واشنطن - أ ف ب، رويترز - قال قائد القوات الاميركية في الخليج الجنرال انتوني زيني ان في العراق حالياً "بعض الاضطراب الداخلي" وان الرئيس العراقي قلق في شأن السيطرة على نظامه، لكنه اكد انه لا يريد ان يهول من شأن تقارير تتحدث عن اضطرابات داخل العراق بعد الهجمات الجوية والصاروخية الاميركية والبريطانية الشهر الماضي، واشار الى تقارير عن عمليات اعدام بين العسكريين والمدنيين العراقيين. واضاف زيني في مؤتمر صحافي مساء اول من امس، "ان العراقيين يحاولون اسقاط احدى طائراتنا"، مؤكدا ان انتهاكات سلاح الجو العراقي لمناطق الحظر الجوي في الجنوب والشمال منذ عملية "ثعلب الصحراء" من 16 الى 19 كانون الاول ديسمبر الماضي بلغت "اكثر من اربعين". وعلى رغم "التفوق" التكنولوجي الذي تتمتع به الولاياتالمتحدة، فان المناوشات التي سجلت في الايام الاخيرة بين سلاحي الجو الاميركي والبريطاني من جهة وبين الطائرات العراقية من جهة ثانية، ما زالت "تمثل خطراً" كما قال. واضاف "يبدو ان هذا الامر يشكل حسب توقعاتنا محاولة يائسة ... لاعلان عن نوع من الانتصار" لغايات "دعائية". ورداً على سؤال عن المضاعفات التي يمكن ان تنجم عن تمكن العراقيين من اسقاط طائرة قال "لدينا عدد جاهز من خطط الطوارئ". ودافع زيني مجدداً عن حصيلة عملية "ثعلب الصحراء" مشيرا الى ان وزارة الدفاع باتت تعتبر ان الغارات الاميركية أخّرت "سنة او سنتين" البرامج العراقية في مجال اسلحة الدمار الشامل. علماً ان التقديرات الاولى التي قدمها وزير الدفاع ويليام كوهين غداة عملية "ثعلب الصحراء" تحدثت عن عودة الى الوراء لمدة سنة واحدة فقط. واكد ان الغارات الجوية زعزعت قليلاً نظام الرئيس صدام حسين. وقال: "نلاحظ اشارات واضحة بان سيطرته الداخلية قد تأثرت ... ونرى اشارات واضحة بأنه يشعر بالقلق من جراء ذلك". واضاف: "نرى اموراً تشير حقيقة الى ان نفوذه في السيطرة على النظام والوحشية التي يحاول بواستطها الاستمرار في سيطرته قد يتلاشيان"، معرباً عن اعتقاده ان الرئيس العراقي "خطر اليوم. وقد يصبح اكثر خطراً اذا ما يئس، قد يصبح نمراً جريحاً". وذكر زيني ان الرئيس العراقي نفّذ "اعدامات وتغييرات في القيادة العسكرية" العراقية وانه أقام أنظمة جديدة للرقابة تشرف على الاجهزة القيادية والرقابة العسكرية. وخلص الى ان الرئيس العراقي "لا يثق" بالاجهزة القائمة. وفي رد على مسح اوّلي اجراه صندوق الاممالمتحدة لرعاية الاطفال يونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي ذكر ان الغارات سوّت مدرسة زراعية بالارض وألحقت خسائر باثنتي عشرة مدرسة ومستشفى على الاقل في بغداد، وقال زيني: "اننا نجري تقويمنا لخسائر المعارك ونستخذدم مصادرنا للمخابرات … ولم نرَ اياً من هذا"، موضحاً "بعض هذا ربما يكون قد نجم عن الاهتزازات. لقد رأينا بعض النوافذ المحطمة وكذلك قوالب الاسقف. والاحتمال الارجح هو ان ذلك النوع من الآثار ربما يكون قد حدث". واضاف "لم نرَ شيئاً يمكن ان نعتبره اصابة مباشرة. لقد درسنا بتأنٍ كبير بيانات المخابرات ولم نرَ ذلك. لهذا فإننا لم نرَ برهاناً او أدلة على اي اصابة مباشرة".