يتوقع القائمون على السياحة ان يدعم ترشيح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم في كرة القدم عام 2006 قطاع السياحة في شكل كبير. ويبررون تفاؤلهم بأن السياحة ستستفيد في آن واحد من ارتفاع عدد الوافدين وتضاعف حجم الاستثمارات السياحية. وأصدر الملك محمد السادس تعليمات أخيراً الى الحكومة لانفاق 700 مليون دولار تقتطع من عائدات تخصيص قطاع الاتصالات لتوسيع الملاعب الرياضية وبناء فنادق سياحية جديدة بقصد تعزيز حظوظ المملكة المغربية في الفوز بالاختيار الكروي الدولي. وسيتعين على المغرب بناء 40 ألف سرير جديد في الفترة الممتدة من 2000 الى 2003 ليرفع قدرته الايوائية الى نحو 150 الف سرير عشية "المونديال" الذي يمكن ان يؤدي الى تدفق اكثر من مليون سائح اجنبي في شهر واحد. وقال وزير السياحة حسن الصبار ل"الحياة" انه يتوقع ان ينمو النشاط السياحي بنسبة 12 في المئة سنوياً خلال السنوات الثلاث المقبلة، ليصل مجموع السياح الى اربعة ملايين سائح عام 2004، وان تبلغ العائدات السياحية قرابة ثلاثة بلايين دولار، على ان يرتفع عدد السياح الى ستة ملايين عام 2006، تاريخ المنافسات الدولية. واعتبر الصبار ان الانتعاش السياحي يتواصل بتوسيع الوحدات الفندقية وزيادة قدرتها الاستيعابية. وقال انه كان بامكان المغرب استقبال سياح اكثر السنة الجارية لكن الطاقة الايوائية حدت من هذا التوسع الذي شهدته تونس ومصر. ويعتبر المسؤولون في المغرب ان حجم القدرات الفندقية المقدرة ب90 الف سرير يحد من توسع حركة السياحة الدولية في وقت يزداد فيه الاهتمام الدولي بسياحة جنوب البحر الابيض المتوسط. وتبدو فنادق مراكش الاكثر طلباً من وكالات السفر الدولية. وعاينت "الحياة" الاسبوع الماضي حالات من الاعتذار المهذب الذي يرافق رد مديري الفنادق وهم يبحثون عن المفردات اللطيفة في مخاطبة زبائنهم في وكالات السفر للاعتذار عن عدم تأمين العدد الكافي من الغرف في الفترة المعنية. واضطرت مؤسسة عالمية كبرى الى تغيير برنامج مؤتمرها الذي تنوي اقامته في مراكش لضمان الحصول على العدد الكافي من الغرف وقاعات الاجتماعات وهي في ذلك تنافست مع مجموعة فرنسية تنوي اقامة ندوة مماثلة في التاريخ والمكان نفسه. ويقول مدير فنذق "شيراتون مراكش" محمد زيزي: "حتى نهاية السنة الجارية سيكون من الصعب علينا الاستجابة الى مختلف الطلبيات. وهناك وارزات والراشدية وغيرها من المدن السياحية المغربية التي باتت عاجزة عن استقبال التدفق الكبير للسياح الأجانب السنة". وقال رجل مسن يملك فندقاً متواضعاً: "السياح مثل الطيور إما تأتي مجتمعة او تغادر مجتمعة". وقد يكون المثل صحيحاً بالاستناد الى السنوات الماضية التي عاشت فيها السياحة المغربية أزمة زبائن ما أضر بعض المستثمرين وحمله على صرف النظر عن مشاريعه. وكم تبدو بعيدة تلك المرحلة التي اعقبت حرب الخليج مع تراجع اعداد السياح في مطلع التسعينات وهي الفترة التي ما زالت ذيولها قائمة في شكل خلافات بين القرض العقاري والسياحي وبعض الوحدات الفندقية ومنها "قصر المؤتمرات" و"المنصور الذهبي" في مراكش الذي اشترته مجموعة "اكور" الفرنسية بعد تراكم الديون غير المسددة. ويقبل المستثمرون حالياً على معاودة الاستثمار في قطاع السياحة نظراً الى الآفاق الواعدة التي تنتظره. وسيتعزز الرصيد الفندقي قريباً بافتتاح "كازينو طنجة" التابع لمجموعة "مالاباطا" السعودية الدولية التي اسندت ادارته الى مجموعة "موفنبيك هوتيلز اند ريسورت" السويسرية وهو واحد من المجمعات السياحية الجديدة التي قد تدعم ترشيح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم وتنعش السياحة في منطقة البحر الابيض المتوسط.