تبدأ هذا الأسبوع في مجلس الشيوخ الأميركي محاكمة الرئيس بيل كلينتون في ضوء الاتهامين اللذين وجههما مجلس النواب إليه بعرقلة مجرى العدالة والكذب تحت القسم في فضيحة "مونيكا غيت". ومن غير المعروف حتى الآن كيف ستجري هذه المحاكمة، وهي الثانية من نوعها في التاريخ الأميركي بعد محاكمة الرئيس اندرو جونسون عام 1868، وما إذا كان المجلس سيجري محاكمة شاملة يستدعي إليها شهوداً أم ستكون محاكمة تمهيدية بسيطة وسريعة يتقرر في ضوئها المضي بها أو اسقاطها في مقابل قرار توبيخ في حق الرئيس. والواضح حتى الآن ان مجلس الشيوخ الجديد سيلتئم غداً الأربعاء وسيقسم اعضاؤه المئة اليمين الدستورية تمهيداً لبدء عملهم كمشترعين يمثلون الولاياتالمتحدة الخمسين. وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها الآن من جانب زعيم الغالبية الجمهورية السيناتور ترنت لوث وزعيم الأقلية الديموقراطية توم داشيل، فسيجتمع مجلس الشيوخ الخميس لممارسة عمله كهيئة محلفين. وفي هذه الحال سيقوم رئيس المحكمة العليا وليم رنكوسيت بدعوة الشيوخ المئة إلى حلف اليمين لكي يلعبوا دور المحلفين. وبناء على قواعد المحاكمة والدستور سيلتئم مجلس الشيوخ الاثنين المقبل رسمياً في هيئة محكمة برئاسة القاضي رنكوسيت وبحضور المحلفين المئة الشيوخ و13 نائباً اختارهم مجلس النواب للعب دور الادعاء العام وهم سيقدمون في ذلك اليوم الاتهام ضد الرئيس كلينتون. ويتوقع ان يخصص يوم الثلثاء المقبل للدفاع من خلال ممثلين يختارهم الرئيس كلينتون في وقت لاحق هذا الأسبوع، وسيتمكن الشيوخ المحلفون من تقديم استجوابات خطية إلى وكلاء الاتهام والدفاع ويقرأها رئيس المحكمة العليا على أن يتم يوم الخميس 14 كانون الثاني يناير التصويت على ما إذا كانت هناك أسس للمضي في المحاكمة تمهيداً للعزل، وما إذا كانت الاتهامات - ولو كان لها من أساس - خطيرة إلى درجة تفي بالمتطلبات الدستورية وبالتالي عزله. والجدير بالذكر أن كلا التصويتين يتطلبان أغلبية الثلثين أي موافقة 67 شيخاً عليهما. وانصبت جهود زعماء مجلس الشيوخ أمس، وخصوصاً كلاً من السيناتور لوث والسيناتور داشيل على العمل من أجل الحصول على موافقة أغلبية كبيرة من الأعضاء للأفكار المطروحة. ويتوقع ان تصل اتصالات لوث إلى قمتها عندما يجتمع الشيوخ الجمهوريون الأربعاء لتقرير كيفية التحرك. والمعروف ان السيناتور لوث الجمهوري يواجه حالياً معارضة من غلاة الجمهوريين للخطة المطروحة. ويدعو هؤلاء لمحاكمة مفتوحة للرئيس يستدعى إليها شهود، ومنهم المتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي وربما شاهدة أخرى قد تكون كاثلين ويلي التي سبق ان اتهمت كلينتون بالتحرش الجنسي وآخرون.