يتصاعد التوتر بين الرعية الارثوذكسية الفلسطينية طائفة الروم وهيئة رئاسة البطريركية المكونة من البطريرك ثيوذوروس والمجمع الكنسي الذي يحمل اعضاؤه الجنسية اليونانية. وشكل أبناء الطائفة التي تعد الأكبر في الضفة الغربية وقطاع غزة 52 في المئة من المسيحيين هيئة لشؤون الطائفة قبل نحو عشر سنوات تحت اسم المؤتمر العربي الارثوذكسي، بهدف مساءلة البطريركية حول بيعها أراضي تملكها للاسرائيليين وكذلك لتنكرها المتواصل لمطالب الطائفة واحتياجاتها، علماً ان طوائف أخرى، خصوصاً اللاتين، عملت على اقامة مشاريع اسكان لرعاياها فضلاً عن بناء كنائس ومدارس جديدة وترميم القديمة. ونفذ أنصار المؤتمر العربي الارثوذكسي فعاليات احتجاجية عدة ضد البطريركية، وخصوصاً البطريرك ثيوذوروس الذي لا يقيم وزناً للطائفة ويرفض باستمرار مطالبها. وكان آخر الاحتجاجات تظاهرة شارك فيها العشرات يوم أمس أمام كنيسة المهد في بيت لحم بالضفة الغربية احتجاجاً على إقدام البطريركية على بيع 70 دونماً من الأراضي الدونم ألف متر مربع في جبل أبو غنيم لشركات اسرائيلية. وكانت اسرائيل بدأت فيه أعمال انشاء مستوطنة يهودية كبيرة على أراضي جبل أبو غنيم تفصل القدس عن بيت لحم. وشارك في تظاهرة أمس رئيس المؤتمر العربي، مروان طوباسي ورئيس بلدية بيت ساحور المجاورة لبيت لحم، حنا الأطرش الذي شدد على ان الأراضي التي تتصرف فيها البطريركية "هي ملك للطائفة وهي جزء من الأرض العربية الفلسطينية ومن التراث الوطني ولا يجوز التفريط فيها"،وان "ما تقوم به البطريركية من عمليات بيع وتأجير للأملاك "يصب في اطار خدمة المشاريع الاستيطانية الاسرائيلية". وقال طوباسي ل"الحياة" ان البطريركية "تمعن في التنكر للطائفة وتواصل بيع الأراضي وتأجيرها للاسرائيليين، وآخرها بيع سبعين دونماً في جبل أبو غنيم، وقطعة أخرى استخدمت كطريق التفافي اسرائيلي بين القدس وبيت لحم". وقال ان البطريركية تلقت مبلغ نصف مليون شيكل 120 ألف دولار ثمناً للاراضي التي اقتطعت كطريق التفافي، وأنها عقدت صفقة أخرى في أراضي الخضر على طريق بيت لحم - الخليل، وثالثة في يافا حيث تحولت مقبرة ارثوذكسية الى شقق سكنية للمهاجرين اليهود الروس، وغير ذلك في طبريا، والخان الأحمر قرب أريحا حيث تمددت فيها مستوطنة معاليه أدوميم. وعن علاقة البطريركية بالطائفة قال طوباسي: "أتحدى كل هيئة البطريركية ان كانت بنت مدرسة أو كنيسة أو رقمت أياً من الأملاك، باستثناء بناء مدرسة واحدة في رام الله تبرع بها برنامج الاممالمتحدة للتنمية". وأكد ان الطائفة بصدد دراسة خطوات جدية لمقاطعة البطريركية على أبواب الألفية الثالثة، خصوصاً بعد ان رفضت تطبيق القانون 27 لعام 1958 والذي نص على اقامة مجلس مختلط عربي - يوناني لإدارة شؤون الطائفة. وتمت تسمية الاعضاء العرب الاربعة، ولكن البطريرك استجاب لضغوط اسرائيلية ورفض تشكيل المجلس. ورأى طوباسي ان ثمة حاجة لموقف جاد من جانب السلطة والقوى الوطنية عموماً لأن الصراع مع البطريركية ليس مسألة طائفية بل يتعلق بالأرض التي هي جوهر الصراع مع اسرائيل. وقال ان "ثمة ضرورة للوقوف ضد هؤلاء الغرباء الذين تسببوا في ضياع مساحات واسعة من الأرض لصالح المشروع الاستيطاني الاسرائيلي".