أعلنت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" عن انتاج الصين طائرات مروحية في حجم الدبور الزنبور، يبلغ وزن الطائرة 100 غرام فقط، وارتفاعها 5 مليمترات، وطولها 18 ملم. ويُمكن لهذه الطائرة التي تعتبر الأصغر في العالم التحليق والهبوط في مساحة لا تزيد عن حبتي فستق. وذكرت الوكالة الصينية أن الطائرة انتجت في جامعة جياو تونغ في شنغهاي، لكنها لم تورد تفاصيل عن تقنيتها وعملها، واكتفت بالقول "يتوقع استخدام الطائرة في أعمال الاستطلاع". وإتي الاعلان عن الابتكار التكنولوجي في أجواء الاحتفالات الكبيرة بمرور نصف قرن على الثورة الصينية التي وحدّت الصين وأقامت النظام الشيوعي عام 1949. جاء إعلان الصين عن تطوير طائرة في حجم حشرة مفاجأة للأوساط العالمية المهتمة بتكنولوجيا النمنمة المينياتور التي يتنافس حولها العلماء الأميركيون واليابانيون والألمان. ولفت المعلقون السياسيون الغربيون الاهتمام الى أن تكنولوجيا النمنمة العسكرية كانت وراء الاتهامات بالتجسس التي وجهتها الولاياتالمتحدة للصين. وكانت وكالة الطاقة الأميركية فصلت عالماً أميركيا من أصل صيني، بتهمة تورطه في عملية التجسس لحساب بلده الأصلي. إلاّ أن العالم لم يُعتقل واستقال المسؤول عن التحقيق. وكشفت ذيول القضية عن احتمال صدورها عن مشاعر معادية للأميركيين من أصل صيني. ويعود اهتمام الصين بتكنولوجيا النمنمة الى العصور القديمة للحضارة الصينية العريقة. وتدور أحداث إحدى الأساطير الأدبية المشهورة حول ملك مسخ نفسه على شكل ذبابة للطيران والتجسس على أعدائه. وقام الملك بمسخ 1000 محارب وتحويلهم الى شعرات في جسمه الذبابة. وما تزال الأساطير حتى الآن تحيط تكنولوجيا النمنمة، التي يتوقع أن تحدث ثورة تكنولوجية يصعب تقدير آثارها الاقتصادية والاستراتيجية. ومعروف أن النمنمة تنشأ عن تزاوج التكنولوجيا الألكترونية المجهرية والآلات المنمنمة. وتشير المعلومات المبتسرة الى تطوير آلات بحجم حبات الرمل وكاميرات تصوير تسير مع مجرى الدم في الأوردة وتصل الى الدماغ أو القلب، حيث تقوم بالعمليات الجراحية، ومعدات لا تُري بالعين المجردة ستحدث ثورة في صناعات السيارات والتلفزيونات وأجهزة القياس. ويتيح صغر حجم هذه المعدات والآلات خفض أسعارها مئات المرات بالمقارنة مع الآلات المستخدمة اليوم. ويُعتقد بأن الطائرات المنمنة تعمل بوقود النفط ويوفر غرام واحد من النفط عند خلطه بالهواء أكثر من 13 واط/ساعة طاقة، في حين لا توفر بطاريات الليثيوم من الحجم نفسه سوى ثلث هذا المقدار من الطاقة، لذلك فالخيار المطروح أن تعمل هذه الطائرات بمحركات الاحتراق الداخلي. ويذكر الخبراء أن الطائرات المنمنمة صالحة للاستخدام في عمليات الاستطلاع التجسيسية لمتابعة ما يجري على مسافات صغيرة ما بين البنايات أو خلف الجدران والحواجز. من أجل القيام بهذه الأعمال ينبغي أن تكون الطائرات صغيرة وخفيفة قابلة للحمل في حقيبة الظهر، التي يستخدمها الجنود في ميادين القتال. وبعض هذه الطائرات المنمنمة تشبه الحشرات في الشكل وتطير مثلها مختفية عن الأنظار بعد لحظات من اقلاعها وهي تحمل على متنها كاميرات تصوير تنقل ما يجري على مسافة أميال من الشخص الذي يتابعها عبر جهاز استقبال. بسبب الأهمية الاستراتيجية لهذه الطائرات وغيرها من آلات التكنولوجيا المنمنمة يصعب معرفة حجم التقدم في تطويرها. لكن يتوقع الخبراء أن يتم انتاجها على نطاق صناعي في السنوات الخمس المقبلة. وتصلح أنواع من هذه الطائرات للاستخدام في العمليات القتالية، وهي تماثل في الحجم القنبلة اليدوية وتعمل مثلها. يكفي سحب دبوس الأمان فيها لتنطلق مندفعة في الجو بضع مئات من الأمتار ثم يسقط غلافها وتشرع أجنحتها. وتحلق الطائرة وفق توجيهات الشخص الذي يتحكم باتجاهها وسرعتها بواسطة عارضة فيديو مماثلة للعب الأطفال. وتقوم كاميرة فيديو على متنها بارسال الصور الى العارضة المحمولة في اليد.