صرّح نائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان لدى عودته الى بغداد، بعد قيامه بمهمة المبعوث الشخصي للرئيس العراقي الى العاهل المغربي الملك محمد السادس، بأن نتائج زيارته كانت ايجابية وانه لمس من ملك المغرب توجهاً صميمياً لتطوير العلاقات بين البلدين، وتفهماً لمجمل القضايا التي تم بحثها خلال الزيارة. وكان نائب الرئيس العراقي ركز محادثاته مع الجانب المغربي على خطورة الوضع في العراق، وعلى العلاقات العربية - العربية. وفي هذا الصدد أكد السيد رمضان ان الحصار ينفذ على الصعيد الميداني عربياً، "وهذا هو تحدي الصراع بين الخير والشر في الساحة العربية". وتابع قائلاً: "اننا لا نبالغ عندما نقول ان الحصار على العراق يطبق عربياً وإسلامياً من دول الجوار"، وحذر مما أسماه "تحويل قضية العراق الى قضية انسانية" للتغطية على مواقف بعض الحكومات العربية الداعمة لاستمرار هذه "الجريمة". كما أكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تغير شيئاً من موقفها ازاء حقوق العرب، ولم تعترف بأن الجزر الثلاث هي جزر عربية، ولم تطلق الأسرى العراقيين الذين يعذبون منذ عشرين سنة، وأضاف ان "طائراتنا التي وضعناها عندهم كأمانة وبموافقتهم لم يتم ارجاعها". وتجدر الاشارة الى ان ايران اطلقت أول من أمس، 276 اسيراً عراقياً سلموا بعد ظهر امس في المنذرية عند الحدود بين البلدين بإشراف الهلال الاحمر الايراني. والمعروف ان موضوع الاسرى يشكل العقبة الرئيسية في تطبيع العلاقات بين العراق وإيران، بعد انقضاء احد عشر عاماً على انتهاء الحرب بينهما. وتزامنت خطوة اطلاق ايران الأسرى مع مغادرة وزير الصناعة والمعادن العراقي عدنان عبدالمجيد الى طهران على رأس وفد يضم عدداً من المديرين العامين، وممثلي 52 شركة عراقية للمشاركة في معرض طهران الدولي الذي يفتتح دورته الخامسة والعشرين اليوم الجمعة. وصرح وزير الصناعة والمعادن العراقي بأن هذه الزيارة ستتضمن اجراء العديد من اللقاءات مع المسؤولين الايرانيين، ولا سيما في المجالين الصناعي والاقتصادي. وأعلن رمضان امس ان العراق سيمنح روسيا والدول الصديقة الاخرى التي تعاونت معه وسط ظروف الحظر الاولوية في استغلال النفط بعد رفع العقوبات. وقال لدى استقباله وزير الطاقة الروسي فيكتور كاليوجني ان "تعاون العراق مع دول العالم بعد رفع الحصار سينعكس من خلال التعاون الذي يتحقق في ظروف الحصار". ونقلت وكالة الانباء العراقية عن رمضان قوله: "ستحظى الدول التي تعاونت مع العراق في ظروف الحصار بالمراتب المتقدمة والاولوية في التعاون بعد زوال هذه الظروف". من جهة اخرى، ركزت وسائل الاعلام العراقية اليوم هجومها على البيان الاميركي - الخليجي الذي صدر إثر لقاء عقد في نيويورك بين وزيرة الخارجية الاميركية ونظرائها العرب على هامش الدورة الرابعة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة، واعتبرته "منطوياً على مغالطات مفضوحة في مجال اغلاق ملفات الاسلحة". كما وصفته بالضبابية والعمومية والتناقض مع بيانات رسمية للجان التفتيش السابقة، متعلقة بقدرات العراق وما تم تدميره من ترسانته العسكرية.