ما أن يذكر اسم "الواد محروس بتاع الوزير" حتى تلحظ على الفور علامات السعادة ترتسم على وجه كمال الشناوي لأنه أدى دوراً جيداً وجديداً على جمهوره الذي اعتاد أن يشاهده في أفلام يظهر فيها رجل سلطة أو رجل أعمال. أما هذه المرة فإن جمهور العيد سيشاهده في كوميديا عالية المستوى، بعيدة عن الافتعال لم يهتز من سيطرة بطل الفيلم عادل إمام وأدائه الكوميدي الفائق وإنما استطاع أن يفجر الضحك أيضاً. "الحياة" التقت الشناوي صاحب الرصيد السينمائي الكبير فكان هذا الحوار: ما حكايتك مع "الواد محروس بتاع الوزير"؟ - عرض عليّ السيناريست يوسف معاطي هذا الفيلم قبل أن يعرضه على عادل إمام، ويومها رحبت بفكرته، وبعد فترة فوجئت بعادل يتصل بي من أجل المشاركة في بطولته، وسعدت كثيراً به، وهي رواية كوميدية جديدة، وفي داخلي أميل الى الكوميديا و"جايز" أفلامي مع شادية واسماعيل ياسين وعبدالمنعم ابراهيم وعبدالسلام النابلسي كانت تشير الى ذلك. ولكن تم وضعي في شخوص جادة متجهمة مثل "اللص والكلاب" و"الكرنك" و"حبي الوحيد" وعلى رغم ذلك كنت أحاول إبراز النواحي الكوميدية، واستمر الحال الى أن قدمت فيلم "الإرهاب والكباب" قبل أعوام، وجسدت فيه شخصية وزير الداخلية. وعلى الرغم من أن الدور كان يتطلب أن أكون جاداً إلا أنني استطعت أن أقدم لمسة كوميدية، أما فيلم "الواد محروس" فإنني فعلاً كنت انتظره وعاد بي الزمن الى الوراء كأنني وجه جديد ينتظر فرصة لإظهار موهبته، وعندما جاءتني سعدت جداً وقدمت كوميديا مختلفة وراقية، بعيدة عن الإسفاف وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور. ماذا عن شخصيتك؟ - أقدم شخصية وزير بلا وزارة يأتي إليه جندي من قريته يريد أن يعمل، وتتوطد علاقتهما حتى يصبح حارسه الشخصي الذي يعلم عنه كل شيء، حتى زواجه "على زوجته الأولى" ويعلن هذا الجندي بحسن نية أسرار الوزير الذي يقرر فصله وبعدها تحدث مفاجآت. في فيلم "الإرهاب والكباب" قدمت شخصية وزير الداخلية، وهنا أيضاً في فيلم "الواد محروس بتاع الوزير" تجسد شخصية وزير، ما الفرق بين الشخصيتين؟ - في "الواد محروس" أجسد شخصية وزير بلا وزارة وهذا عن قصد لكي "أفرد" الكوميديا زي ما أنا عايزها، أما في "الإرهاب والكباب" فكنت أجسد شخصية وزير الداخلية بما لها من قوة وتحفظ في الأداء. أثناء التصوير هل حدثت مواقف كوميدية؟ - أولا عادل إمام اضحكني من أول ظهوره في الفيلم، ففي مشهد يتم فيه إبلاغي بوجود شخص من الريف يريد مقابلتي، وجدت عادل "الواد محروس" ينظر إلي من وراء الباب، ولا يظهر منه سوى رأسه، فلم استطع أن أملك نفسي وانفجرت في الضحك وتكرر هذا المشهد مرات عدة لأنه كان ينظر بعينيه نظرات كوميدية، وقلت له يا عادل اسمع أنا لم انظر الى وجهك أبداً لكي لا أضحك. وأذكر أيضاً مشهد نزول الوزير - الذي أجسده - وخلفه حراسه من على السلم، وفجأة ينادي "الواد محروس" على الوزير فيحدث ارتباك. ويتبين بعد ذلك أنه لاحظ أن شعر الوزير ينزل على جبهته وعليه أن "يسرح للوزير شعره"، صدقني عادل ممثل كوميديا بالفطرة، ولا يعمل مبالغات في أدائه، هل تذكر مشهد المحكمة في مسرحية "شاهد ما شفش حاجة" ما زلت كل ما أشاهد هذا المشهد "أقع من الضحك"، عادل يتعايش مع الموقف ولا يفتعله. في حديثك سعادة بدورك في "الواد محروس"؟ - أنا "فرحان" لأنني كنت انتظر دوراً كوميدياً من زمان. هل هذا الحب جعلك تضيف الى الشخصية اشياء لم تكن موجودة؟ - اكيد.. وهذا سيلاحظة الجمهور في المشاهد التي تجمع بين الوزير وزوجته وعشيقته. ما رأيك في الكوميديا حالياً؟ - هناك جيل "قوي" ولكن "الورق" الذي يقدم لهم اضعف من موهبتهم وقدراتهم، ولهذا نراهم يخرجون عن "النص"، وهذا يرجع الى احساسهم ان ما يعرض عليهم يحتاج الى تعديل وإضافات، "شباب الكوميديا" يحتاجون الى كُتَّاب، ولكن بعضهم يقدم نوعاً من الاستظراف وهز البطن، وهذا شغل "الأرجوزات" ولا يضحك الا السذج اما الكوميديا فلها مفهوم آخر. ما مفهومها؟ - أن لا احاول اضحاك الناس "بالعافية" وأن لا اقول أي كلام واسف وانما اترك الموقف والموضع لكي يفجر الضحك الذي ينتج غالبا من سوء التفاهم في الموضوع الدرامي. من يعجبك من "شباب الكوميديا"؟ - هاني رمزي واشرف عبدالباقي واحمد السقا ومحمد هنيدي واطالبهم الا يعتمدوا على المبالغة من اجل الاضحاك. عودة الى تاريخك الفني.. هل تملك تفسيرا لاستمرار نجوميتك دون اهتزاز؟ - لأنني "لا اتعجل" فأنا لا اجري وراء دور، وارفض ما لا يعجبني وقبل ايام رفضت 4 مسلسلات فليس كمال الشناوي الذي يضع جهده واعصابه في عمل لا يضيف جديداً، و"بعدين" ليس هناك مجاملات في الفن، انا جاملت زمان أما الان فإن المجاملة تكلفني الكثير، كما انني أرى ان النجومية تعني الاخلاص للعمل الفني ودقة الاختيار والحرص على التجديد بصفة دائمة واحترام عقول الناس. فريق العمل هل يكفي لرفضك عملاً فنياً؟ - بالتأكيد... فأنا اشارك في اختيار الممثلين لأني واحد ضمن هذا الفريق وإذا لم نكن جميعاً فريقاً مثل العازفين فإن العمل سيخرج نشازاً. هل اختلفت اختياراتك الان عنها قبل 20 عاما مثلا؟ - زمان كنت لا املك الخبرة او النضوج، وكنت لا أسال من هو المخرج او عن مضمون العمل، ولهذا قدمت اعمالا فنية وندمت عليها حتى لا أحرج من طلبوا مني المشاركة، اما حاليا وكما اكدت فلا وقت للمجاملة، فالعمل الجيد ومجموعة العمل والمخرج كلها عوامل تساعد في قبولي او رفضي العمل. واخيرا... ما توقعاتك لفيلم "الواد محروس بتاع الوزير"؟ - دا بتاع ربنا... نحن عملنا والباقي على الله.