توقع تقرير اصدرته الاممالمتحدة ان يتجاوز عدد مشتركي خدمة الهاتف النقال عدد المشتركين في الهواتف الثابتة في العقد المقبل، في ما وصفه التقرير بثورة في الاقبال على هذه الخدمة نظراً لضخامة الانتاج وانخفاض الاسعار. وقدر التقرير، الذي اعده "اتحاد الاتصالات الدولي" التابع للأمم المتحدة، عدد المشتركين في خدمة الهاتف النقال في العالم بنحو 319 مليون مشترك في مطلع السنة الجارية وتوقع ان يكون العدد ارتفع الى نحو 400 مليون حالياً. وأفاد التقرير الذي حصلت "الحياة" على نسخة منه ان ايرادات هذه الخدمة بلغت نحو 155 بليون دولار العام الماضي، وانه في حال استمرار معدلات النمو الحالية في هذا القطاع، فإن هذه الايرادات ستتجاوز عائدات الهاتف الثابت. وأشار الى ان عدد المشتركين في خدمة الهاتف النقال ارتفع بسرعة كبيرة في معظم دول العالم في الاعوام الماضية، علماً انه لم يتجاوز 11 مليون مشترك عام 1990. وقال: "لم تتجاوز نسبة هذا العدد الى عدد مشتركي الهاتف الثابت اثنين في المئة عام 1990 مقابل نحو 27.5 في المئة في الوقت الحاضر. ويتوقع ان يرتفع عدد المشركين الى اكثر من نصف بليون مشترك في نهاية العقد الحالي". واضاف: "يقدر ان يستمر النمو السريع في هذا القطاع في السنوات المقبلة، ما يعني ان عدد المشتركين فيه قد يتجاوز عدد الشتركين في الخطوط الثابتة في السنة 2001، لكن من المرجح اكثر ان يتحقق ذلك في الفترة 2006 - 2007". وتوقع "اتحاد الاتصالات الدولي" ومقره في جنيف ان تتجاوز ايرادات خدمة الهاتف النقال المعروفة بخدمة "ج.اس.ام" عائدات الخطوط الثابتة سنة 2004. وقال: "في الواقع ان الايرادات من خدمة الخطوط الثابتة شهدت تراجعاً مستمراً في معظم دول العالم منذ عام 1996، ولولا الزيادة في ايرادات خدمة الهاتف النقال، فإن قطاع الاتصالات الدولي كان سيسجل انكماشاً وليس نمواً". وجاء في التقرير ان النمو السريع في خدمة "ج.اس.ام" شملت معظم دول العالم بما فيها الدول الصناعية والنامية على السواء، وان بعض الدول النامية تفوقت على عدد من الدول المتقدمة في معدل النمو ونسبة عدد المشتركين في خدمة الهاتف النقال الى اجمالي عدد الهواتف بما فيها الخطوط الثابتة. وعزا هذا التوسع السريع الى الانخفاض المتواصل في رسوم الخدمة واسعار المكالمات واجهزة الهاتف النقال نتيجة ارتفاع حجم الانتاج واشتداد المنافسة، سواء بين مصنعي الهواتف او بين الشركات المزودة لخدمة "ج.اس.ام". وقال: "هناك عامل آخر بالأهمية نفسها وهو التطور الكبير في خدمة البطاقات المدفوعة سلفاً والتي حولت سوق الهواتف الى ما يشبه سوق سلع عادية، اذ بات الهاتف النقال في متناول الجميع وبامكان اي شخص ان يشتري هذا الجهاز من السوبرماركت والمحلات التجارية الاخرى". واضاف: "ويبدو انه لم يعد بعيداً اليوم الذي سنرى فيه علب الهاتف بالبطاقة المدفوعة سلفاً تباع كسلعة عادية تستخدم مرة واحدة ثم يتم التخلص منها". وتطرق التقرير الى الارباح الضخمة التي تحققها الشركات الدولية المصنعة للهواتف النقالة وخصوصاً شركة "نوكيا" الفنلندية التي حلت في المرتبة الثانية العام الماضي بعد شركة "موتورولا" الاميركية، اذ بلغ اجمالي قيمة مبيعاتها من اجهزة الهواتف النقالة نحو 14.7 بليون دولار في حين بلغت مبيعات الشركة الاميركية نحو 17.9 بليون دولار. وقال إن "نوكيا" باتت "عند البعض اشهر من فنلندا نفسها وان هذه الدولة تعتمد الان بشكل كبير على نوكيا اذ تبلغ نسبة مبيعاتها نحو 12 في المئة من اجمالي الناتج المحلي لفنلندا وصادراتها اكثر من ثلث اجمالي صادرات الدولة، واذا ما استمرت معدلات النمو الحالية، فان مبيعات نوكيا قد تتجاوز موازنة فنلندة نفسها في مطلع العقد المقبل".