1999

دعا وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى الموازنة بين المصالح والمبادئ في تعامل دول مجلس التعاون الخليجي مع الشأن العراقي. واوضح ان هذه الدول يمكن ان تعمل في اطار الامم المتحدة من ان تخوّل الامر كله الى الامم المتحدة "لأننا اول من يتضرر في المنطقة". وشدد على ان "الحوار هو الذي يمكن ان يأتي بنتيجة".
واعتبر الشيخ حمد "ان الاميركيين، بعدما بدأوا يناقشون الامر ملف العراق في مجلس الامن، يعون تماماً انهم سيخرجون بنتيجة مختلفة عن الوضع السابق" اي ب"حصار اقل".
وقال ان الجو العام في اجتماع مجلس الجامعة العربية كان "جيداً" وانه انتهى الى "شعور طيب لدى الجميع". ورأى ان ذلك يشكل "بداية طيبة لكيفية معالجة الخلافات العربية - العراقية والعربية - العربية الاخرى"، قائلاً "ان العراق لا بد ان يرجع كاملاً مكملاً للعالم العربي" و"ان موضوع النظام هو شأن داخلي عراقي".
وبالنسبة الى عملية السلام قال الشيخ حمد: "يعلم السوريون تماماً اننا ندعمهم ولهم حق شرعي واضح، لكن وضعهم ليس معقداً مثل الوضع الفلسطيني". واضاف: "ان الاميركيين جادون فعلاً في بدء المسار السوري - اللبناني ودعم المسيرة السلمية، وموقفهم ليس تكتيكياً". ولفت الى مساعي الحكومة الايرانية للتقارب مع دول مجلس التعاون الخليجي، معتبراً ان التسلّح الايراني مقلق، لكنه دعا الى مقاربة موضوع التسلّح "بشكل عادل" مشيراً ايضاً الى التسلح الاسرائيلي. وهنا نص الحديث:
البعض يشعر بالقلق من الوضع الراهن في الخليج، ان كان بالنسبة للعراق او بالنسبة لعدم حسم الوضع في ايران في اتجاه اعتدال او تطرف. هل تخشون من استمرار الوضع الراهن؟ او انكم مرتاحون له في هذه المرحلة؟
- الوضع الراهن يمكن وصفه باللون الرمادي. فالوضع غير واضح لنا. نحن كدولة صغيرة يهمنا ان يكون هناك نوع من الهدوء في المنطقة. والهدوء يتطلب ان يكون بين الدول الكبرى في المنطقة، السعودية والعراق وايران، انسجام وهدوء وعلى الأقل حد أدنى من التفاهم. للأسف ان موضوع العراق الى الآن لم يحسم، لا داخل الأمم المتحدة ولا في العالم العربي. نحن كدولة صغيرة تمسكنا بأي قرار يصدر عن الامم المتحدة، لكنني اعتقد ان موضوع العراق من الأهمية بأن يُبحث في مجلس التعاون لأنه يخصنا نحن اكثر من اي جهة اخرى. فنحن جيران العراق. يجب ان نصل الى حل لهذا الخوف وهذا القلق بين دول المجلس والعراق. هذا لا يعني ان نعمل بمعزل عن الأمم المتحدة، لكن هذا بدوره لا يعني ان نخوّل للأمم المتحدة في منطقتنا لأننا اول من يتضرر في المنطقة.
تقصد التحرك من داخل مجلس التعاون الخليجي ككل في اتجاه اقامة حوار مستمر مع العراق؟
- لا اعتقد انه توجد مشكلة حوار، حتى ولو على مستوى شعبي بين الدول هذه، الى ان نصل الى تفاهم معين. اما ما يقال ان احداً يريد التعاون مع هذه الحكومة واحداً لا يريد التعاون مع الحكومة العراقية، اعتقد ان هذا ليس من شأننا. هذا شأن الشعب العراقي ليقرر من هي حكومته.
يوجد تناقض بين دعم مجلس التعاون الخليجي لسياسة الولايات المتحدة الاميركية وبين طرحك. ذلك ان سياسة الولايات المتحدة قائمة على ما يسمى، وكما هو معلن، على احتواء واستبدال النظام.
- هذه وجهة نظري ووجهة نظر دولتي. عند جرد الحسابات كاملة، ان مصلحتي تختلف. ولذلك لا بد ان اوازن بين المصلحة وبين المبادئ. طبعاً هناك من يقول اننا نتعامل بمبادئ. انا اعتقد ان هذا كذب. لا توجد مبادئ، هناك اليوم مصالح دائمة وسياسة مبنية على مصالح. لكن لا بد ان يكون هناك حد أدنى للمبادئ. على الأقل في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها الآن. وبالذات لدولة صغيرة مثل قطر يجب ان يكون هناك حد أدنى للمبادئ، لأن المبادئ مهمة في اي تعامل، والثقة مهمة في اي تعامل. علاقتنا مع اميركا لا شك انها علاقة قوية وعلاقة استراتيجية توثقت اكثر بعد احتلال العراق للكويت. فجزء من السبب أصلاً هو العراق. الشيء الثاني، انا كدولة صغيرة في المنطقة مهتم بأن اجد لي تحالفاً من هذا النوع. الشركات الصغرى الآن في العالم تبحث عن حليف استراتيجي كبير تتعامل معه، بحيث انه يحميها. ولذلك ان هذا يتطلب تنازلاً مني، كدولة صغيرة، عن بعض الأمور.
ماذا تقولون للولايات المتحدة اذا كانت تقول هي من جهتها ان مصلحتها تقتضي ان تسير في هذه السياسة من الاحتواء والاستبدال حماية للمصلحة الاميركية؟ ماذا تقولون؟ هل هي في المصلحة الخليجية؟
- لا طبعاً. المصلحة الخليجية تختلف. واذا كنا نتكلم عن الخليج، ان مصلحته تختلف. اما اذا كنا نتكلم عن مصالح حليف لنا مهم مثل الولايات المتحدة يجب ان آخذ بعض الامور في الاعتبار. ولكن هذا لا يعني ان نحاول ان نقنع الولايات المتحدة ببعض الآراء التي نعتقد انها ستضر بأصدقائها في المنطقة، على المدى البعيد.
هل تحاولون اقناع الولايات المتحدة بالتفكير، وتحاولون التفكير فيما بينكم ايضا في وسائل الخروج من الوضع الراهن عبر اقامة حوار بدلاً من المقاطعة والعزل؟
- انا مؤمن بأن الحوار هو الذي يأتي بنتيجة، ونحن الآن نترقب ونأمل ان يقرر مجلس الأمن شيئاً في هذا الشأن. اعرف انه يوجد خلاف داخل مجلس الأمن وعلينا ان ننتظر على الاقل الى ان يكون هناك حد أدنى من الاتفاق، لأنه كما ذكرت في بداية الحديث نحن كدولة صغيرة نمشي مع مجلس الأمن.
انتم في مجلس التعاون تقولون انكم تتمسكون بالقرارات الدولية والعراق يقول انه ملتزم بها لكنه لا يرضى بأن تُفرض شروط جديدة وان تُغيّر شروط وظروف رفع العقوبات الى شروط اضافية تحت عنوان تعليق العقوبات. فكيف تردون؟
- نحن لسنا على اطلاع كامل على ما يجري بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. الأعضاء الدائمون لديهم أجندة. ومن المهم ان يخرج مجلس الأمن بنتيجة، ومن المهم ان يقبل العراق هذه النتيجة حتى نجد بداية للخروج من الأزمة.
اجتمعت بالمسؤولين الاميركيين في الأيام الماضية، هل لمست لدى الادارة الاميركية وأقطابها اي استعداد إما لتخفيف او تعليق العقوبات بصورة لا تضمن عدم وصول العائدات الى أيادي النظام؟ بمعنى هل هناك أي استعداد للسماح بتعليق للعقوبات اذا كان غير مكبل بقيود عدم سماح العائدات للوصول الى القيادة العراقية؟
- انا طبعاً لا اتكلم باسم الاميركيين ولكني اعتقد ان الاميركيين، ببدئهم مناقشة الأمر في مجلس الأمن، يعون تماماً انهم سيخرجون بنتيجة تختلف عن النتيجة السابقة، وهي حصار اقل ووضع يختلف تماماً عن الوضع السابق. لكن طبعاً تكتيكياً يمكن للمحاور، أي محاور، ان يبدأ بشروط اكثر ويقبل بشيء اقل. هذا موضوع تكتيكي، لا اعرف ما هي سياستهم وما هو تكتيكهم في هذا الموضوع، لكنني اتوقع انه اذا خرج مجلس الأمن بنتيجة ستكون ليست بالنتيجة السابقة، بل بنتيجة جديدة، لأن هناك تغيراً تاماً في الموضوع.
بماذا تقومون من دور، أنت شخصياً كوزير خارجية قطر، في اطار تشجيع المسؤولين العراقيين على خطاب سياسي جديد او بما من شأنه ان يؤدي الى ترتيب العلاقة بين البيئة العربية والعراق بشكل افضل؟
- اعتقد الآن ان الجو العام في اجتماع الجامعة العربية كان جواً جيداً، وقد انتهى الاجتماع بشعور طيب من الجميع. انها بداية طيبة لكيفية معالجة الخلافات العربية - العراقية والعربية - العربية بالأحرى.
وبعد ذلك؟ بماذا تبحثون؟
- لا بد اننا يوماً من الأيام سنخرج من هذه المحنة، بمعنى ان العراق لا بد ان يرجع كاملاً مكملاً للعالم العربي، وان يقبل العالم العربي العراق. لكن على العراق ايضاً ان يقبل ان تكون لديه نظرة مختلفة عن نظرته السابقة قبل 1989. يجب ان ينظر العراق الى ان موضوع التهديد مرفوض، وموضوع الاحتلال مرفوض، وان التفاهم هو الطريق الوحيد لحل القضايا والخلافات العربية. وهذا مظهر حضاري يجب ان نلتزم به جميعاً كعرب.
ما زالت النقطة الأساسية الخلاف الجذري ما بين مبدأ الإطاحة بالنظام الذي لا تعترض عليه الدول العربية اعتراضاً واضحاً ومبدأ ما…
- ان موضوع النظام شأن داخلي للعراق. ان هذا المبدأ اذا طبّق في العراق، هل سنطبقه في دول اخرى؟ ومن هو الذي يقرر وعلى اي أساس يقرر؟ فهذا ليس بشأن أحد غير العراقيين في رأيي الشخصي.
ننتقل الى موضوع المسارات والمفاوضات مع اسرائيل. لماذا تسرعون الى الترحيب بالحكومة الجديدة والاجتماع في جلسة مغلقة مع وزير خارجية اسرائيل، كما فعلتم هنا في نيويورك، بينما المستوطنات مستمرة ولم يحدث سوى التوصل الى بروتوكول في شرم الشيخ؟
- أولاً اننا لم نجلس جلسة مغلقة، الجلسة المغلقة تمت مع ذوي الشأن قبل الاجتماع الموسع. مثل هذه الاجتماعات يعطي نوعاً من التفاؤل وكسر الحاجز بيننا وبين الاسرائيليين بعد التغير في الموقف الاسرائيلي. لا يوجد شك ان هناك موقفاً متغيراً في اسرائيل. اذا كان هناك تطبيق لهذا الموقف المعلن فاننا نرحب بهذا الموقف. استعجال؟ ليس هناك استعجال. نحن توقفنا عندما نكث بنيامين نتانياهو بوعوده وعرقل المسيرة السلمية. الآن يجب ان ترى الحكومة الاسرائيلية وايضاً الشعب الاسرائيلي ان العالم العربي ليست لديه مشكلة اذا بدأ السلام مع الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين.
ما هي الرسالة للرأي العام العربي والفلسطيني عندما تقومون بهذه الاتصالات وترحبون بينما الاجراءات العملية على الأرض، الاستيطان بصورة خاصة والاجراءات في القدس، مستمرة؟
- هذا السؤال يجب ان يوجه لأصحاب الشأن، في البداية.
أنا أتحدث عن الدعم العربي.
- الدعم العربي دعم لما يريده الفلسطينيون.
وماذا عن السوريين؟
- يعلم السوريون تماماً اننا ندعمهم ولهم حق شرعي واضح. لكن وضعهم ليس معقداً مثل الوضع الفلسطيني. الوضع الفلسطيني معقد ويحتاج الى وقت والى نقاش والى طريقة أخذ وعطاء. الموضوع السوري واضح تماماً. ونحن ندعم سورية. وهذا ايضاً ذكرته في كلمتي في هذا الاجتماع بأنه يجب ان يكون هناك تحريك وإنهاء المسار السوري واللبناني.
ماذا طلب منكم السوريون من ناحية دعمهم عملياً. نسبة لعلاقتكم الجيدة بالولايات المتحدة والمصالح ولبعض العلاقات غير المباشرة، على الأقل، مع اسرائيل؟
- السوريون لم يطلبوا منا شيئاً، ولكن نحن نجد انه من واجبنا ان ندعم السوريين في كل ما يريدونه.
حسب مفهومك لما حدث ويحدث الآن من مفاوضات عبر الولايات المتحدة على المسار السوري الاسرائيلي، هل هناك نقلة نوعية تؤدي قريباً الى استئناف المفاوضات؟
- نحن نسمح عن مشاعر طيبة، ولكن الأيام علمتنا ان المشاعر الطيبة وحدها لا تكفي. يجب ان يكون هناك فعل على الواقع، ونحن ننتظر الفعل، وكلنا أمل.
هل تدعمونهم بشكل أو بآخر مع الاميركيين طالما ان الولايات المتحدة هي التي ترعى هذه المفاوضات؟
- يجب على كل عربي ان يدعم اي عربي له حق عند الاميركيين او غيرهم. ولكن هناك نقطة مهمة وشهادة يجب ان أدلي بها: ان الاميركيين جادّون فعلاً في بدء المسار السوري اللبناني ودعم المسيرة السلمية. وانا اعتقد ان موقفهم ليس تكتيكياً بل انه موقف جاد وحازم للإدارة الاميركية الحالية في هذا الموضوع. ولذلك احب ان اقدم الشكر والدعم لموقف اميركا في هذا الموضوع.
السنة الماضية عندما تحدثنا توقعت تطورات حدثت على المسار الفلسطيني، كما على الصعيد العراقي. ما هي قراءتك اليوم للوضعين؟
- هناك أمل كبير بأنه خلال الثلاثة او الأربعة اشهر القادمة ستحدث بداية طيبة بالنسبة للمسارين السوري واللبناني. هذا توقعي الشخصي. فحكومة باراك، حسب ما أرى، لديها منهجية واضحة لإنهاء هذا الصراع. طبعاً، هم يريدون انهاءه بطريقتهم ونحن نريد انهاءه بطريقتنا. ولكن لا بد ان تكون هناك للوسيط الاميركي كلمة في هذا الموضوع. وبحيث ان ينهيه بطريقة عادلة للطرفين.
وفي الملف العراقي؟
- في الملف العراقي، حسب ما اعتقد - وهذا اعتقاد وانا لست منجماً - ان مجلس الأمن سيصدر قراراً ليس في القريب العاجل، ولكن بعد أخذ وعطاء كثير. والقرار لن يكون مثل القرار السابق، ولكنه لن يكون بالانفراج الذي يأمله الشارع العربي.
وماذا عن ايران؟ ايران حسب رأي سائد تقوم بالتسلح. تقوّي نفسها في موازين القوى. منطقة الخليج الآن تصب كل جهدها على ضرورة تنفيذ العراق جميع قرارات الأمم المتحدة ووضع الترسانة العراقية تحت المجهر، فيما ليس هناك أي تدقيق او تساؤل في موضوع التسلح الايراني. أليس هذا مصدر خطر عليكم في الخليج؟
- اولاً، نحن لدينا علاقات طيبة مع ايران. بالذات في قطر. وهذه العلاقات في تطور مستمر، وانا اعتقد ان ايران دولة مهمة في المنطقة وركيزة من ركائز الأمن في المنطقة، هي والعراق والمملكة العربية السعودية بصفتها من الدول الكبرى في المنطقة. موضوع التسلح هذا موضوع طويل، اذا اردنا ان ندخل فيه، فلا بد ان ندخل فيه بشكل عادل. اسرائيل عندها، ودول اخرى عندها، وهي مجاورة لايران. فالموضوع إذاً أريد له ان يُبحث، لا بد ان يُبحث بشكل شامل وعام ويكون هناك قرار عادل للجميع. طبعاً لا يسعدنا ان يتسلح احد من جيراننا بشكل يهدد الأمن والسلم. ولكن هذا لا يعني ان ايران تهدد السلم والأمن. اعتقد ان ايران تسعى، خاصة بالادارة الجديدة، لتقريب وجهات النظر مع دول مجلس التعاون.
فهمت ان هنالك إعداداً لزيارات متبادلة بينكم وبين البحرين على أعلى المستويات. ما يعد من زيارات ومتى؟ وكيف تتطور العلاقة في هذه المرحلة؟
- ذكرت في مناسبات كثيرة، وأريد ان اذكر في هذه المناسبة، اننا نقدر تقديراً كبيراً المرحوم الشيخ عيسى بن سلمان. وله محبة خاصة في قلبي كبيرة جدا، كوالد وكشخص يغمرك بتواضعه وبأسلوبه في التعامل. كذلك نأمل للأمير الجديد التوفيق في عمله هو وولي عهده ورئيس الوزراء. نحن نهتم بتطوير علاقتنا مع الجميع، فمن باب أولى، ان نطور علاقتنا مع البحرين. ونحن دائماً نؤكد اننا مستعدون لتطوير العلاقة بدون تحديد وبدون حدود. والخلاف له طرقه الخاصة في النقاش، وهي طرق الحوار الودي او المحكمة. وهذا موقفنا الدائم. فاذا وجد حل ودي، لكل حادث حديث يقبل به الطرفان. ولكننا لا نريد ان يفرِّطوا ولا ان نفرِّط في حقوقنا القانونية في هذا الموضوع. زيارة ولي عهد البحرين كانت زيارة موفقة لدولة قطر، ونحن نقدرها، انا متأكد ان صاحب السمو، ولي عهد دولة قطر، سيرد على هذه الزيارة في القريب العاجل. ونحن، في اي مجال لتطوير العلاقة او ترتيب الجو، سنقوم به في دولة قطر من دون تحفظ.
دعني اسألك عن انطباع كان سائداً في الماضي بأن قطر كانت تتقدم بمواقف لمجرد التحدي يبدو ان هنالك طريقة جديدة تتبعها قطر في العلاقات الخليجية في ما بينكم البعض الآن؟ ماذا حدث مما جعل من الممكن تطوير العلاقات السعودية - القطرية بما تتطور اليه، وكذلك ما بين دولة الامارات العربية وقطر؟
- اولاً، هناك منهجية للعمل، وليست طريقة جديدة. انها نفس المنهجية والاستراتيجية التي بدأ بها صاحب السمو عندما تولى مقاليد الحكم في البلاد. لا يمكن القول بأن المنهجية صحيحة مائة في المائة. قد تكون فيها اخطاء، وسنصلحها، ونستمر في إصلاحها. وقد نجد انفسنا في السنة القادمة ان لدينا اخطاء وايضاً سنصلحها. فلا يضيرنا ولا يزعجنا في قطر ان نصلح اخطاءنا لأن هذه طريقة سمو الأمير في التعامل مع الأمور. بالنسبة لمجلس التعاون، من البداية الى الآن، لم نغير منهجيتنا، بالذات في هذا الموضوع. علاقتنا مع مجلس التعاون او تصورنا لمجلس التعاون هو انه تجمع مهم، ويجب ان يبقى، ويجب ان يُدعم من الجميع. ولكن هذا لا يعني ان لا نناقش خلافاتنا، ولا يعني ان لا تعرف شعوبنا اذا كان هناك خلافات او اتفاق في وجهة النظر في بعض الأمور، لأن الظروف تغيرت، والشعوب تعلمت والصحف الاجنبية والمحطات تنقل الأخبار بشكل سريع. فلا نستطيع ان نقول ان هذا سر او محجوب، وهذا ليس سراً. انا اتكلم في العموميات. ولذلك مجلس التعاون مهم ان يبقى، واذا اردناه ان يبقى ويكون قوياً فلنقل ماذا اتفقنا عليه وماذا اختلفنا عليه لشعوبنا. ذلك لأن الشعوب من حقها ان تعرف هذا الشيء، ولأن هذا المجلس مدعوم من قبل الشعوب، واذا لم تؤمن الشعوب به، لن يستمر. بالنسبة لعلاقتنا مع المملكة العربية السعودية، ان العلاقات اكثر من ممتازة. علاقات صاحب السمو مع الأمير عبدالله ومع الملك فهد علاقات ممتازة جداً، وهناك صراحة وهناك تفاهم تام. ونحن نقول دائماً ان السعودية دولة مهمة لنا في مجلس التعاون ونعتبرها دولة قائدة في مجلس التعاون. وهذا قلناه في عز الخلاف بيننا وبين المملكة، ان المملكة قائدة للمنطقة. وهذا ليس فيه تغيير. بصرف النظر عن ان تكون لدينا وجهات نظر مع القائد. قد نخلتف ونتفق مع القائد في اشياء، ولكنهم هم يقودون المنطقة. ولأنهم يقودون المنطقة، اذا كان هناك خلاف، فيكون مع القائد على طريقة ادارة او قيادة المنطقة. وهذا حق شرعي لدول مجلس التعاون على القائد، الذي هو المملكة. بالنسبة للامارات، علاقتنا بالإمارات علاقة ممتازة وانا اعتقد انها مرت يوماً من الأيام بسوء فهم بيننا وبين الاخوان في الإمارات، ولكننا تخطينا هذا، ودخلنا في تفاهم صريح وواضح. ووقعت نقلة نوعية في العلاقات، ليست مجرد تمني، وانما نقلة عملية.
يؤخذ عليكم انكم تطلقون الحرية في وسائط الاعلام الصادرة من قطر. حرية انتقاد كل طرف آخر باستثناء قطر. يقال ان الانتقاد محرم اذا كان في إطار النقد الذاتي. يقال انكم تشرعون الأبواب من اجل انتقاد الآخرين وانما تغلق الأبواب عندما يأتي الأمر لانتقاد النفس. ما هو ردكم على هذه التهم؟
- لا… هذا ليس صحيحاً. لو تقرأين الصحف القطرية وتطلعين على الانتقادات اليومية في البرامج الاذاعية وغيرها للحكومة ولكل المسؤولين في قطر ستعتقدين ان عدد سكان قطر 50 مليوناً وليس نصف مليون. هذه نقطة هامة، اذا كنت تقصدين الحديث في قناة الجزيرة، لأكن واضحاً، ان قطر ليست دولة مهمة في احداث يومية تُلفت نظر العالم، او لها قضايا يومية تثار في الجزيرة. لكن عندما كانت هناك قضايا نقد لقطر، أثيرت في "الجزيرة" وبشكل واضح، يمكن عدها بأصابع اليد وليست مئات المواضيع. ولكن انا أُنتَقَد في الجزيرة. سمو الأمير انتقد. سياسة الدولة انتُقِدَت في "الجزيرة"، في موضوع المؤتمر الاقتصادي، في موضوع العراق، في موضوع القوات الأجنبية في المنطقة، انتُقِدَت قطر بشكل علني وواضح وصريح. لكن قطر لا تستطيعين ان تتكلمي عنها كموضوع مهم او يهم الشارع العربي مثل دولة حجم سكانها 20 مليوناً او 30 مليوناً او 50 مليوناً. ان في قطر قضايا على حجمها. ولكن الانتقاد او الكلام الذي نتكلمه كلام عام يهم الشارع العربي ويدخل في اطار، ليس التجريح او النقد الشخصي او النقد الذي يخص مهاترات شخصية، ولكننا نتكلم عن قضايا تهم الشارع العربي. ولذا يُنظر اليها على اننا ننتقد الآخرين. ولكننا نحن نُنتقد في الصحف، في صحيفتكم، في كل الصحف يومياً. هذا لا يمنع، ولكن عندما يدخل النقد في قضايا حساسة، وأقصد حساسة ليست بالسياسة، فالسياسة من حق اي شخص ان ينقد لأن السياسة ملك للجميع في رأيي الشخصي. ولكن القضايا الشخصية لي انا كشخص، فيجب ان يكون هناك نوع من الاحترام. وانا اذا قلت انه لا توجد مراقبة عندنا في قطر، فعلاً لا توجد مراقبة. حدثت لي حادثة بعد رفع صاحب السمو الرقابة عن الصحف عندما استدعيت صحافيين في يوم من الأيام أقول لهم عن موضوع معين ليخففوا علينا فيه قليلاً بدون ذكر الموضوع. فوجدت في اليوم التالي كاتباً من الكتاب يكتب: يا سعادة الوزير، الأمير رفع الرقابة عن الصحف، ولذلك ليس من حقك ان توجهنا نكتب او لا.
هل لدى الحاكم السابق، الشيخ خليفة، رغبة في العودة إلى قطر أم أنه لا يرغب في ذلك؟
- إنه يريد أن يعود إلى قطر، وهذا الموضوع تم الاتفاق عليه بيننا وبينه على تأجيل تاريخ العودة إلى تاريخ متفق عليه بيننا وبينه شخصياً. وكما تعلمين، ان علاقات سمو الشيخ خليفة مع ابنه صاحب السمو الأمير الشيخ حمد علاقات ودية وعادية. فهما يتقابلان كأب وابن ويتكلمان بشكل دائم ومستمر، وهما اتفاقا على كل التفاصيل التي تخصهما كعائلة.
أما بخصوص العودة إلى قطر، ان الشيخ خليفة، ليس كما يقال، لا يريد ان يعود. لا. إنه يريد أن يعود. وقد تم الاتفاق على تحديد موعد، إنما هذا أمر شخصي بيننا وبينه.
قريباً؟ في غضون أشهر؟ أسابيع؟
- لا اريد ان أطرح تاريخاً محدداً. إنما هناك اتفاق خاص بيننا وبينه على تأجيل عودته إلى حد معين.
وماذا عما تردد من احتمالات "اعفاء" الشيخ حمد بن جاسم؟ هل هذا وارد بصفته من العائلة الحاكمة؟
- هذا غير صحيح. إن القانون يُطبق على الجميع. وهو متهم في قضية خطيرة، وقُدم للمحاكمة، والكلمة الأولى للقضاء في هذا الموضوع، ولن تكون هناك اعفاءات في هذه المرحلة. عندما يصدر الحكم على الجميع، ان قرار التصديق أو عدم التصديق على الحكم، أو الاعفاء، أمر يعود لسمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. إنما ليس وارداً أن نتدخل في القضاء كحكومة في الوقت الحاضر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.