كنا نشرنا الجمعة الماضي على صفحة ملحق السينما خبراً عن فيلم "أرض الخوف" للمخرج داود عبدالسيد من بطولة احمد زكي وعدم اهتمام الشركة المنتجة له "شعاع". وقلنا انه بعد مرور اسابيع على الانتهاء من انجاز الشريط وعرضه امام عدد من السينمائيين والنقاد واشادة الجميع بمستواه الفني، لم يتم حتى الآن طبع أية نسخ من الفيلم الذي تم ترشيحه من قبل اللجنة المصرية العليا للمهرجانات في اكثر من مهرجان. ونقلنا مطالبة الكثيرين بضرورة الافراج عن الشريط واخراجه من الادراج للمشاركة في المهرجانات الدولية ولا سيما مهرجان القاهرة السينمائي لان ما يحدث يحرم صناع الفيلم من التنافس على الجوائز وهذا الامر يثير التساؤلات حول تحكم الشركات الجديدة في الافلام. وجاءنا من الدكتور ابو القاسم عمر راجح المدير العام لشركة "شعاع" رداً على الخبر قال فيه: "نشرت "الحياة" الجمعة الماضي خبراً تحت عنوان "أرض الخوف" بين ادراج "شعاع" و"مهرجان القاهرة" وقد المح الخبر الى ان الشركة المنتجة شعاع لم تطبع اية نسخة من الفيلم، وهو امر يثير التساؤلات حول تحكم الشركات الجديدة في الافلام، وذهب الخبر الى حد وصف الشركة بأنها متقاعسة ولا تهتم بالفيلم، لانها لم تشارك به في المهرجانات الدولية، وان الفيلم لم يبق له إلا مهرجان القاهرة كفرصة لعرضه. وللحقيقة فان جريدة "الحياة" القت حجراً في بركة المشاركة السينمائية في المهرجانات الدولية، ذلك ان شركة "شعاع" ترى ان مشاركة افلامها في المهرجانات الدولية، لا بد ان تكون داخل المسابقة الرسمية، ولا ينبغي للمشاركة ان تكون صورية، او على هامش المهرجانات. لان عدم اشتراك الافلام في البرنامج الرسمي للمهرجان يعني ببساطة عدم اهلية العمل المقدم. وهي نظرة للاسف تسود في كثير من المهرجانات. فمن السهل على اي منتج سينمائي ان يشترك في اي مهرجان تحت اي مسمى، ولكن من الصعب ان يكون الاشتراك ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان. من هنا فان كل الدعوات التي جاءت الى فيلم "أرض الخوف" لم تضعه في حجمه الطبيعي، ولم تعط السينما المصرية حقها في العرض داخل المسابقة، وهو موقف لا يجب ان يفسر على انه تقاعس او عدم اهتمام، بل هو موقف يجب ان يحسب للشركة المنتجة التي ترى ان الفيلم المصري يجب ان يأخذ مكانه اللائق، وان يقدم بشكل صحيح ولا ينبغي ان يمر عرضه مرور الكرام تحت "يافطة" المشاركة من أجل المشاركة. اما في ما يتعلق بمهرجان القاهرة الدولي للسينما، فمن الغريب ان يحصل الحديث الآن عن مشاركة هذا الفيلم في المهرجان خصوصاً وان ادارة المهرجان سبق وان امتنعت عن اشتراكه العام الماضي، واستبعدته حتى ان المخرج القدير داود عبدالسيد مخرج "ارض الخوف" صرح لمجلة "الوسط" بأنه لا يشعر "بالانبساط" من المهرجان. فكيف نأتي بعد ذلك ونتقدم الى المهرجان لطلب عرضه فما الذي تغير ادارة المهرجان!! أم الفيلم؟ وربما يكون الحديث عن عرضه في مهرجان دمشق الدولي المقبل دليلاً على أن الفيلم لم يتغير وان الشركة لا تضعه في ادراجها خصوصاً وان بطله النجم احمد زكي لا تسعه ادراج كل شركات الانتاج السينمائي.. وليس "شعاع" فقط. عبدالسيد: "تغييب مقصود" "الحياة" سألت المخرج داود عبد السيد عن اسباب عدم عرض فيلمه "ارض الخوف" في مهرجانات دولية، ومن كان سبباً في منعه وما اسباب عدم طبع نسخ من الفيلم حتى الآن؟ فأجاب قائلاً: "اولا وحتى هذه اللحظة لم تطبع اية نسخ من فيلم "ارض الخوف" سوى النسخة الاولى والتي تسمى نسخة "الزيرو"، وعادة ما يكون فيها العديد من الاخطاء التي يتم تصحيحها في النسخ التالية، والاشتراك في المهرجانات الدولية كان يتطلب طبع عدد من النسخ ووضع الترجمة عليها سواء باللغة الفرنسية او الانكليزية، وهو ما لم يحدث على رغم إلحاحي الشديد. وقد تم ارسال هذه النسخة - الزيرو - الى اسبوع تسويقي في المغرب على رغم ان هذه النسخة فيها عدد من الاخطاء ما يضر بسمعة الفيلم المصري ويتنافى مع رغبة الشركة في ان يأخذ الفيلم المصري مكانته. ثانياً: انني أتعجب اشد العجب لحجم النيات الطبية - لو صدقت - المختلطة بالجهل بطبيعة المهرجانات السينمائية وخريطتها العالمية، بل وبآليات الاشتراك فيها، فالمهرجانات السينمائية تصنف حسب اهميتها واحيانا حسب نوعياتها فهناك مهرجانات عالمية اي انها تتيح الاشتراك لأفلام العالم كله مثل "كان" و"فينيسيا" و"برلين" و"موسكو" و"القاهرة" وغيرها، وهناك مهرجانات اقليمية اي انها تتيح الاشتراك لبعض البلاد في مجال اقليمي معين، مثل مهرجانات البحر المتوسط او الافريقية او العالم الثالث ومنها مونبلييه والاسكندرية - مع الفارق الكبير - ودمشق وقرطاج وفالنسيا. ثم هناك مهرجانات متخصصة في نوعية خاصة مثل افلام الكوميديا او العمل الاول وغيرها من التخصصات. بعد كل هذا هناك مهرجانات كبيرة ومهمة. واخرى اقل اهمية وثالثة غير مهمة بل ان بعضها سيء السمعة تخلو نتائجه من الموضوعية وتقاس اهمية المهرجان بالقدرة على عرض اهم افلام العالم او الاقل اهمية لذلك فان مهرجان مثل "كان" - من اهم مهرجانات العالم - ينظم عدة برامج غير المسابقة الرسمية مثل "نظرة خاصة" و"نصف شهر المخرجين" و"اسبوع النقاد" والعرض في هذه البرامج قد يكون اهم من الحصول على جائزة في مهرجان صغير محدود القيمة. وبالتالي فالاشتراك في مهرجان مهم حتى ولو كان في غير المسابقة الرسمية لا يقلل من أهلية العمل، وليس كما قيل من السهل على اي منتج الاشتراك. وبالنسبة لفيلم "أرض الخوف" فقد كان هناك كما هو المتبع ترشيح له من اللجنة العليا للمهرجانات لعدد من المهرجانات منها "كان" و"فينيسيا" و"فالنسيا" و"كارلوفيفاري" ولم تتم الاستجابة لهذه الترشحيات من قبل الشركة بل لم يتم الرد اصلا على ادارة المهرجانات من الشركة - شعاع - ومن الممكن التأكد على ذلك بسؤال المسؤولين". ويضيف عبدالسيد قائلاً: "اما لماذا لم يدع الفيلم الى المهرجانات، فأقول لأن السبب بسيط وواضح وهو ان الفيلم محبوس بأمر ادارة شركة شعاع وغير مسموح له بالعرض نظراً لان آليات التقدم للمهرجان واختيار الافلام تتم بعد مشاهدة الفيلم سواء بمشاهدة الفيلم في مهرجانات عالمية او بارسال نسخة من الفيلم الى المهرجان، ولما كان هذا لم يتحقق لفيلم "أرض الخوف" فمن المستحيل ان تأتيه عروض او دعوات تضعه أو لا تضعه في حجمه الطبيعي كما يقول ردّ الشركة. انني اقول "اعتقد أن هناك تقاعساً او عدم اهتمام بعرض الفيلم في المهرجانات بل انني اعتقد لاسباب احترت في تخمينها ان هناك تعمداً وتعنتاً لعدم تحرير الفيلم من محبسه الاجباري".