بدا امس ان رئىس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قرر الرهان على اصوات المستوطنين لكسب الانتخابات المقبلة، وذلك من خلال الموافقة على خطة لتسريع الاستيطان في القدسالمحتلة يتم بموجبها الشروع في بناء الحي اليهودي في رأس العمود، وقريباً في مستوطنة "هارحوما" على جبل ابو غنيم. وفي هذا الاطار، اعلنت مصادر اسرائىلية ان وزارة الاسكان اغلقت باب العطاءات لبناء المرحلة الاولى من مستوطنة "هارحوما"، مشيرة الى ان من المقرر البدء في اعمال البناء بعد شهر رمضان، أي بعد اسبوعين. واعلنت وزارة الاسكان انها تلقت سبعة عطاءات من مقاولين اسرائيليين يتنافسون لبناء الدفعة الاولى التي تتكون من 1025 مسكناً من اصل 6500 مسكن. وقال ناطق باسم الوزارة ان "العروض ستدرس في الايام المقبلة" وبعد اختيار المقاولين في غضون اسبوعين يمكن ان يبدأ العمل بعد بضعة اشهر. اما نتانياهو فاعتبر ان مشروع البناء يمثل "قضية سيادة". وكان بدء اعمال البناء في "هارحوما" عام 1997 ادى الى تجميد عملية السلام لفترة طويلة. وعلقت اسرائيل اعمال البناء بعد انجاز اعمال البنى التحتية لكنها استأنفتها في تشرين الثاني نوفمبر مع الاعلان عن طرح مناقصة لبناء المساكن. وجاء هذا الاعلان بعد توقيع اتفاق "واي ريفر" الذي يلزم الطرفين بالامتناع عن اي "تحرك من جانب واحد" يغير وضع الاراضي المحتلة، علماً بأن اسرائيل تعتبر أن ذلك لا ينطبق على القدسالشرقية. من جهة اخرى، اعطت سلطة الآثار الاسرائيلية الضوء الاخضر للمليونير اليهودي ارفين موسكوفيتش بالشروع في بناء حي استيطاني في رأس العمود في القدسالشرقية بعدما اعلنت "ان لا مانع لديها في بدء البناء". واعلنت مصادر قريبة من موسكوفيتش انه سيحضر الى المنطقة خلال الايام القليلة المقبلة لحشد التأييد لنتانياهو في صفوف المستوطنين والمتدينيين اليهود شرط ان يوافق نتانياهو على البدء فوراً ببناء الحي اليهودي في رأس العمود على قطعة الارض التي استولى عليها قبل اكثر من عام. وتحدثت اوساط صحافية اسرائيلية عن "انزعاج" واشنطن من قرار نتانياهو تسريع وتيرة الاستيطان في القدسالمحتلة وتجميد تنفيذ اتفاق "واي ريفر". وكتبت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان شارون الذي سيزور نيويورك لحضور اجتماع للقناصل الاسرائيليين المعتمدين في الولاياتالمتحدة اجرى اتصالات لترتيب لقاء مع اولبرايت للبحث في مسألة مفاوضات التسوية النهائية مع الفلسطينيين، الا ان وزيرة الخارجية رفضت الاجتماع به. ونقلت المصادر عن اولبرايت قولها: "من يرفض تنفيذ اتفاق المرحلة الانتقالية لا يمكنه التفاوض على التسوية النهائية، بإمكان شارون الاكتفاء بلقاء مع المبعوث الاميركي لعملية السلام دنيس روس". واشارت الصحيفة الى ان واشنطن تعتبر اسرائيل الجهة "المسؤولة عن انهيار اتفاق واي، الا انها تمتنع عن الاعلان عن موقفها هذا لئلا يعتبر تدخلاً في المواجهة الحزبية"الراهنة في اسرائيل.